16-أكتوبر-2022
جرجيس

عائلات الضحايا يطالبون بتسهيل عملية التثبت في الجثث المودعة بغرف أموات المستشفيات (صورة توضيحية)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تعرفت إحدى عائلات ضحايا فاجعة جرجيس، الأحد 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، على جثة ابنها العشريني من العمر من خلال ملابسه، وذلك أثناء تجمّع عديد العائلات أمام المستشفى الجهوي بجرجيس في مواصلة لعملية البحث على الجثث بين غرف الأموات.

إحدى عائلات ضحايا فاجعة جرجيس، تتعرّف على جثة ابنها من خلال ملابسه، بعد أن عثر عليها أحد البحّارة

وقد تزامن وجود تلك العائلات -التي قررت مواصلة البحث في البر- مع وصول سيارة الأموات التابعة للبلدية بمرافقة أمنية تحمل جثة تفطن إليها أحد البحارة  صباح الأحد، فتدخل الحرس البحري لانتشالها على بعد حوالي 10 أميال من سواحل جرجيس في انتظار إخضاعها إلى التحليل الجيني، وفق ما أوردته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية).

واتجه عدد من عائلات المفقودين من أبناء جرجيس إلى "مقبرة الغرباء" للبحث حول إمكانية وجود جثث في غرفة الأموات بها والقيام بعملية تثبت في القبور التي تعود إلى ما بعد فاجعة غرق المركب وفقدان من عليه والنظر في مدى مطابقة أذون الدفن بعدد القبور للفترة نفسها.

عائلات ضحايا فاجعة جرجيس يؤكدون أنّ جهود البحث عن الجثث في البحر ستتحول إلى البحث في البرّ بين غرف الأموات والمقابر

واعتبر هؤلاء الأهالي أنّ جهود البحث في البحر ستتحول إلى البحث في البر بين غرف الأموات والمقابر، مطالبين وزير الصحة بالتدخل العاجل لتسهيل عملية التثبت في الجثث المودعة بغرف أموات مستشفيات جربة ومدنين وقابس وجرجيس طيلة الفترة من 21 سبتمبر/ أيلول إلى تاريخ الأحد 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وتمسّكت عائلات الضحايا بالعمل على مواصلة عملية البحث بالمقابر بعد فقدان الثقة منذ دفن أبنائهم في مقبرة الغرباء بجرجيس قبل استيفاء الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل حالات الوفاة المسترابة.

ويشار إلى أنّ الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس يعقد اجتماعًا مع مختلف المنظمات والقطاعات للنظر في مقترح دعوة الأهالي إلى تنفيذ إضراب عام.

 

 

وكانت بلدية جرجيس، قد أعلنت السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنه تم تشييع 5 جثامين من بين 18 مفقودًا إثر غرق مركب للهجرة غير النظامية كانوا قد غادروا سواحل جرجيس وانقطع التواصل معهم منذ 21 سبتمبر/أيلول المنقضي.

ويذكر أنّ تقرير الطب الشرعي قد كشف، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن التحاليل الجينّية المجراة لـ4 جثث أخرجت من قبورها بمقبرة الغرباء بجرجيس، أثبتت أن 3 منها تعود إلى ثلاثة أشخاص من المهاجرين المفقودين الـ18 في حادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية بجرجيس.

وقد تبين ذلك، وفق ما نقلته الوكالة الرسمية، إثر تطابق العينات المرفوعة مع عّينات أفراد من عائلاتهم. وستتم إعادة رفع عينة الجثة الرابعة وإعادة تحليلها للتأكد من هويتها، وفق تقرير الطب الشرعي.

وأصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بمدنين المتعهد بالقضية أذونًا بدفن الجثث الثلاثة وتسليمها إلى ذويها في انتظار نتيجة تحليل الجثة الرابعة ونتائج تحليل 7 جثث أخرى تم توجيه عينات منها للتحليل، وفق المصدر ذاته.

 

 

يذكر أن الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس كان قد لوّح بالدخول في إضراب عام في صورة عدم الاستجابة لمطالبه وهي:

  • فتح بحث فوري في ملابسات انتشال الجثث وطريقة دفنها وتحميل المسؤولية لكل من تورط في هذه العملية
  • المطالبة بالتحليل الجيني لكل الجثث التي لفظها البحر بسواحلنا الشرقية وتم دفنها بعد وقوع الكارثة
  • تركيز نقطة إعلامية رسمية لإنارة الرأي العام
  • مواصلة البحث عن المفقودين بكل الوسائل المتاحة عند الدولة
  • انعقاد مجلس وزاري خاص بمعتمدية جرجيس للنظر في الكارثة وفتح ملف الهجرة.

يشار إلى أن مأساة جرجيس تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي، وقد انتقلت أطوارها من عمليات تمشيط وبحث عن مهاجرين غير نظاميين مفقودين من أبناء الجهة إلى عمليات بحث عن جثثهم.

وتعود أطوار الحادثة إلى تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2022 عندما انقطعت كلّ سبل التواصل مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس التابعة لولاية مدنين في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية. ومنذ ذلك الحين والمتساكنون يقومون بعمليات تمشيط وبحث عن المفقودين مع تذمرهم من مدى تعاون السلطات.