الترا تونس - فريق التحرير

أكد رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الثلاثاء 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أنه لا يوجد مقترح عملي لعودة البرلمان حاليًا، بل هناك طلب من رئيس الجمهورية أن يوقف العمل بالإجراءات الاستثنائية، وأن يرفع يده عن السلطتين التشريعية والقضائية كي تعود البلاد إلى وضعها الطبيعي، متسائلًا: "هل يمكن الذهاب إلى برلمان جديد وانتخابات تشريعية تحت سلطة الانقلاب؟".

رياض الشعيبي: هل يمكن الذهاب إلى برلمان جديد وانتخابات تشريعية تحت سلطة الانقلاب؟ يجب أن يكون ذلك تحت رعاية البرلمان الحالي، بالإضافة إلى الذهاب إلى انتخابات رئاسية كذلك

وتابع الشعيبي لدى حضوره بإذاعة "موزاييك أف أم"، أنّ الانتخابات المبكّرة يجب أن تكون تحت رعاية البرلمان الحالي بعد رفع الإجراءات الاستثنائية، مضيفًا: "لا ثقة لدينا في أن تُجرى انتخابات حرة ونزيهة في ظل الانقلاب الحالي، ولهذا لا بدّ من رفع الإجراءات الاستثنائية ولا بدّ من عودة البرلمان والاتفاق على شكل عودته والتغييرات المرافقة لذلك، وآجال الانتخابات المبكرة، لكن الأزمة لم تعد فقط في البرلمان بل أيضًا في رئاسة الجمهورية، وهذا يقتضي ألاّ نذهب إلى انتخابات تشريعية فقط، بل إلى انتخابات رئاسية كذلك" على حد تعبيره.

وبخصوص قول رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن "البرلمان عائد أحب من أحب وكره من كره"، قال الشعيبي إنّ هذا "إقرار لأمر واقع، لأنه لا يمكن لدولة -خاصة ديمقراطية- أن تكون بلا برلمان.. والشعب التونسي يعبّر عن كرهه للبرلمان من عدمه حين يذهب إلى صناديق الاقتراع كي يبلغ صوته بحرية وشفافية".

اقرأ/ي أيضًا: راشد الغنوشي: البرلمان التونسي عائد أحب من أحب وكره من كره

ولاحظ المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة أنّ "الحاصل الآن هو انقلاب على الدستور وتبرير لتطبيق الفصل 80 والخروج عليه منذ اليوم الأول، ثم إقرار هذا الانقلاب وتثبيته منذ إجراءات 22 سبتمبر/ أيلول"، معتبرًا أن لا أحد كان سعيدًا بما كان قبل 25 جويلية/ يوليو بما في ذلك حركة النهضة، وكان هناك انقسام نخبوي حاد وتشنج كبير بالبرلمان فضلًا عن الأزمة الصحية وقيس سعيّد الذي تحوّل إلى قوة معطّلة، وفق وصفه.

وأبرز الشعيبي أنّ النهضة تحركت لحلحلة الوضع والخروج من الأزمة عبر الموافقة على مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها اتحاد الشغل، ثمّ بتحميلها سعيّد لمسؤوليته بطرح تعديل وزاري، وقال: "ليست كل المسؤولية ملقاة على حركة النهضة، وواضح أن هناك إرادة مخفية في الداخل وبامتداداتها الخارجية كانت تخطط بعناية لما حصل يوم 25 جويلية/ يوليو، وهو ما تثبته الوثيقة المسرّبة قبل حوالي شهرين من ذاك التاريخ، والتي تحدثت عمّا سيقع بحذافيره".

رياض الشعيبي: في أول جلسة سيجتمع فيها البرلمان، سيلغي كل المراسيم التي أصدرها سعيّد خلال هذه المرحلة الاستثنائية وكل الآثار العملية التي ترتبت عليها

وعبّر القيادي بحركة النهضة عن أنّ "حارس الديمقراطية للأسف جار على الديمقراطية وانقلب عليها، فسعيّد يحتكر سلطات لا يجمعها رئيس جمهورية آخر في العالم، وهذا الوضع يزحف على كل مناحي الدولة، وما يثبت ذلك هو الإقالات بلا معنى وتعويضهم بفريق آخر، آخر صفة يمكن أن تتوفر فيه هي الكفاءة" على حد قوله.

وحول التلويح بإصدار مراسيم في علاقة بالمخالفات الانتخابية، قال الشعيبي إنّ هذا "عبث بلا أي معنى، فدائرة المحاسبات تضطلع بدور رقابي وأيضًا هي قادرة على الحكم، وقد أعدت هذا التقرير الرقابي ومازالت لم تنعقد كمحكمة، وما لوّح به قيس سعيّد لا قيمة قانونية ولا معنى سياسي له"، وقال: "في أول جلسة سيجتمع فيها البرلمان، سيلغي كل المراسيم التي أصدرها سعيّد خلال هذه المرحلة الاستثنائية وكل الآثار العملية التي ترتبت عليها" حسب تأكيده.

وبخصوص الذهاب إلى استفتاء إلكتروني، قال الشعيبي: "أي مستبد لدى تمريره لإجراءاته يكون حريصًا على الديكور الخارجي و(الماكياج)، وبالتالي فإنّ هذا لا يعدو أن يكون تزيينًا لعملية التسلط وفرض الإرادة على التونسيين" وفق تصريحه.

اقرأ/ي أيضًا:

النهضة: ظهر عجز سعيّد عن إدارة شؤون البلاد وتراجعه عن وعوده وإمعانه في التقسيم

رضا بلحاج: سعيّد يرغب في إسقاط بعض قائمات النهضة وقلب تونس