الترا تونس - فريق التحرير
أصدر فرعا الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بولاية صفاقس، بيانات تعليقًا منهما على التطورات الأخيرة بالجهة، والتي اعتبرها الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس "تطورًا خطيرًا للأوضاع لتزايد حالات العنف والخروج عن القانون للأعداد الغفيرة للمهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء"، وفقه.
الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس: السلطة تقوم عبر أجهزتها بلعب دور "بوليس المتوسط" عبر اعتراض قوارب المهاجرين غير النظاميين وجلب المئات منهم لصفاقس
وعبّر في بيانه الصادر الأربعاء 5 جويلية/ يوليو 2023، عن "احترامه الدائم لحقوق الإنسان الكونية ورفضه لكل طرح عنصري" مؤكدًا دفاعه عن حرية التنقل مسجلًا في المقابل "قيام السلطة الحاكمة عبر أجهزتها بلعب دور (بوليس المتوسط) عبر اعتراض قوارب المهاجرين غير النظاميين وجلب المئات منهم لجهة صفاقس، وفقه.
وأوضح فرع المنظمة الشغيلة أنّ "تعامل أجهزة الدولة بسلبية مع الأعداد الغفيرة من الأفارقة غير النظاميين القاطعين لمئات الكيلومترات والقادمين إلى صفاقس من مختلف جهات البلاد وحتى من الحدود الجزائرية والليبية، هو أمر مثير للاستغراب"، مستنكرة ارتفاع حالات الإصابات بأمراض معدية لغياب كل أشكال المتابعة الصحية.
الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس: نرفض أن تكون جهة صفاقس منصة للتجميع أو التوطين إرضاء لإيطاليا وأوروبا
وحمّل اتحاد الشغل بصفاقس، رئاستي الجمهورية والحكومة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالجهة، منبهًا إلى "خطورة تداعيات ذلك على مستوى الأمن القومي والاستقرار الأهلي والصحي"، داعيًا إلى "إيجاد حل جذري لآلاف المهاجرين غير النظاميين من أفارقة جنوب الصحراء" ومعبّرًا عن رفضه لأن تكون جهة صفاقس "منصة للتجميع أو التوطين إرضاء لإيطاليا وأوروبا" وفق بيانه.
وشدّد اتحاد الشغل بالجهة على أنّ "تقصير السلطة في تعاملها مع هذه الأزمة زاد في تعميقها علاوة على التهميش الممنهج الذي تعيشه الولاية على امتداد عقود وغياب رؤية مستقبلية ومخطط تنموي واضح المعالم مثل الكارثة البيئية والمشاريع المعطلة وأزمة المياه وتردي البنية التحتية والخدمات الحياتية مثل النقل والصحة وغيرها".
وأبدى في هذا الإطار، استعداده للدفاع عن صفاقس "بكل الأشكال الاحتجاجية السلمية المشروعة في صورة تمادي السلطة في اعتماد نفس سياسة عدم التدخل العاجل".
في المقابل، أصدر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، بولاية صفاقس، بيانًا بتاريخ 4 جويلية/ يوليو 2023، ذكّر فيه بأنه "كان قد أطلق صيحة فزع للتحذير من تدفق المهاجرين بطريقة غير قانونية على صفاقس ومن خطر ذلك على السلم الاجتماعية" وفقه.
اتحاد الصناعة والتجارة بصفاقس: المواطنون تساورهم شكوك ليس فقط حول جدية الدولة في إنهاء مشكل الهجرة، بل أيضًا حول تفاهمات تونس مع أوروبا بشأن الظاهرة
وتابعت المنظمة: "صفاقس تشهد أحداثًا متتالية من جرائم موصوفة ومواجهات عنيفة تتوسع من يوم لآخر، ونهيب برئاستي الجمهورية والحكومة إلى المسارعة لمعالجة الوضع تهدئة للشارع المتوتر، وتطمينًا للمواطنين الذين تساورهم شكوك ليس فقط حول جدية الدولة في إنهاء المشكلة بل أيضًا حول تفاهمات تونس مع أوروبا بشأن الهجرة".
ودعت المنظمة نواب الشعب والمنظمات الجهوية وهياكل المجتمع المدني إلى "تشكيل هيئة مشتركة لمواكبة هذه المعضلة وبحثها جماعيًا مع السلطات المعنية على الصعيدين الوطني والجهوي".
