03-يناير-2020

توفيت حسيبة رشدي سنة 2012 عن سن يناهز 94 عامًا

الترا تونس - فريق التحرير

 

يزخر تاريخ الفن التونسي بأسماء لمعت وأضاءت حقبات تاريخية وغادرت مخلّفة بصمتها في عالم بات للأسف لا يذكر كلّ مبدعيه وينسى أو يتناسى البعض منهم فيجد هؤلاء المنسيون أنفسهم تائهين في غباهب الذاكرة والتاريخ.

وقد أدى هذا إلى تغييب عدد من الأسماء التي كان لها رصيد حافل فبات الشباب لا يعرف الكثير من الفنانين المبدعين الذين كانوا في يومًا من الأيام ظاهرة فنية لا تغيب عن الساحة ونجومًا لهم صيت واسع قد يتجاوز حدود تونس ويصل إلى بلدان أخرى كمصر.

قضت حسيبة رشدي طفولتها في ماطر أين تعلّمت الأغاني البدوية وشرعت في تعلّم الخياطة والتطريز

ولعلّ من أحد هؤلاء الفنانين المنسيين، الفنانة التونسية حسيبة رشدي، وهي مغنية وممثلة تونسية، ولدت في 10 جانفي/ كانون الثاني 1918 في معتمدية جومين من ولاية بنزرت، واسمها الحقيقي زهرة بنت أحمد بن حاج عبد النبي. وتوفيت يوم 26 سبتمبر/ أيلول 2012 عن سن يناهز 94 عامًا.

وتعدّ رشدي أولى الفنانات التونسيات التي نالت الشهرة في مصر أين لعبت أدورًا هامة في عدة أفلام مصرية.

قضت حسيبة رشدي طفولتها في ماطر أين تعلّمت الأغاني البدوية وشرعت في تعلّم الخياطة والتطريز. وكانت خلال هذه الفترة متأثرة بالفنانات اليهوديات. وإثر خلاف مع والدها بسبب جهاز تسجيل صوت، غادرت حسيبة البيت ولجأت إلى بنزرت إلا أنه وقعت إعادتها إلى والدها وتم إجبارها على الزواج. لكن ذلك لم يحل دون هروبها إلى صفاقس حيث تم قبولها في فرقة مسرحية وبدأت تتعلم الغناء.

اقرأ/ي أيضًا: عن أشهر لوحة فسيفساء تونسية.. "فرجليوس" الذي لا ترى وجهه إلاّ في تونس

اقتحمت رشدي عالم السينما فشاركت في عدة أفلام ولعبت دور البطولة في 4 أفلام إلى جانب كبار الممثلين المصريين

وبعد أن جمعتها الصداقة مع الفنانة فتحية خيري، التقت حسيبة رشدي براعي التسجيلات بشير رصايصي الذي قرّر أن يأخذها إلى باريس لتسجيل ألبومها الأول بمعية عدة فنانين على غرار محمد الجاموسي ومحمد تريكي. وقد تزوجت حسيبة بهذا الأخير مما سمح لها بدخول عالم الفن، وقام زوجها بتأسيس فرقة من أجلها ضمت عدة موسيقيين وفنانين كالهادي الجويني وعلي السريتي.

لم يستمرّ زواج محمد تريكي وحسيبة رشدي التي تزوجت إثر طلاقها بدبلوماسي أمريكي يدعى "هنري بلايك" وقضت بضع سنوات في بروكلين بنيويورك أين فتحت مطعمًا يحمل اسمها. وفي باريس، اتصل بها عدد من أنصار الحزب الدستوري الجديد وتم تكليفها بتسليم وثائق إلى زعيم الحزب الحبيب ثامر الذي كان لاجئًا آنذاك في العاصمة المصرية بالقاهرة.

استقرت رشدي في شقة هناك، ووقع استقبالها من قبل الملك فاروق الرابع. كما قامت بتنظيم سهرات تعرفت خلالها على الفنان سيد شطة، الذي قدّمها بدوره إلى مدير إذاعة القاهرة، والذي حجز لها، بعد امتحان كانت أم كلثوم حكمًا فيه، حفلًا أسبوعيًا. وهكذا وجدت حسيبة رشدي نفسها تؤدي عروضًا جماهيرية برفقة الفنان محمد عبد المطلب.

تركت حسيبة رشدي في رصيدها عددًا من الأغنيات الشهيرة على غرار "سير يا لزرق سير" و"العشاقة"

اقتحمت رشدي كذلك عالم السينما فشاركت في عدة أفلام ولعبت دور البطولة في 4 أفلام إلى جانب كبار الممثلين المصريين، ومن بين هذه الأفلام "حب" لعبد العزيز حسين (1948) وطريق الشوك لحسين صدقي (1950) و"دماء الصحراء" لجياني فرنتيشيو (1951) و"انتقام الحبيب" لفرنتيشو (1952).

عادت حسيبة رشدي إلى تونس في خمسينيات القرن الماضي واستأنفت مسيرتها الفنية وشاركت في عدة أفلام تونسية ابتداء من الستينيات مثل فيلم "الثائر" (1968) و"صراخ" (1972) و"تحت مطر الخريف" (1969) و"يا سلطان المدينة".

كما تركت حسيبة رشدي في رصيدها عددًا من الأغنيات الشهيرة على غرار "سير يا لزرق سير" و"العشاقة" و"محلاها تذبيلة عينيك" و"جسمي بعيد عليك".

 

اقرأ/ي أيضًا:

كتاب "فنانو تونس".. محاولة أنطولوجية لرسم معالم الفنون التشكيلية التونسية

مسرح قفصة.. ذاكرة وذكريات