03-مايو-2023
نجيب الشابي

نجيب الشابي: "يريدون التخلص مني بوضعي وراء القضبان"

الترا تونس - فريق التحرير

 

نفى رئيس جبهة الخلاص الوطني (معارضة)، أحمد نجيب الشابي، الأربعاء 3 ماي/أيار 2023، ما راج من أخبار عن إيقافه، قائلًا: "هذه الأخبار زائفة ولا أساس لها من الصحة، لكنّي أعتقد أنه استباق لما سيحدث" وفق تعبيره.

نجيب الشابي: قاضي التحقيق المتعهد بقضية "التآمر" وجّه رسالة إلى المدّعي العام لدى محكمة الاستئناف يطلب فيها سماع 4 محامين، أنا من بينهم

وتابع الشابي في تصريحه لإذاعة "شمس أف أم" (محلية)، أنّ "الثابت أن قاضي التحقيق المتعهد بقضية (التآمر على أمن الدولة) وجّه رسالة إلى المدّعي العام لدى محكمة الاستئناف يطلب فيها سماع 4 محامين، وهم العياشي الهمامي، بشرى بلحاج حميدة، نور الدين البحيري، أحمد نجيب الشابي، وأعتقد أنّ إثارة هذا التتبّع ضد هؤلاء المحامين هو لتوسيع دائرة القمع لأن السلطة القائمة لم تستخلص أي درس من السخط الذي أثارته قضية التآمر على مستوى عالمي وداخلي" وفقه.

وقال الشابي: "لا أحد مقتنع بأن هناك مؤامرة من الأساس، بل هي رسالة يبعثها قيس سعيّد شخصيًا مفادها (إن كنتَ معارضًا فمكانك السجن)، لكن هذا لن يفلّ في عزيمتنا بل إنه يُضعف السلطة القائمة كل يوم" وفق وصفه.

نجيب الشابي: السلطة القائمة لم تستخلص أي درس من السخط الذي أثارته قضية "التآمر" على مستوى عالمي وداخلي، وإثارة التتبّع ضد المحامين هو لتوسيع دائرة القمع

وأضاف نجيب الشابي أنه صدرت إنابة عدلية في 27 شخصًا آخر، بمعنى أنّ القاضي نوّب الشرطة لتولّي بحثهم، وهي قائمة تسرّبت منذ مدة، وأكد الشابي صحتها، وأضاف: "يريدون التخلص مني بوضعي وراء القضبان، وهذا دليل على أن من يدير الشأن التونسي هو أبعد ما يكون عن التصور السياسي"، وفق قوله.

وأوضح رئيس جبهة الخلاص أنّ "من فرحوا بإشاعة اعتقاله ربما لديهم معلومات من دوائر مقربة من السلطة تفيد بأن المراسلة التي بموجبها سيقع إيقافه قد صدرت"، مؤكدًا أنّه لن يتعاون مع قاضي التحقيق، وأنه سيخبره بأن يكيّف المعطيات كما يريد "لأن صراعنا مع مثير الدعوى أي السلطة السياسية، ليس مجاله القضاء، بل الحياة السياسية، واستهدافي هدفه القضاء على كل نفس معارض لبسط سلطة فردية مطلقة" على حد تعبيره.

نجيب الشابي: استهدافي هدفه القضاء على كل نفس معارض لبسط سلطة فردية مطلقة

وانتقد الشابي هذه السلطة التي وصفها بـ"العاجزة عن إنجاز أي شيء، مع أنّ للشعبويين عادة إمكانيات وتصورات وإنجازات.. لكن لم يحدث أي إنجاز مع قيس سعيّد، فنحن مهددون بالمجاعة وبانعدام الأمن في الحياة اليومية" وفق تقديره.

وبخصوص مساندته لراشد الغنوشي، قال الشابي: "هل يُعقل أن يدخل راشد الغنوشي السجن وهو رئيس برلمان منتخب ورئيس أكبر حزب سياسي في تونس، لمجرد تصريح وقع تأويله عكسيًا؟ لا يمكن لإنسان حر أن يسكت عن هذه المظلمة، فالآن نحن كلنا في مركب واحد علينا جميعًا أن ننقذه من الغرق، ونقد الحركة وسياساتها سيأتي فيما بعد، لأنّ البيت حين يحترق ونحن مختلفون حول ملكيته، يجب علينا إنقاذ البيت أولًا ثم النقاش" وفق وصفه.

نجيب الشابي: صراعنا مع مثير الدعوى أي السلطة السياسية العاجزة عن إنجاز أي شيء، ليس مجاله القضاء، بل الحياة السياسية

وكان رئيس جبهة الخلاص الوطني قد توقّع الجمعة 29 أفريل/نيسان 2023، أن يتم إيقافه بعد غرّة ماي/أيار القادم فيما يعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة"، على حد تصوره.

وأكد نجيب الشابي، في ذات الصدد، أن "السلطة عاجزة عن إخبار الرأي العام بالأعمال المجرّمة التي قمنا بها، لأننا في حقيقة الأمر لم نقم بأي أعمال مجرّمة"، معقّبًا: "هذا عنوان على انهيار وضع الحريات والهروب إلى الأمام قبالة المشاكل الحقيقية للبلاد التي تعجز سلطة قيس سعيّد عن إدارتها وحلّها"، حسب تقديره.

يذكر أن السلطات في تونس كانت انطلقت في 11 فيفري/ شباط الماضي في موجة اعتقالات استهدفت بدرجة أولى معارضين للرئيس قيس سعيّد الذي يتهمهم بـ"التآمر ضد أمن الدولة"، ومنهم قيادات في جبهة الخلاص الوطني .

وجبهة الخلاص الوطني ائتلاف معارض يضم حركة النهضة وأحزاب أخرى ونشطاء وتنظم بشكل متكرر احتجاجات مناهضة لسعيّد وتعتبر الإجراءات التي قام بها منذ 25 جويلية/يوليو 2021 "انقلابًا". ويقبع معظم قادتها في السجن بشبهة التآمر بينما تقول المعارضة إن سجنهم جاء بغرض الترهيب ودون أدلة أو إثباتات.

وقد أثارت موجة الاعتقالات والمداهمات تنديدًا واسعًا وانتقادات داخليًا وخارجيًا، لإخلالات في الإجراءات ولما أكده محامون من غياب للأدلة.