06-يوليو-2023
هجرة مهاجرون صفاقس

دعا السلطات التونسية إلى التحرك على نحو فوري في إطار القانون للسيطرة على أعمال العنف (حسام الزواري/ أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأربعاء 6 جويلية/يوليو 2023، السلطات التونسية إلى التحرك على نحو فوري في إطار القانون للسيطرة على أعمال العنف التي اندلعت بين تونسيين ومهاجرين في مدينة صفاقس.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي، في بيان له، أنّ السيطرة على أعمال العنف بين التونسيين والمهاجرين ينبغي ألا تنحصر في ضبط الأوضاع الميدانية، بل يجب أن تشمل معالجة جذور التوتر، بما في ذلك إدارة تدفقات المهاجرين، ومحاربة خطاب الكراهية المتنامي ضدهم في البلاد.

المرصد الأورومتوسطي: السيطرة على أعمال العنف بين التونسيين والمهاجرين ينبغي ألا تنحصر في ضبط الأوضاع الميدانية، بل يجب أن تشمل معالجة جذور التوتر بما في ذلك إدارة تدفقات المهاجرين ومحاربة خطاب الكراهية

وقال، في ذات الصدد، إنّه تابع بقلق كبير أحداث العنف المستمرة في بعض مناطق ولاية صفاقس بين المهاجرين والسكان المحليين، حيث قُتل أحد السكان وأصيب العشرات من الجانبين بجروح وكسور وكدمات، نتيجة الاشتباكات بالأدوات الحادة والأيدي والحجارة، لافتًا إلى أنّه وثّق عدة حوادث احتجز فيها السكان المحليون عشرات المهاجرين في ظروف غير إنسانية بعدة أحياء بصفاقس، وشمل ذلك الاعتداء الجسدي والإيذاء النفسي، وصنوفًا مختلفة من الممارسات الحاطة بالكرامة الإنسانية، حسب ما ورد في البيان.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: تم توثيق عدة حوادث احتجز فيها السكان المحليون عشرات المهاجرين في ظروف غير إنسانية بعدة أحياء بصفاقس، وشمل ذلك الاعتداء الجسدي والإيذاء النفسي

 

 

وقُتل الشاب التونسي "نزار العمري" ليل الإثنين 3 يوليو/ تموز الجاري خلال اشتباكات مع مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء بطريق المهدية 10 كلم بمعتمدية ساقية الداير بصفاقس، وأوقفت السلطات على إثر ذلك ثلاثة مهاجرين يُشتبه تورطهم في الحادثة.

كما أوقفت السلطات في مدينة صفاقس خلال الأحداث عشرات المهاجرين بتهمة دخول البلاد دون وثائق قانونية والإقامة فيها بطريقة غير شرعية، بينما لم يُبلغ عن احتجاز أي من السكان المحليين الذين نفّذوا اعتداءات ضد المهاجرين في المدينة، وفق المرصد.

المرصد الأورومتوسطي ينتقد  "الاستجابة البطيئة وغير الحاسمة مع الأحداث في صفاقس" معتبرًا أن "التدخل الرسمي لم يرقَ لمستوى العنف الكبير الحاصل"

وتصاعدت حدة أعمال العنف خلال اليومين الماضيين بين المهاجرين والسكان في مدينة صفاقس بالتزامن مع زيادة أعداد المهاجرين في المدينة التي تحوّلت إلى نقطة انطلاق رئيسة للهجرة إلى أوروبا، إذ تجمّع الشهر الماضي مئات من السكان للمطالبة بإخراج المهاجرين ورفض توطينهم في المدينة.

وانتقد المرصد الأورومتوسطي "الاستجابة البطيئة وغير الحاسمة مع الأحداث في صفاقس"، معتبرًا أن "التدخل الرسمي لم يرقَ لمستوى العنف الكبير، ولوحظ تأخّر الجهات الأمنية في التدخل لفض الاشتباكات بين المهاجرين والسكان المحليين، وفشلها حتى الآن في وضع حد لأعمال العنف المتصاعدة هناك".

