25-نوفمبر-2023
موسم جني الزيتون

تم افتتاح موسم جني الزيتون في ولاية مدنين هذا العام مبكرًا مقارنةً بالسنوات الفائتة (ياسين محجوب/ Nurphoto)

 

تم افتتاح موسم جني الزيتون في ولاية مدنين هذا العام مبكرًا مقارنةً بالسنوات الفائتة، نظرًا لنضج الصابة بسبب الجفاف وما خلفه من أضرارٍ لشجرة الزيتون، دفعت بالفلاحين إلى المسارعة بعملية الجني، حسبما أكده عدد من الفلاحين لـ "الترا تونس".

ومن المنتظر أن تبلغ صابة هذا الموسم أكثر من 45 ألف طن من الزيتون أي قرابة 9 آلاف طن من الزيت، لتُسجل زيادةً بـ 30 ألف طن مقارنةً بالموسم الفائت الذي بلغ 15 ألف طن من الزيتون، مع الإشارة الى أن إنتاج الولاية خلال سنوات الوفرة قد يبلغ أكثر من 120 ألف طن من الزيتون.

من المنتظر أن تبلغ صابة الزيتون في ولاية مدنين لهذا الموسم أكثر من 45 ألف طن أي قرابة 9 آلاف طن من الزيت، لتُسجل زيادةً بـ 30 ألف طن مقارنةً بالموسم الفائت لكن إنتاج الولاية خلال سنوات الوفرة قد يبلغ أكثر من 120 ألف طن

وتعد ولاية مدنين من بين أهم الولايات في الجمهورية في قطاع الزياتين، حيث تعِد 4 ملايين و915 ألف أصل زيتون تمتد على مساحة أكثر من 205 آلاف هكتار، منها أكثر من 75 في المائة غراسات منتجة، فيما تمتد مساحات الزيتون البيولوجي على 1500 هكتار معظمها في معتمدية جرجيس.

  • موسم جني الزيتون في مدنين: جرجيس الأكثر إنتاجًا

وتتصدر معتمدية جرجيس هذا الموسم نسبة الإنتاج بأكثر من 60 في المائة تليها بنقردان ثم مدنين الجنوبية، أما أسعار الزيتون فقد شهدت ارتفاعًا كبيرًا في بداية الموسم حيث بلغت في أقصاها 140 دينار لـ "الويبة" الواحدة، (والويبة هي مقياس فلاحي بالجهة وتحتوي على ما بين 27 و28 كيلوغرام من الزيتون).

وفي حديثه مع "الترا تونس"، أكد رئيس خلية الإرشاد الفلاحي ببن قردان، محمد الربعي، أن سعر الزيتون بين 2 دينار إلى 4.5 دينار للكيلوغرام الواحد وأن السعر الأكثر تداولاً هو 4 دنانير.

أما بالنسبة لسعر زيت الزيتون، فقد أكد الربعي أن سعر اللتر الواحد يتراوح بين بين 22 و25 دينار، وأنه إلى حد الآن لا توجد مبيعات كبيرة بحُكم أن الفلاح يعْصِر محصُوله للتخزين.

رئيس خلية الإرشاد الفلاحي ببن قردان، محمد الربعي لـ"الترا تونس": سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون يتراوح بين 22 و25 دينار، وإلى حد الآن لا توجد مبيعات كبيرة بحُكم أن الفلاح يعْصِر محصُوله للتخزين

وفي حديثه عن أهم المصاعب التي واجهت الفلاح خلال هذا الموسم، أشار الربعي إلى صعوبة المسالك الفلاحية ومعاناة الفلاح في الوصول إلى غاباته خصوصًا بسبب تكدس الأتربة، هذا إلى جانب نُدرة اليد العاملة وغلائها.

وأضاف رئيس خلية الإرشاد الفلاحي ببن قردان قائلاً، "بالنسبة لإدارة برنامج موسم الزيتون ينطلق مع التقديرات في آخر جويلية/ يوليو من كل سنة، ويبدأ بتحديد موعد انطلاق الموسم ثم بعد انطلاق الموسم يتم إعداد تقرير أسبوعي يُرسل إلى المندوبية الجهوية للفلاحة بمدنين صبيحة كل خميس فيه نسبة تقدم الجني والوحدات المشتغلة (المعاصر) ونسبة استخراج الزيت (معدل الإنتاج) والكميات المحولة وكميات الزيت المنتجة وسعر الزيت وسعر الزيتون الأدنى الأقصى والأكثر تداولاً"، وفقه.

 

موسم جني الزيتون

يُعاني فلاحو ولاية مدنين من صعوبة المسالك الفلاحية ونُدرة اليد العاملة وغلائها (ياسين محجوب/ Nurphoto)

 

يتابع، "هذا الى جانب البرنامج السنوي للإرشاد والتي تكون فيه حملات إرشادية مكثّفة وتدخل فردي في الضيعة أو في المعصرة وأيام إعلامية وحصص تطبيقية في المواضيع ذات العلاقة (جودة الزيت، طرق جني ونقل وتحويل الزيتون، الميكنة، المحافظة على الزيت عند الخزن، التقليم والعناية بالشجرة).

وأكد محدثنا على حسن استعدادات المعاصر وأن عددها بالجهة كافيًا للعب دورها على أكمل وجه في مختلف معتمديات الولاية.

 

  • سعر جيد لبيع الزيتون بعد الجني

في حديثه مع "الترا تونس"، أكد "الطاهر" فلاح أصيل بن قردان، أن هذا الموسم يُعتبر متوسطًا وأقل من المتوسط من حيث الإنتاج، مشيرًا في المقابل إلى أن سعر بيع الزيتون جيد. وقال محدثنا، إنه باع في أول الأمر جزءًا من الصابة بـ 130دينار ثمن الويبة الواحدة، ثم في عملية بيع ثانية باع "الويبة" بـ 108 دنانير، وذلك بحسب ارتفاع ونزول السعر من يوم إلى آخر فهو كالبورصة.

فلاح أصيل بن قردان لـ "الترا تونس": هذا الموسم يُعتبر متوسطًا وأقل من المتوسط من حيث الإنتاج لكن سعر بيع الزيتون جيد

كما أشار الطاهر، إلى أنه واجه بعض الصعوباتِ في توفير اليدِ العاملة، مؤكدًا أن أجرة العامل تراوحت بين 35 و45 دينار.

كما أكد أنه قام بعصرِ كمية من منتوجه وكان المحصول بمعدل 6 لتر من "الويبة"، موضحًا أن المعدلات عمومًا في بداية الموسم بلغت الـ 4 لتر، ثم ارتفعت تدريجيًا لتصل ما بين 8 و9 لتر مؤخرًا، لأنه كلما تأخر جني الزيتون زادت كمية الزيت أثناء العصر.

كما شدد محدثنا على أن كميات الأمطار التي عرفتها المنطقة في شهر أوت/ أغسطس الفائت، ساهمت في تحسين الإنتاج كمًّا وجودة، مضيفًا أن أشجار الزيتون الآن تحتاج إلى نزول الغيث النافع لتستعيد عافِيتَها خاصةً بعد جني المنتوج وعملية "التزبير"، مستبشرًا أن يرزقوا بغيثٍ نافعٍ قريبًا بعد أشهر من الجفاف.