14-أكتوبر-2022
 الهجرة غير النظامية

لا تزال إلى اليوم عائلات عديدة تنتظر معرفة مصير أبنائها في غياب مخاطب وحيد من طرف الدولة (صورة توضيحية/Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عبرت منظمات وجمعيات تونسية، الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عن مواساتها لعائلات الضحايا والمفقودين في فاجعة مركب الهجرة غير النظامية الذي غادر جرجيس منذ أسابيع، مؤكدة تضامنها مع أهالي الجهة،  ومنددة "بسياسات الدولة وأجهزتها المحبطة والدعاية المضللة والتي لم تراع لا واجباتها تجاه مواطنيها ولا معاناة أهالي المفقودين وأهالي جرجيس".

منظمات وجمعيات تونسية: تنديد بسياسات الدولة وأجهزتها المحبطة والدعاية المضللة والتي لم تراع لا واجباتها تجاه مواطنيها ولا معاناة أهالي المفقودين

وأكدت ذات المنظمات والجمعيات، في بلاغ، أنها "تابعت الأزمة الإنسانية في مدينة جرجيس منذ 21 سبتمبر/أيلول نتيجة فقدان الاتصال بمركب للمهاجرين غير النظاميين"، وشددت على أن "التعاطي السلبي للدولة وأجهزتها وتعتيمها عن المعلومات ساهم في احتقان اجتماعي بالجهة واضطر الأهالي للتعويل على إمكانياتهم الذاتية للبحث عن المفقودين ومعرفة مصيرهم. ولا تزال إلى اليوم عائلات عديدة تنتظر معرفة مصير أبنائهم في غياب مخاطب وحيد من طرف الدولة يقدّم المعلومة الصحيحة والإجراءات الواجب اتباعها".

وأشارت إلى أن السلطات الجهوية قامت بعمليات دفن سريع لجثث مهاجرين دون احترام التراتيب الواجبة أثناء هذه الأزمات وهو ما فاقم من معاناة العائلات وإحساسهم بمحاولة الدولة التعتيم على معاناتهم وإقفال الملف في أسرع وقت ممكن. 

منظمات وجمعيات تونسية تدعو للاستجابة لمطالب عائلات الضحايا وأهالي جرجيس بما يمكن من كشف الحقيقة ومن البحث عن بقية المفقودين ومعرفة مصيرهم

ودعت، في ذات البلاغ، للاستجابة لمطالب عائلات الضحايا وأهالي جرجيس بما يمكن من كشف الحقيقة ومن البحث عن بقية المفقودين ومعرفة مصيرهم في أسرع وقت، مطالبة بتعامل إنساني يحفظ كرامة ضحايا الهجرة غير النظامية يضمن دفن جثث المهاجرين بطريقة لائقة وفي احترام للتراتيب التي تتيح لعائلاتهم من داخل تونس وخارجها التعرّف عليها واسترجاع الجثامين.

وحمّلت السلطات التونسية مسؤولية وضع استراتيجية وطنية للهجرة إدماجية وضامنة للحقوق، داعية لوقفة تضامنية مع ضحايا فاجعة جرجيس وكل ضحايا الهجرة غير النظامية يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على الساعة 17:30 أمام المسرح البلدي بالعاصمة.

وقفة تضامنية مع ضحايا فاجعة جرجيس وكل ضحايا الهجرة غير النظامية يوم الجمعة 14 أكتوبر 2022، على الساعة 17:30 أمام المسرح البلدي بالعاصمة

ومن المنظمات والجمعيات الداعية لهذا التحرك، نذكر: المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وعدة منظمات وجمعيات أخرى. 

 

 

 

يُذكر أنه تواصلت، الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عمليات التمشيط على مستوى شواطئ جرجيس بحثًا عن المفقودين من المهاجرين غير النظاميين. وتتم هذه العمليات بالتعاون بين "بحّارة" المنطقة والحرس والحماية المدنية الوطنيين وعدد من المواطنين المتطوعين.

في سياق متصل، نشر الاتحاد المحلي للشغل بجرجيس لائحة لوّح فيها بالدخول في إضراب عام في صورة عدم الاستجابة لمطالبه وهي:

  • فتح بحث فوري في ملابسات انتشال الجثث وطريقة دفنها وتحميل المسؤولية لكل من تورط في هذه العملية
  • المطالبة بالتحليل الجيني لكل الجثث التي لفظها البحر بسواحلنا الشرقية وتم دفنها بعد وقوع الكارثة
  • تركيز نقطة إعلامية رسمية لإنارة الرأي العام
  • مواصلة البحث عن المفقودين بكل الوسائل المتاحة عند الدولة
  • انعقاد مجلس وزاري خاص بمعتمدية جرجيس للنظر في الكارثة وفتح ملف الهجرة.

ويُذكر أن مأساة جرجيس تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي، وقد انتقلت أطوارها من عمليات تمشيط وبحث عن مهاجرين غير نظاميين مفقودين من أبناء الجهة إلى عمليات بحث عن جثثهم.

أطوار الحادثة تعود إلى تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2022 عندما انقطعت كلّ سبل التواصل مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس التابعة لولاية مدنين في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية. ومنذ ذلك الحين والمتساكنون يقومون بعمليات تمشيط وبحث عن المفقودين مع تذمرهم من مدى تعاون السلطات.