المرصد الأورومتوسطي: سجلنا تناميًا واضحًا في خطاب الكراهية المبني على دوافع عنصرية ضد المهاجرين في تونس وهناك دعوات عدة لتنفيذ هجمات ضد تجمعات المهاجرين في صفاقس

وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّه رصد تناميًا واضحًا في خطاب الكراهية المبني على دوافع عنصرية ضد المهاجرين في تونس، لا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ انتشرت على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، وحملت ألفاظًا عنصرية تحرّض على طردهم والاعتداء عليهم، وفقه.

كما أشار إلى أن جزءًا من السكان في صفاقس يتهمون المهاجرين بزيادة الضغط على مرافق المدينة، ويدّعون تورطهم في أعمال السرقة والجريمة، وما يصفونها أعمالًا "غير أخلاقية"، إلى جانب إشغال الخدمات العامة مثل السكن والصحة والتعليم والنقل.

 

 

وقال مسؤول العمليات في المرصد الأورومتوسطي أنس جرجاوي إن "استمرار المصادمات بين السكان والمهاجرين في صفاقس دون تدخل سريع وحاسم قد ينذر بعواقب وخيمة، ويزيد من حالة الاحتقان الموجودة بالفعل في المدينة".

مسؤول بالمرصد الأورومتوسطي: وضع المهاجرين في مواجهة مباشرة مع السكان يعني مزيدًا من حوادث الكراهية، خصوصًا في ظل الاعتقاد السائد بمسؤولية المهاجرين عن انتشار الجريمة وإضعاف قدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية

وأضاف أنّ "وضع المهاجرين في مواجهة مباشرة مع السكان يعني مزيدًا من حوادث الكراهية، خصوصًا في ظل الاعتقاد السائد لدى السكان بمسؤولية المهاجرين عن انتشار الجريمة وإضعاف قدرتهم على ممارسة حياتهم على نحو طبيعي".

وشّدد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة اضطلاع السلطات بمسؤولياتها في وقف جميع أشكال العنف بين المهاجرين والسكان في مدينة صفاقس، والعمل على التحقيق الجاد والمستقل في جميع الاعتداءات التي رافقت الاشتباكات، بما في ذلك مقتل الشاب التونسي، والاعتداء على عشرات المهاجرين بأساليب وأدوات عنيفة، إلى جانب احتجازهم وإهانة كرامتهم الإنسانية.

كما حثّ المرصد السلطات التونسية على وضع خطط مناسبة لإدارة تدفقات الهجرة، لا سيما في مدينة صفاقس، وضمان حصول المهاجرين على حقوقهم بموجب القوانين الدولية ذات العلاقة، وحمايتهم من أعمال العنف التي قد يتعرضون لها لكونهم مهاجرين، وفق البيان ذاته.

 

 

وتعيش صفاقس (جنوب تونس) التي تعرف غيابًا لوالٍ عليها ـ محافظ ـ منذ أشهر، وهي تحتضن أكبر عدد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، على وقع مناوشات متعددة بين سكانها وهؤلاء المهاجرين مؤخرًا. وتختلف الروايات حول الأسباب وقد تطورت إلى احتجاجات منذ حوالي أسبوع للمطالبة بترحيل هؤلاء المهاجرين.

في المقابل، قال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية صفاقس 2، ووكيل الجمهورية بها، فوزي المصمودي صباح الخميس 6 جويلية/يوليو 203، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، إن "أحياء مدينة صفاقس شهدت ليلة الأربعاء، هدوءًا نسبيًا وحذرًا وسط تعزيزات أمنية مكثفة في مناطق مختلفة بمدينة صفاقس"، على حد قوله.

فيما قالت مجموعة من المنظمات التونسية، في بيان لها الأربعاء، إن السلطات التونسية شنت "حملة اعتقالات متتالية طيلة الأيام الماضية تلتها عمليات ترحيل قسري وغير قانوني تحت التهديد بهدف "تطهير" المدينة من أي شخص من دول إفريقيا  جنوب الصحراء وذلك بنقلهم  من مركز و محافظات ولاية صفاقس إلى وجهات مجهولة"، وفقها. 

وأكدت أن مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي كشفت وصول عدد كبير من الحافلات تقل مهاجرين قادمة من صفاقس وتتجه نحو الحدود التونسية الليبية قصد إخلاء سبيلهم بمناطق مهجورة، على حد قولها.