21-أبريل-2024
يبلغ المصابون به حوالي 500 ألف شخص.. تفشّي مرض الربو في تونس

الضيق أو الصعوبة في التنفس، وأحياناً حتى أثناء الراحة من بين أعراض مرض الربو

الترا تونس - فريق التحرير

 

أصبح مرض الربو في تونس متفشيًا، باعتبار أنّ عدد المصابين به في تزايد مستمر، إذ يقارب عددهم حاليًا حوالي 500 ألف شخص، وفق تأكيد رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى شارل نيكول، هشام عوينة، مساء السبت 20 أفريل/نيسان 2024.

رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى شارل نيكول: الإشكال المطروح في تونس يتمثل في صعوبة تقبل المريض لإصابته بالربو رغم سهولة التعايش معه

وأشار هشام عوينة، في تصريحه للوكالة الرسمية التونسية، إلى وجود عديد الآليات التي يمكن اعتمادها في تشخيص مرض الربو فضلًا عن طرق علاجية متطورة لهذا المرض، وقال: "غير أن الإشكال المطروح في تونس يتمثل في صعوبة تقبل المريض لإصابته بالربو رغم سهولة التعايش معه".

وتابع رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى شارل نيكول، على هامش افتتاح فعاليات اللقاءات الطبية الـ17 لجزيرة جربة، أنّ "عديد الرياضيين وطنيًا ودوليًا تعايشوا مع المرض واستطاعوا السيطرة والتحكم في المناخ العام ومن ذلك الإقلاع على التدخين وقبول الوسائل العلاجية الضرورية للمرض والالتزام بها في أوقات معينة للسيطرة على كل عوامل الاختطار المطروحة" وفقه.

رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى شارل نيكول: تعايش كثيرون مع مرض الربو واستطاعوا السيطرة والتحكم في المناخ العام ومن ذلك الإقلاع على التدخين وقبول الوسائل العلاجية الضرورية للمرض

ما هو مرض الربو؟

ووفق منظمة الصحة العالمية، فإنّ الربو هو مرض رئوي مزمن يصيب الناس من جميع الأعمار. ويحدث بسبب الالتهاب وانقباض العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، مما يجعل التنفس أكثر صعوبة.

وعلى الرغم من أن الربو قد يمثل حالة خطيرة، وفق المصدر نفسه، فإنه يمكن التعامل معه باستخدام العلاج الصحيح. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض الربو التحدث إلى أخصائي صحي.

تأثير مرض الربو

تقول منظمة الصحة العالمية إنّ مرض الربو غالبًا ما لا يُشخَّص أو يُعالج بشكل جيد، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بالربو غير المعالج علاجاً كافياً من اضطرابات النوم والإرهاق أثناء النهار وضعف التركيز. 

من أعراض مرض الربو، السعال المستمر، خاصة أثناء الليل، والأزيز عند الزفير، وأحياناً عند الشهيق

وقد يتغيب المصابون بالربو وأسرهم عن المدرسة والعمل، مما يؤثر ماليًا على الأسرة والمجتمع الأوسع. وإذا كانت الأعراض شديدة، فقد يحتاج المصابون بالربو إلى تلقي رعاية صحية طارئة، وقد يُدخلون إلى المستشفى لتلقي العلاج والخضوع للمراقبة. ويمكن أن يؤدي الربو في أشد الحالات إلى الوفاة، وفق المنظمة العالمية.

أعراض مرض الربو

يمكن أن تختلف أعراض الربو من شخص لآخر، وتتفاقم الأعراض أحياناً بصورة كبيرة، فيما يُعرَف بنوبة الربو. وغالباً ما تكون الأعراض أسوأ ليلاً أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

وتشمل الأعراض الشائعة للربو ما يلي:

  • السعال المستمر، خاصة أثناء الليل
  • أزيز عند الزفير، وأحياناً عند الشهيق
  • ضيق أو صعوبة في التنفس، وأحياناً حتى أثناء الراحة
  • ضيق الصدر، مما يجعل التنفس العميق أمراً صعباً.

احتمال الإصابة بالربو يزداد إذا كان أفراد آخرون من الأسرة مصابين أيضاً بالربو - خاصةً أحد الأقارب المقربين، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء

ويعاني بعض الأشخاص من أعراض أسوأ عندما يصابون بنزلة برد أو أثناء تغيرات الطقس. وثمة عوامل مهيِّجة أخرى، منها الغبار والدخان والأبخرة وحبوب لقاح العشب والأشجار وفراء الحيوانات والريش والصابون ذو الرائحة النفاذة والعطور.

ويمكن أن تحدث الأعراض بسبب حالات أخرى أيضاً. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من الأعراض التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية.

أسباب مرض الربو

هناك عدة عوامل مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بالربو، من بينها:

  • ازدياد احتمال الإصابة بالربو إذا كان أفراد آخرون من الأسرة مصابين أيضاً بالربو - خاصةً أحد الأقارب المقربين، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء.
  • ازدياد احتمال الإصابة بالربو لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات حساسية أخرى، مثل الإكزيما والتهاب الأنف (حمى الكلأ).
  • يقترن التحضر بزيادة انتشار الربو، وربما يرجع ذلك إلى عوامل متعددة متعلقة بنمط الحياة.
  • تؤثر بعض الأحداث التي تصيب الفرد في سن مبكرة على الرئتين اللتين تكونان في طور النمو، وقد تزيد مخاطر الإصابة بالربو. ومن هذه الأحداث انخفاض الوزن عند الولادة ، والابتسار، والتعرض لدخان التبغ وغيره من مصادر تلوث الهواء، إلى جانب أنواع العدوى التنفسية الفيروسية.

يشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية تعتبر أنّ الربو هو مرض من الأمراض غير السارية الرئيسية يصيب كلًا من الأطفال والبالغين على حد سواء، وهو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال.