20-أغسطس-2019

سأكون سعيدًا إذا وجدت تحالفًا دون النهضة

 

الترا تونس - فريق التحرير

 

قال رئيس حركة مشروع تونس والمترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها محسن مرزوق إنه حدّد 3 دوافع جعلته يترشح للانتخابات الرئاسية وهي "الكفاءة والتجربة السياسية والعدالة الاجتماعية"، مبرزًا أنه يتمتع بالخبرة والكفاءة ليتولى هذا المنصب، كما أنه بدأ حياته السياسية منذ سن الخامسة عشر ويمثل جيلًا كاملًا كافح من أجل تونس، وفق تعبيره. وأضاف مرزوق، في حوار للقناة التلفزية الخاصة "التاسعة"، مساء الاثنين 19 أوت/ آب 2019، أنه جاء من الأحياء الشعبية ومن الريف، لافتًا إلى أنه من حق أبناء هذه المناطق الترشح لمناصب مهمة في الدولة.

محسن مرزوق: تنقيح النظام السياسي هو أول ورشة يجب أن يشتغل عليها الرئيس المنتخب باعتباره ضامن استمرارية الدولة

وأكد أن أول موضوع سيعمل عليه إذا فاز بالرئاسية هو "فتح حوار حول النظام السياسي وذلك بالتنسيق مع الكتل النيابية ورئيس الحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية والإعداد لمبادرة تشريعية بالتوافق مع الكتل البرلمانية ستؤدي إلى إحداث التعديلات الضرورية على النظام السياسي الذي يقوم على رأسين في السلطة ويعطّل الدولة"، وفق تصريحاته.

وشدد على أن تنقيح النظام السياسي هو أول ورشة يجب أن يشتغل عليها الرئيس المنتخب باعتباره ضامن استمرارية الدولة ووحدتها وأنه بالنظام السياسي الحالي الدولة ليست موحدة، وفق تقديره، مذكرًا بالخلاف الذي وقع بين رأسي السلطة التنفيذية خلال السنوات الأخيرة. وتابع قائلًا إنه "كرئيس جمهورية من أول القرارات والحوارات التي سيجمع حولها الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني هو تنقيح القانون الانتخابي كي يصبح أغلبيًا"، موضحًا أن اقتراح حزبه يتمثل في جعل الانتخابات باللوائح الإسمية على أن تًمثل كل معتمدية من معتمديات الجمهورية التونسية بمرشح فردي يتم انتخابه على دورتين.

وفي حال لم يكن لرئيس الجمهورية أغلبية تسانده، بيّن مرزوق أنه يمكن له أن يفتح حوارات حول هذا الموضوع وإذا لم يحدث ذلك فهو يتمتع بسلطة اعتبارية تمكنه من مخاطبة الشعب، مضيفًا أنه يتعهد أن يخاطب الشعب في البرلمان الذي قال إنه سيزوره باستمرار كلما اقتضت الحاجة وبزيارة ولايات الجمهورية لأنه "يمكن لرئيس الجمهورية أن يخلق بسلطته الاعتبارية سطوة معينة كي يوضح للناس أن الدولة في خطر إذا تواصلت الفوضى الموجودة حاليًا في النظام السياسي"، حسب تعبيره.

مرزوق: رئيس الجمهورية يجب أن يكون شخصية سياسية ولديه قدرة على أن يطور نظريًا في المسألة الأمنية والدبلوماسية والجيوسياسية بشكل يشعر التونسيين بالتغيير

من جهة أخرى، أشار مرزوق إلى أن "رئيس الجمهورية يجب أن يكون شخصية سياسية ولديه قدرة على أن يطور نظريًا في مجال المسألة الأمنية والدبلوماسية والجيوسياسية بشكل يشعر التونسيين بالتغيير". وفيما يتعلق بما يُعرف بقضية "الجهاز السري"، قال رئيس حركة مشروع تونس إن القضية لا تزال  أمام القضاء، متعهدًا أنه يكشف للتونسيين مدى تقدم هذه القضية وكل المسائل التي تتعلق بتسفير الشباب إلى بؤر التوتر وما حدث بين 2011 و2013، مبرزًا أنه مع المصالحة الشاملة ولكن مع ضرورة مقاضاة من أخطأ، وفق تقديره.

وبخصوص مكافحة الفساد، بيّن مرزوق أن هناك مجلسًا تابعًا لرئيس الجمهورية والمتمثل في الهيئة العليا للرقابة المالية والإدارية والتي من المفترض أن تقوم بدورها بكل شفافية وأن يحصل تنسيق بين هذه الهيئة والبنك المركزي التونسي والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كي تظهر حقيقة الفساد وكي يصبح من الممكن إيقاف المورطين فيه. وأشار إلى أنه مع مزيد من الشفافية فيما يخص تمويل لا الأحزاب فقط وإنما الجمعيات أيضًا.

وشدد محسن مرزوق على أنه لا يوجد تحالف سياسي يجمعه مع حركة النهضة، مبرزًا أن رئيس الجمهورية ليس بحاجة أن يحكم مع أي طرف ولكن الأغلبيات بالبرلمان هي التي تفرض ذلك وقائلًا إنه سيكون سعيدًا إذا وجد تحالفًا دون النهضة.

على صعيد آخر، قال مرزوق إنه يدعو المترشحين للرئاسية من المنتمين لذات العائلة التقدمية الديمقراطية إلى المناظرة جميعًا، مفيدًا أنه سيطرح قريبًا مبادرة للقيام بانتخابات أولية بين أبناء هذه العائلة لاختيار مترشح وحيد للرئاسية. وأشار من جهة أخرى إلى أن رئيس الجمهورية قادر من موقعه على المساهمة في إيجاد حلول للبلاد من خلال الدبلوماسية الاقتصادية، مؤكدًا أن مسألة الحياد على مستوى السياسة الخارجية غير كافية وأنه من الضروري رفع الحياد إلى أقصى الدرجات وأن تعلن تونس نفسها رسميًا دولة حياد.

مرزوق: سأكون سعيدًا إذا وجدت تحالفًا دون النهضة

وأضاف أنه "يجب أن لا يكون لتونس أي مشاكل مع أي دولة وأن تكون علاقاتها مع الجميع"، معتبرًا أن السياسة الخارجية تتطلّب رؤية مختلفة عن السياسات السابقة بما فيها تلك التي كانت موجودة خلال الخمس سنوات الأخيرة. وبيّن أنه سيعيد العلاقات مع النظام السوري، موضحًا أنه "من ضرورات الحياد أن لا تدخل تونس أي محور كي تركز على مصالحها". وأشار إلى ضرورة أن يكون لتونس توازن في علاقاتها على مستوى ليبيا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دورة برلمانية استثنائية لتنقيح القانون الانتخابي

أنيس الجربوعي: أنصح حاتم بولبيار بالانسحاب من السباق الرئاسي