14-أغسطس-2021

قال إن هناك طريقين للخروج من الوضع الحالي إما التحرك في إطار الدستور أو خارجه ولكليهما مخلفاته (ياسين القايدي/ ألأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

وجّه القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي، مساء السبت 14 أوت/أغسطس 2021، رسالة إلى الرئيس قيس سعيّد، قال فيها إن "الحكم قبل أن يكون بالأغلبية يكون بالانسجام مع طبيعة البلد والشعب ومع طبيعة أخلاقه ومكتسباته وطموحاته"، مستدركًا القول: "إن حصولك على الأغلبية ولو بنسبة عالية لا يسمح لك بأن تفعل ما تشاء دون مراعاة طبيعة البلاد"، وفق تعبيره.

واعتبر، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل فيسبوك"، أن "هناك طريقين لا ثالث لهما للخروج مما نحن فيه"، موضحًا أن الطريق الأول ينطلق من عدم إنكار أن ما كان يحصل قبل يوم 25 جويلية/يوليو 2021  كان خليطًا من الأخطاء الخطيرة لا يجب أن يستمر ومن ضرورة الاستفادة من هذه الصدمة للانطلاق في إصلاح الأوضاع ضمن الدستور.

المكي: الحل ينطلق من عدم إنكار أن ما كان يحصل قبل يوم 25 جويلية كان خليطًا من الأخطاء الخطيرة لا يجب أن يستمر ومن ضرورة الاستفادة من هذه الصدمة للانطلاق في إصلاح الأوضاع ضمن الدستور

وأوضح المكي أن ذلك يكون بإعادة البرلمان وإصلاح أخطائه بصورة كاملة عبر تغيير نظامه الداخلي وتجديد رئاسته وعبر تعاقدات سياسية تمكن من أداء دوره بفعالية ومقاومة الفاسدين والمعتدين على القانون وبسيادة الاحترام بينه وبين باقي مؤسسات الدولة، وبتشكيل حكومة متفق عليها تقدم برنامج إنقاذ تواجه به التحديات التي تواجه البلاد والمواطنين، حسب رأيه.

وتابع القول: "إن هذين الإجراءين يمكنان من عدم العودة إلى الوراء عبر إعادة المؤسسات مع التخلص من مشاكلها السابقة ثم بعد ذلك الانطلاق في إصلاح القوانين الأساسية كقانون الانتخابات وتنقيح النظام السياسي للبلاد وفق الصيغ الدستورية وبآليات يتفق عليها، عندها يمكن تقديم الانتخابات أو تركها في موعدها المحدد"، وفق ما جاء في تدوينته.

المكي: من الضروري إعادة المؤسسات مع التخلص من مشاكلها السابقة ثم بعد ذلك الانطلاق في إصلاح القوانين الأساسية كقانون الانتخابات وتنقيح النظام السياسي للبلاد وفق الصيغ الدستورية

واعتبر القيادي في حركة النهضة أن "بهذا التمشي تخرج تونس أكبر وأعلى شأنًا أمام العالم، خاصة وأنه يتماشى مع الخصائص الحضارية لشعبنا وتاريخنا وميله إلى الحلول الهادئة والمرنة و الفعالة"، مشددًا على أن "الرجة التي حصلت في عمق الوجدان الوطني ستدفع إلى مراجعات كثيرة وإيجابية من قبل كل الكيانات ذات العلاقة بملفات الحكم والتنمية ومقاومة الفساد وإنفاذ القانون"، حسب تقديره.

ويرى المكي أن هذا الخيار"سهل وسلس ومنظم من داخل الدستور ومضمون النتائج ويتماشى مع خصائص بلدنا وشعبه"، وتابع موجهًا كلامه للرئيس: "هذا الحل يقربك من حلفائك الحقيقيين الذين انتخبوك، و يبقيك رئيسًا للجميع و ليس رئيسًا منتصرًا لآراء أنصارك فقط ويمكّن من التركيز على قضايا الناس الأساسية ويجلب الاحترام أمام العالم" وأنه "أفضل ترجمة عملية لما رددته مرارًا أنك لست انقلابيًا لا دكتاتورًا". 

المكي: تعليق الدستور وحل البرلمان والدخول في المجهول طريق مرتجل ومجهول النتائج يهمش قضايا الناس ويفرق ويستدعي التدخل الخارجي

في المقابل، أشار عبد اللطيف المكي إلى أن الطريق الثاني "يبدأ بتعليق الدستور وحل البرلمان والدخول في المجهول والاجتهاد والاجتهاد المضاد ويشجع على المغامرات"، مردفًا: "لقد سمعنا جميعًا بتشكيل ما يسمى بالحشد الشعبي فماذا بعد؟"، حسب قوله.

واستطرد: "كما أنه حل ربما يتطلب التعويل على القوة الصلبة لفرض وجهة النظر هذه ولتسيير الدولة مما سيؤدي إلى تسييس هذه المؤسسات القائمة على الحياد الجمهوري ويؤدي إلى جفوة بين الحاكم وقطاعات واسعة من الشعب خاصة بعد هبوط موجة الحماس لما يحدث الآن أمام حقائق الحياة الصعبة". 

ووصف المكي هذا الطريق بـ"الصعب ومجهول النتائج والمرتجل وخارج الدستور"، معتبرًا أنه "يهمش قضايا الناس ويفرق ولا يجمع ويستدعي التدخل الخارجي"، على حد ما جاء في تدوينته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المكي: على النهضة رفع قضية باعتبارها متضررة فيما يعرف بـ"عقد اللوبيينغ"

النهضة تعلن تكوين لجنة داخلها لإدارة الأزمة السياسية وذات تفويض حصري في الملف