08-مارس-2023
نقيب الصحفيين محمد ياسين الجلاصي

نقيب الصحفيين التونسيين: "لا ينجر عن الخطاب التحريضي إلا العنف.." (صورة أرشيفية/ياسين القايدي/الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، صباح الأربعاء 8 مارس/آذار 2023، إن تصريح وزير الداخلية توفيق شرف الدين لوسائل الإعلام في بنقردان بمناسبة إحياء ذكرى ملحمة الجهة، كان "تحريضيًا وشعبويًا ولا يختلف عن خطابات الرئيس التونسي قيس سعيّد".

نقيب الصحفيين التونسيين: "لا ينجر عن الخطاب التحريضي إلا العنف.. أي رد فعل سيكون للناس غير العنف والاحتقان والتشويه؟ ماذا ننتظر لإيقاف مثل هذا الخطاب وهذه الحملات؟"

وعلق نقيب الصحفيين التونسيين، خلال تدخله في إذاعة "كاب" المحلية، "لم أجد تعليقًا مناسبًا بخصوص كلام وزير الداخلية، ما قاله لا يختلف كثيرًا عن خطاب رئيس الجمهورية"، متابعًا "كان سؤال الصحفي حول ما ستقدمه السلطة لمدينة بن قردان وهي المدينة المنسية ولاحظوا أن الإجابة كانت الحديث عن الخونة وإلقاء المسؤولية عبر خطاب تحريضي".

 

 

وأضاف "لا ينجر عن الخطاب التحريضي إلا العنف.. أي رد فعل سيكون للناس غير العنف والاحتقان والتشويه؟ ماذا ننتظر لإيقاف مثل هذا الخطاب وهذه الحملات؟".

واعتبر الجلاصي أن "من المفارقة أننا كنقابة كنا بصدد الإعداد لرفع شكاية إلى وزارة الداخلية في علاقة بالتحريض الذي يستهدف عديد الصحفيين مؤخرًا لكننا وجدنا الوزير نفسه يحرّض ضد الصحفيين".

نقيب الصحفيين التونسيين: "من غير الممكن أن يتواصل خطاب التحريض والسب والشتم"، محذرًا من تأثير مدمر لذلك على البلاد

وأكد محمد ياسين الجلاصي أنه "من غير الممكن أن يتواصل خطاب التحريض والسب والشتم"، محذرًا من تأثير مدمر لذلك على البلاد.. شاهدنا تأثير هذا النوع من الخطاب على علاقات تونس ومصالحها الخارجية والتي أصبحت مهددة بسبب تصريحات مسؤولين لا يتم تقدير انعكاساتها سابقًا".

وختم بالقول "مآلات خطاب التحريض والعنف لا يمكن أن تكون إلا وخيمة وهي تزيد من الاحتقان والتوتر، ومتى كانت السلطة وراء التحريض فقد بلغنا وضعًا خطيرًا وخطيرًا جدًا".

 

 

وكان وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين قد قال، ليل الثلاثاء 7 مارس/آذار 2023، إن "رجال الإعلام لا يستحقون تسميتم برجال الإعلام (خسارة فيهم هذه الكلمة)، هم مرتزقة، ورجال الأعمال والنقابيون والأحزاب باعوا الوطن وتحالفوا ضد الشعب التونسي.. أتوجه إلى الشعب التونسي بالقول كل ما تعرفونه صحيح.. إنهم خونة".

توفيق شرف الدين: "رجال الإعلام لا يستحقون تسميتم برجال الإعلام، هم مرتزقة، ورجال الأعمال والنقابيون والأحزاب باعوا الوطن وتحالفوا ضد الشعب التونسي.. إنهم خونة"

وتابع توفيق شرف الدين، خلال تصريح إعلامي له على هامش إحياء الذكرى السابعة "لملحمة بن ڤردان"، "هناك أشخاص يعرفون جيدًا صدق الرئيس ولكن يبيعون ويشترون بعيون تكاد تدمع على تونس ويغالطون الشعب عبر وسائل الإعلام"، مضيفًا "الشعب التونسي ناضج ولم يعد في حاجة إلى وسائل الإعلام".

وبدا واضحًا في هذا التصريح الهجوم المباشر على الأجسام الوسيطة من قضاء وإعلام ونقابات ومجتمع مدني. مع العلم أن عديد المراقبين للشأن التونسي والباحثين كانوا أكدوا في مناسبات عدة أن خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد  وسلطات الحكم الحالية في تونس يخفي عداء واضحًا للأجسام الوسيطة في إطار فلسفة شعبوية كاملة تقلص من دور الأجسام الوسيطة ومكانتها في المجتمع".

عديد المراقبين للشأن التونسي والباحثين كانوا أكدوا في مناسبات عدة أن خطاب الرئيس وسلطات الحكم الحالية في تونس يخفي عداء واضحًا للأجسام الوسيطة من قضاء وإعلام ومجتمع مدني ونقابات

وقال الوزير، في علاقة بإحياء ذكرى ملحمة بن قردان، "إن زيارة المقابر وتلاوة القرآن على أرواح الشهداء غير كافية.. من باب الوفاء للشهداء الوقوف عند الواقعة وتبيان أسبابها ومن كان وراءها، وكشف من كان وراء دخول الإرهاب إلى تونس ومن قام بالتغطية على الإرهابيين، ومن قام بحمايتهم قانونياً أو قضائيًا، ومن تستر عليهم ومن أسدل لهم ستارًا إعلاميًا، ومن موّلهم"، وفق تعبيره، مستدركًا بالقول "مجمل هذه الأسئلة تحتوي أجوبتها بشكل واضح والشعب التونسي أصبح ناضجًا ويدرك كل شيء".

واعتبر في ذات التصريح الإعلامي أن "هناك أشخاصًا لا يعرفون معنى الأمانة والوطنية ويتاجرون بكلّ القيم"، وفقه، متسائلًا "من نهب المال العام؟ من خرّب الاقتصاد؟ من تاجر بشعار الحصانة البرلمانية والحصانة القضائية وبرسالة الإعلام ورسالة العمل النقابي؟.. لقد كانوا أبعد ما يكون عن القاضي الحق والنقابي الحق والإعلامي الحق"، وفق تعبيره.