12-أكتوبر-2022
مقبرة الغرباء جرجيس

إثر طلب تقدمت به عائلات 4 من المفقودين في عملية هجرة غير نظامية (فتحي نصري/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد والي مدنين سعيد بن زايد، الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بأنه تم استخراج 4 جثث لأشخاص تم دفنهم في مقبرة "حديقة إفريقيا" التي تعرف باسم مقبرة "الغرباء" بجرجيس، وإيداعها بالمستشفى الجهوي بجرجيس من أجل إجراء تحاليل جينية لها ومقارنتها بنتائج التحاليل المجراة على عدد من عائلات المهاجرين المفقودين.

وأضاف، في تصريح لإذاعة "موزاييك أف أم"، أن ذلك تم إثر طلب تقدمت به عائلات 4 من المفقودين في عملية هجرة غير نظامية من أجل إجراء تحاليل جينية لها، مؤكدًا "تسخير كل إمكانيات الدولة من أجل التوصل للحقيقة"، على حد قوله.

والي مدنين: الحقيقة الجازمة لا يمكن معرفتها إلا بالتمشي القانوني ولا يعقل أن نقول إن جثة تعود لعائلة معينة لا لشيء إلا لأن العائلة تعتقد أن الملابس التي تحملها الجثة تعود لابنها

وتابع قائلًا: الحقيقة الجازمة والقطعية لا يمكن معرفتها إلا بالتمشي القانوني"، مستدركًا القول: "لا يعقل أن نقول إن جثة تعود لعائلة معينة لا لشيء إلا لأن العائلة تعتقد أن الملابس التي تحملها الجثة تعود لابنها"، وفق تعبيره.

كما أكد الوالي، في سياق متصل، أن أجهزة الدولة قامت بمجهوداتها بالتنسيق مع البحارة في عمليات البحث عن المفقودين منذ الإعلام عنهم، وكانت خافرات تابعة للجيش الوطني والحرس البحري موجودة لدى العثور على جثث بعض المفقودين، على حد قوله.

والي مدنين:  أجهزة الدولة قامت بمجهوداتها بالتنسيق مع البحارة في عمليات البحث عن المفقودين منذ الإعلام عنهم وكانت موجودة لدى العثور على الجثث

يشار إلى أن مأساة جرجيس تتواصل للأسبوع الثالث للتوالي، وقد انتقلت أطوارها من عمليات تمشيط وبحث عن مهاجرين غير نظاميين مفقودين إلى عمليات بحث عن جثثهم، وسط اتهامات للسلطة بـ"اللامبالاة والتقصير".

أطوار الحادثة تعود إلى تاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2022 عندما انقطعت كلّ سبل التواصل مع مهاجرين كانوا قد غادروا سواحل جرجيس التابعة لولاية مدنين في إحدى رحلات الهجرة غير النظامية. ومنذ ذلك الحين والمتساكنون يقومون بعمليات تمشيط وبحث عن المفقودين. لكن منحى المأساة تغيّر، منذ عثور البحارة على جثة الشابة "ملاك الوريمي" وتعرّف عائلتها عليها من سوارِ بمعصمها، باعتبار أن ملامح الجثة قد تغيرت وقد مرّ عليها أكثر من أسبوعين في ربوع البحر، وفق ما أكده نشطاء من الجهة. 

ناشط حقوقي بمدنين: ما حصل بخصوص دفن جثث لمهاجرين في مقبرة "الغرباء" جريمة دولة وكل السلط الجهوية تتحمل المسؤولية

ومع العثور على جثة ملاك، تم التأكد من أن قارب المهاجرين المفقودين قد غرق، ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الجثث. وفي هذا السياق، أكد نشطاء من جرجيس أن إحدى أمهات المفقودين تعرّفت على جثة ابنها في اليومين الماضيين في مقطع فيديو صوره بحّار لدى عثوره على جثته منذ يوم 26 سبتمبر/أيلول المنقضي واتصل بالسلط الأمنية المعنية ليتم فيما بعد دفنه في ما تسمى مقبرة "الغرباء" التي يقع فيها دفن مجهولي الهوية من المهاجرين غير النظاميين الذين يلفظهم البحر.

وفي هذا الصدد، يقول الناشط علي كنيس، وهو ناشط حقوقي بجرجيس، في مقطع فيديو نشره على صفحته بموقع التواصل فيسبوك، إن "السلطات وجدت جثثًا لمهاجرين غير نظاميين، وعوض أن يتم إجراء تحاليل ADN عليهم خاصّة وأنها تعلم جيدًا أن هناك عمليات بحث عن مفقودين منذ 3 أسابيع، قامت بدفنهم دون تحليل"، حسب روايته.

واعتبر كنيس أن ما حصل عبارة عن مصادرة واختطاف جثث، مؤكدًا أن ذلك يمثل جريمة دولة وهناك مساعٍ لطمس معالمها، وفق تصوره.

وحمّل كل السلط المعنية مسؤولية هذه الجريمة بدءًا من المستشفى البلدية والمعتمد والحرس الوطني ووكيل الجمهورية، منددًا بلامبالاة الدولة في التعاطي مع مأساة مفقودي جرجيس، حسب ما جاء على لسانه.