12-ديسمبر-2019

المعهد العربي لحقوق الإنسان وبمناسبة ثلاثينيته قدّم معرضًا وثائقيًا من 9 إلى 11 ديسمبر 2019

 

المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس الذي يحتفل هذه الأيّام بالذكرى الثلاثين لتأسيسه، بلّط طريقًا وعرة وشائكة الجنبات في اتجاه تكريس ثقافة حقوق الإنسان في تونس وفي العالم العربي. لقد كانت ثلاثة عقود غير هيّنة من النضال السلمي المثابر والهادئ، ومن الضنى الحقوقي من أجل تربية الإنسان التونسي والعربي على حقوقه المشروعة التي تضمنها السماء والأرض، إنها ثلاثة عقود من النحت الذي لا يلين في صخرة العقبات التي تعترض حقوق الإنسان في المجتمعات العربية، نحت الجبّارين قام به رجال يعتقدون راسخًا أن تقدّم الشعوب ونهضة المجتمعات لا تكون إلا تحت سماء الحريّة بكل معانيها ودلالاتها.

تأسس المعهد سنة 1989 في لحظة انفتاح سياسي قصيرة عرفتها تونس قبل اندلاع حرائق الدكتاتورية ورحلة "تجفيف المنابع " التي قام بها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي طيلة سنوات

المعهد العربي لحقوق الإنسان وبمناسبة ثلاثينيته قدّم معرضًا وثائقيًا من 9 إلى 11 ديسمبر/ كانون الأول 2019  تحت شعار "ثقافة حقوق الإنسان من أجل الكرامة "، احتضنته قاعة الأخبار بشارع بورقيبة بالعاصمة تونس تزامنًا مع الذكرى 71 للإعلان العالمي لحقوق الانسان مانحًا بذلك زائريه عرضًا كرونولوجيًا عن المعهد الذي تأسس سنة 1989 في لحظة انفتاح سياسي قصيرة عرفتها تونس قبل اندلاع حرائق الدكتاتورية ورحلة "تجفيف المنابع " التي قام بها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي طيلة سنوات حكمه التي وضعت لها ثورة الكرامة حدًّا في 14 جانفي/ كانون الثاني  2011.

اقرأ/ي أيضًا: إحداث هيئة حقوق الإنسان.. تعرّف على مهامها وكيفية تنظيمها

المعهد العربي لحقوق الإنسان  وبمناسبة ثلاثينيته قدّم معرضًا وثائقيًا من 9 إلى 11 ديسمبر 2019

 

كان تأسيس المعهد ببادرة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبدعم من مركز الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، وأيضًا بدعم معنوي ورمزي قوي من المجتمع المدني التونسي ومن شخصيات وطنية ضحّت بالنّفس والنّفيس من أجل الحرية والديمقراطية في تونس وفي العالم العربي وغيره.

هذا الإخصاب المدني جعل من المعهد العربي لحقوق الانسان جدارًا قويًا يستظلّ بظلّه أولئك الذين أنهكنتهم الديكتاتورية وأعيتهم الحيل في البحث عن فضاء للحرية والتعبير. وهو ما جعل من هذه المؤسسة الحقوقية " بيت خبرة " في مجال التربية على حقوق الإنسان وتطوير منهجيات العمل في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان المتنوعة والشائكة وأيضًا في مسألة الانتقال الديمقراطي وما يطرأ عليها عوائق وموانع ومعطّلات.

كان تأسيس المعهد ببادرة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبدعم من مركز الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان

كل هذا الرصيد والمراكمة على مرّ ثلاثة عقود من الزمن مكّنت المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس من صفات دولية مرموقة منها حصوله على صفة مستشار لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة منذ 1997 ومستشار دولي لدى اليونسكو ولدى منظمة الأمم المتحدة منذ سنة 2005 وأيضًا صفة مراقب لدى اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان منذ سنة 1992.

