الترا تونس - فريق التحرير
أثار إحالة النيابة العمومية المدونة آمنة الشرقي على المحاكمة بسبب نشرها على حسابها على فيسبوك نصًا اُعتبر مسيئًا للقرآن بعنوان "سورة الكورونا" جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بين من اعتبر ما نشرته يأتي ضمن حرية التعبير والضمير من جهة، وبين ما اعتبره إساءة للمقدسات خاصة في شهر رمضان.
أعاد الجدل بخصوص هذه الحادثة للسطح الاختلافات حول تأويل الفصل 6 من الدستور الذي ينصّ على حرية المعتقد من جهة وعلى حماية المقدسات من جهة أخرى
وأفادت إيناس طرابلسي، محامية المدونة، الأربعاء 6 ماي/آذار 2020 على إذاعة "أي أف أم"، أن النيابة العمومية أثارت الدعوى العمومية على أساس الفصل 6 من الدستور، مؤكدة على أنه لا يمكن الإحالة على أساس نص دستوري.
وأوضحت أن النيابة قررت اليوم إحالة منوّبتها على المجلس الجناحي في حالة سراح، مبينّة أنه تم استجوابها في مكتب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية من طرف 7 ممثلين للنيابة العمومية مع منع المحامين من الحضور.
من جانبه، عبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة عن "استغرابه الشديد" من إيلاء كل هذه الأهميّة للنص المنشور مذكرة بأنه نصّ من وحي الخيال نشرته المعنية بالأمر على صفحتها في موقع للتواصل الاجتماعي نقلًا عن صديقة افتراضية جزائريّة، وفق نص بيانه.
وأكد المرصد أن الكتابة الأدبية أو الدينية تبقى ممارسة لحرية الرأي والتعبير والمُعتقد التي يضمنها الدستور منتقدًا تعرض الفتاة لحملة تحريض على القتل. وشدد، في بيانه، على وجوب احترام حريّة التعبير والمُعتقد كأساسٍ للدولة المدنيّة وعلى وجوب التصدّي، عبر الآليّات القانونيّة المُتاحة، لكافة مظاهر العنف والشتم والتهديد.
من جانبها، اعتبرت الناطقة الرسمية السابقة في رئاسة الجمهورية أن ما نشرته المدونة هو "أسلوب أدبي يعرف بالمحاكاة الساخرة" داعية، على حسابها على فيسبوك، إلى عدم الرجوع إلى مربع التكفير والتضييق على حرية الضمير.
في المقابل، اعتبر الناشط محمد بن جماعة أن الفتاة أخطأت بـ"فعلها الاستفزازي المتهور بنشر نص في شكل سورة قرآنية". فيما أكد نشطاء آخرون أن دولًا كثيرة لها ثقافة راسخة في الديمقراطية وحقوق الإنسان تجرَم ازدراء الأديان والتعدي عليها.
كما انتقد الناشط عادل بن عبد الله ما وصفها بـ"انفصامية المدافعين عن سورة الكورونا" قائلًا: "إنهم يعتبرون المس والمقدسات الدينية حرية تعبير، أما المس من مقدسات" النمط" فهو جريمة ورجعية وخيانة للمشترك الوطني، ويدعون إلى التعايش وثقافة الاختلاف، ولكن صدروهم تضيق بكل من لا يشبههم" وفق قوله.
وأعاد الجدل بخصوص هذه الحادثة بين النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي للسطح الاختلافات حول تأويل الفصل 6 من الدستور الذي ينصّ على حرية المعتقد من جهة وعلى حماية المقدسات ومنع النيل منها من جهة أخرى.
وينصّ الفصل المذكور أن "الدولة راعية للدين، كافلة لحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التوظيف الحزبي. تلتزم الدولة بنشر قيم الاعتدال والتسامح وبحماية المقدّسات ومنع النيل منها، كما تلتزم بمنع دعوات التكفير والتحريض على الكراهية والعنف وبالتصدي لها".
اقرأ/ي أيضًا: