01-أبريل-2023
الهجرة غير النظامية

بلغ عدد الواصلين إلى السواحل الإيطالية خلال شهر فيفري 770 تونسيًا (صورة أرشيفية/ تسنيم نصري/ الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، الخميس 30 فيفري/شباط 2023، أن شهد فيفري/شباط المنقضي شهر أرقامًا غير مسبوقة للهجرة غير النظامية في هذه الفترة من السنة رغم الزمنية غير المناسبة عادة لعمليات الانطلاق بسبب التغيرات المناخية واضطراب الطقس.

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: السلطات التونسية صدّت منذ بداية السنة 7496 مهاجرًا على طول السواحل التونسية أي بنسبة ارتفاع تقّدر بـ242% مقارنة بنفس الفترة سنة 2022

واعتبر، في تقريره حول الهجرة غير النظامية لشهر فيفري/شباط 2023، أن ما ساهم في ارتفاع بعض أرقام الهجرة غير النظامية عوامل عديدة خاصة تلك المرتبطة بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتأثيرات سياسات تصدير الحدود الأوروبية.

وأفاد المنتدى بأن السلطات التونسية صدّت منذ بداية السنة 7496 مهاجرًا على طول السواحل التونسية أي بنسبة ارتفاع تقّدر بـ242% مقارنة بنفس الفترة سنة 2022 وبزيادة أكثر من سبع مرات مقارنة بنفس الفترة سنة 2020. 

صورة
(المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية)

 

منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: الحملة العنصرية ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء ساهمت في تعميق البيئة الطاردة وسجلنا في نهاية شهر فيفري أشبه بحالة فرار جماعي من تونس

واعتبر، في سياق متصل، أن "الحملة العنصرية ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء ساهمت في تعميق البيئة الطاردة"، لافتًا إلى أنه سجل في نهاية شهر فيفري/شباط أشبه بحالة فرار جماعي من تونس نتيجة الأحداث التي عقبت بلاغ رئاسة الجمهورية بتاريخ 6 فيفري/شباط والتي شملت الملاحقات الأمنية بحجة الوضعية الإدارية وعمليات الطرد من العمل والطرد من المنازل واعتداءات جسدية ولفظية.

 

 

أما بخصوص الواصلين إلى السواحل الإيطالية خلال شهر فيفري/شباط المنقضي فقد بلغ عددهم، وفق منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، 770 تونسيًا منهم %74.8 رجال و6.6% نساء و18.57% من القصّر، أي بزيادة تقدر بـ 60% مقارنة بفيفري/شباط 2022.

منتدى الحقوق الاقتصادية: الضغوط الأوروبية وخاصة الإيطالية نجحت في دفع السلطات التونسية إلى خلق مناخ غير مرحّب بالمهاجرين وبيئة طاردة تدفع بأغلبهم للبحث عن منفذ للهروب من بلد أصبح غير آمن بالنسبة لهم

واعتبر منتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن "الضغوط الأوروبية وخاصة الإيطالية نجحت في دفع السلطات التونسية إلى خلق مناخ غير مرحّب بالمهاجرين وبيئة طاردة تدفع بأغلبهم للبحث عن منفذ للهروب من بلد أصبح غير آمن بالنسبة لهم"، مؤكدًا أن "شبكات تهريب المهاجرين هي المستفيدة من هذه السياسات بتزايد الراغبين في الهجرة لتراكم الأرباح على حساب أرواح المهاجرين"، حسب تصوره.

 

صورة

صورة
(المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية)

 

يشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تكرر حوادث غرق مراكب تقل مهاجرين غير نظاميين مخلفة أعدادًا كبيرة من الموتى والمفقودين، وسط ارتفاع حاد ولافت في القوارب المتجهة من تونس نحو إيطاليا. 

وقد حذّر المدير الجهوي للصحة بصفاقس حاتم الشريف، الأربعاء 29 مارس/آذار 2023، من تجاوز عدد جثث المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء ضحايا حوادث غرق مراكب الهجرة غير النظامية، المتواترة في الآونة الأخيرة في عرض سواحل ولاية صفاقس، طاقة استيعاب منظومة الطب الشرعي بالجهة.

 

 

وذكر، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، أن عدد الجثث المودعة حاليًا في بيت الأموات بقسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس يبلغ 42 جثة، مشيرًا إلى أن العدد قد بلغ خلال الأسبوع الفارط 70 جثة في حين أن طاقة الاستيعاب لا تتجاوز 35 جثة، وفق تأكيده.

ونبّه المدير الجهوي للصحة بصفاقس من الآثار الجانبية لهذه الوضعية، وما يمكن أن تتسبب فيه كثرة الجثث من سرعة في التعفن، وانبعاث للروائح الكريهة، التي قد تنعكس على ظروف العمل في قسم الطب الشرعي والأقسام المجاورة، معبرًا عن خشيته من تفاقم الوضع مع اقتراب فصل الصيف الذي يطرح تحديًا مضاعفًا نظرًا لتزايد وتيرة الهجرة غير النظامية، وما ينجر عنها من حوادث غرق وسرعة تعفن الجثث بسبب ارتفاع الحرارة، حسب تقديره.

وفي هذا الصدد، وجّه حاتم الشريف نداءً إلى المنظمات التي تعنى بالهجرة على غرار المنظمة العالمية للهجرة من أجل دعم جهود المنظومة الصحية في الجهة، بتوفير حاوية تبريد يقع الاستعانة بها عند تجاوز طاقة استيعاب بيت الأموات، وشاحنة تبريد لنقل الجثث إلى المستشفى خاصة في الحالات التي تكون فيها هذه الجثث متعفنة.

يُذكر أن سواحل صفاقس قد تحولت إلى منصة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط وبحثًا على حياة أفضل في أوروبا. في الأثناء، تشن السلطات التونسية حملة لوقف تدفق  الأفارقة من جنوب الصحراء الذين لا يحملون وثائق إقامة إلى تونس.

وما انفكت عمليات الهجرة غير النظامية من السواحل التونسية تتزايد، وتتخذ أشكالًا جديدة، وبرزت في السنوات الأخيرة ظاهرة هجرة عائلات بأكملها تتضمن أطفالًا ونساء.