المعرض يوثق أيضًا لخمس سنوات (من 2009 إلى 2013) من الأشغال التي مرّ بها مقرّه الدائم بالحي الشعبي "السيّدة " بالضاحية الغربية للعاصمة تونس، وهو مقرّ اكتسب أهمية بالغة لدى التونسيين لقربه منهم جغرافيًا وأيضًا لقربه من همومهم ومطالبهم الحقوقية، وبذلك أصبح مقرّ المعهد يعرف "بدار السيّدة". وبهذه الدّار، تقام الندوات واللقاءات والمحاضرات العلمية والورشات ونوادي الأطفال والدورات التدريبية للمختصين والإعلاميين والتظاهرات الثقافية والفنية. كما تقدّم الدار النماذج الحيّة للتجارب الحقوقية من تونس ومن الوطن العربي ومن العالم.

اقرأ/ي أيضًا: تأسيس "مجموعة برلمانيون من أجل حقوق الإنسان".. وهذه تركيبتها وأهدافها

يبرز معرض الاحتفاء بالثلاثينية أهم الحملات والمبادرات التي اقترحها المعهد العربي لحقوق الإنسان في العشرية الأخيرة

 

يبرز معرض الاحتفاء بالثلاثينية أهم الحملات والمبادرات التي اقترحها المعهد العربي لحقوق الإنسان في العشرية الأخيرة والتي عرفت انفتاح الفضاء العام بتونس ومنها مساهمته البارزة في "عهد تونس للحقوق والحريّات" و"مدوّنة السّلوك المهني الخاصة بالتعاطي الإعلامي مع قضايا اللجوء والهجرة" و" تعزيز دور الأحزاب والنقابات في تفعيل المشاركة السياسية للنساء" و"المساهمة في إقامة الحوار المجتمعي".

وبشكل مخصوص، أبرز المعهد العربي لحقوق الإنسان عبر هذا المعرض التوثيقي لثلاثة عقود من النشاط الدؤوب بقاعة الأخبار بشارع بورقيبة بالعاصمة تونس مقترحاته فيما يتعلّق بإصلاح التربية والتعليم لإيمانه الراسخ أن حقوق الانسان تغرس عبر برامج التعليم وما تقدمه المدرسة للتلميذ من قيم حيث تمّ عرض جملة من المعطيات حول واقع التعليم وممكنات الإصلاح التي أعدّها خبراء المعهد والمتعاطين معه بشأن التربية والتعليم. هذا وحضر بعض التلاميذ افتتاح المعرض مقدمين للحضور بعض منتوجات الورشات الفنية التي منحتها إياهم "دار السيّدة".

أبرز المعهد العربي لحقوق الإنسان عبر هذا المعرض التوثيقي أهم مقترحاته فيما يتعلّق بإصلاح التربية والتعليم

المعرض يتضمن أيضًا خارطة انتشاره محليًّا وعربيًا حيث نجد له فروعًا بكل من بيروت بلبنان والقاهرة بمصر الدار البيضاء بالمغرب الأقصى، هذا إلى جانب عرضه لجملة منشوراته المتعددة الاختصاصات.

معرض ثلاثينية المعهد العربي لحقوق الانسان بقدر التزامه بالخط الكرونولوجي لأهم أنشطة المؤسسة وحرصه على إبراز مجهود المدراء والخبراء والأصدقاء المانحين والعاملين والمتطوعين الذين أمّنوا بكل حبّ كل الحقب بما تحمله من صعوبات، فإن ما يبقى هو ذاك السير الحثيث والحارق على جمر العراقيل حتى تحقق هذا المعلم الرمزي وهذا المكسب الوطني والعربي الذي لا محيد عنه بعد اليوم من أجل إرساء ثقافة حقوق الانسان في المجتمع التونسي وباقي المجتمعات العربية التي ترى في التجربة التونسية قنديلًا تستدلّ بنوره حتى تكسب ما كسبت تونس من حرية وديمقراطية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جمال مسلم: منع شبان من السفر على خلفية تدوينات.. وللحقوق نقول "توة" (حوار-1/2)

جمال مسلم: رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان لن تكون احتياطي أي حزب! (حوار 2/2)