وكانت الاحتجاجات الليلية بمدينة صفاقس، قد تجدّدت ليل الثلاثاء 4 جويلية/ يوليو 2023، لليلة الرابعة على التوالي، والتي يطالب خلالها سكان المدينة بترحيل المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، مقابل تداول عدة فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر معاملة سيئة ضد هؤلاء المهاجرين، عبر تجميعهم في مكان واحد، ومطالبة الأمن التونسي بإيجاد حل لهم.
وتزامنًا مع تجدّد المناوشات والاشتباكات، أعلن وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1 والناطق الرسمي باسمها القاضي فوزي المصمودي، عن تنفيذ سلسلة من الإيقافات والإحالات على القضاء ضد مهاجرين غير نظاميين شملتهم الأبحاث العدلية بالإضافة إلى عدد من التونسيين، كما أشار إلى أنّ هناك نسقًا تصاعديًا للعنف يبن مواطنين تونسيين ومهاجرين غير نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، ما أدى إلى إزهاق روح بشرية لمواطن تونسي من مواليد 1981 بعد تعرضه لعملية طعن بآلة حادة، وفقه.
وكانت مدينة صفاقس، قد شهدت، ليل الأحد 2 جويلية/ يوليو 2023، حالة من الاحتقان، وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، صورًا وفيديوهات تُظهر بعض المناوشات والاشتباكات بين السكان ومهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، ما استدعى تدخّل قوات الأمن التونسي.
وتعيش صفاقس (جنوب تونس) التي تعرف غيابًا لوالٍ عليها ـ محافظ ـ منذ أشهر، وهي تحتضن أكبر عدد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، على وقع مناوشات متعددة بين سكانها وهؤلاء المهاجرين مؤخرًا. وتختلف الروايات حول الأسباب وقد تطورت إلى احتجاجات منذ حوالي أسبوع للمطالبة بترحيل هؤلاء المهاجرين.
وفي تعليقه على مقتل شاب في صفاقس جرّاء هذه الأحداث، قال الرئيس التونسي، قيس سعيّد، من مقر وزارة الداخلية ظهر الثلاثاء 4 جويلية/ يوليو 2023: "يجب فرض احترام القانون على من يستغل هؤلاء البؤساء في تونس"، مضيفًا: "فكراء محلات السكنى للأجانب يقتضي إعلام السلطات الأمنية والتشغيل يخضع للتشريعات التونسية".
وكانت عدّة منظمات وجمعيات موقّعة على بيان مشترك، صادر بتاريخ 29 ماي/ أيار 2023، قد حمّلت المسؤولية السياسية لما أطلقت عليه "انتهاكات ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، لرئاسة الجمهورية التي لم تبد أي تراجع إزاء ما ورد في بلاغ 21 فيفري/ شباط الماضي"، وهو البلاغ الذي تحدث فيه الرئيس عن "مخطط لتغيير التركيبة الديمغرافية في تونس عبر توطين الأفارقة من جنوب الصحراء فيها"، مجددة دعوتها إلى سحبه.
تعيش صفاقس التي تحتضن أكبر عدد من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء على وقع مناوشات متعددة بين سكانها وهؤلاء المهاجرين مؤخرًا وتختلف الروايات حول الأسباب
وشدّد الممضون على البيان أنّ "خطابات الكراهية والتخويف من المهاجرين المنتشرة على الشبكات الاجتماعية تساهم في التجييش ضد الفئات الأكثر هشاشة منهم وتغذي السلوكيات العنيفة ضدهم، كما يشجّع مناخ الإفلات من العقاب والتطبيع مع العنف وسياسة إنكار الاعتداءات العنصرية في دفع المتعصبين للقيام بمثل هذه الاعتداءات".
ويعاني مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس ظروفًا عصيبة، بعد الحملة التي وُصفت بـ"العنصرية" ضدّهم وما تعرضوا إليه من انتهاكات وطرد من مساكن إقامتهم، وفق شهادات حقوقيين ومحامين.
في المقابل، تؤكد الرئاسة التونسية أن معاملتهم في تونس "أفضل من وضعهم في عديد الدول الغربية" وتدعو لمعالجة تدفقهم المتزايد إلى تونس رغبة في الالتحاق بأوروبا، عبر حلول جماعية مع مختلف المتدخلين في ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط.