الترا تونس - فريق التحرير
أكدت المحامية إسلام حمزة، عضوة هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين الموقوفين فيما يُعرف بقضية "التآمر على أمن الدولة"، الخميس 28 سبتمبر/ أيلول 2023، أنّ جوهر بن مبارك قرّر الدخول في إضراب جوع "احتجاجًا على المظلمة القضائية التي يتعرض لها هو وبقية المعتقلين في ملف (التآمر) والعديد من المعتقلين في ملفات سياسية عديدة، للضغط من أجل نيل الإفراج" وفقها.
المحامية إسلام حمزة: جوهر بن مبارك انطلق في شكل نضالي خطير هو إضراب الجوع، ولن تتوقف المسألة عنده، لأن الإضرابات قد تشمل بقية المعتقلين
وتابعت حمزة لدى حضورها بإذاعة "شمس أف أم" (محلية)، أنّ جوهر بن مبارك "انطلق في هذا الشكل النضالي الخطير، ولن تتوقف المسألة عنده، لأن الإضرابات قد تشمل بقية المعتقلين في هذا الملف والمعتقلين السياسيين في قضايا وملفات أخرى"، مشيرة إلى أنّ هذه الخطوة جاءت بعد استيفاء كل المطالب والطعون والتقارير القضائية التي جوبهت بالرفض، وفق قولها.
وندّدت إسلام حمزة بـ"تلفيق" هذه القضية، قائلة: "كنا متأكدين أنها ليست قضية قضائية، بل سياسية"، مستنكرة في هذا الإطار، أن يخضع جوهر بن مبارك وشيماء عيسى إلى الاستنطاق نفسه، وهما اللذان ينتميان للتوجه السياسي نفسه، لكن يقع إطلاق سراح شيماء عيسى فيما يتواصل اعتقال جوهر بن مبارك منذ 7 أشهر تقريبًا".
وشدّدت المحامية على أنّ إطلاق سراح شيماء عيسى لا يعني أنها حرّة، "فبقرار جائر من دائرة الاتهام غير المختصة، مُنعت من التواجد في الأماكن العامة، وامتنعت الدائرة عن تفسير ذلك، واليوم يتم تجويعها خاصة وأنها لا تملك مصدرًا للرزق، وحُرمت من حق العمل"، وفقها، لافتة في السياق نفسه إلى أنّ المعتقلين المفرج عنهم يوضعون قيد الإقامة الجبرية.
واعتبرت عضوة هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، أنّ "ملف التآمر على رأس قائمة التلفيقات، وقد سُلّط عليه الضوء لأن الشخصيات التي إيقافها واتهامها بالإرهاب والاغتيال هي شخصيات معروفة بالديمقراطية والحداثة ولا يمكن لأي تونسي تصديق أنهم قد يرتكبون مثل هذه الأفعال، والثابت وفق ملفاتهم أن لا أحد من هذه الشخصيات السياسية موقوف لأنه اختلس فلسًا من المال العام" حسب وصفها.
المحامية إسلام حمزة: إطلاق سراح شيماء عيسى لا يعني أنها حرّة، بعد أن مُنعت من التواجد في الأماكن العامة، ويتم اليوم تجويعها اعتبارًا إلى أنها لا تملك مصدرًا للرزق، وحُرمت من حقها في العمل
وكانت أحزاب وجمعيات تونسية قد عبّرت عن تضامنها مع الناشط السياسي المعارض جوهر بن مبارك الذي دخل في إضراب عن الطعام بسجنه منذ يوم 25 سبتمبر/أيلول 2023، احتجاجًا على ما وصفها بـ"المهزلة القضائية".
يشار إلى أنّ عددًا من الموقوفين ومن بينهم جوهر بن مبارك قد دخلوا سابقًا في إضراب جوع، قبل أن يقطعوه، بالإضافة إلى تعرّض بن مبارك أيضًا في سجن المرناقيّة في وقت سابق، لتدهور في حالته الصحية، وفق هيئة دفاعه.
وتشهد تونس خاصة منذ فيفري/شباط 2023 موجة من الإيقافات التي طالت معارضين ومنتقدين للرئيس التونسي قيس سعيّد، شملت سياسيين ونقابيين وإعلاميين ورجال أعمال. وقد وُجّهت إليهم تهم عديدة، أبرزها ما يعرف بـ"التآمر على أمن الدولة".
