الترا تونس - فريق التحرير
أعلن رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية الدينية لمعبد الغريبة، الجمعة 19 أفريل/نيسان 2024، أنّ تقرر الاقتصار على ممارسة الطقوس الدينية لحجّ الغريبة في جربة هذه السنة، داخل المعبد دون سواه.
رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة: تقرر الاقتصار على ممارسة الطقوس الدينية لحجّ الغريبة في جربة هذه السنة، داخل المعبد دون سواه
وجددت الهيئة، في بلاغ نقلته إذاعة "موزاييك" (محلية)، تثمينها "الجهود المبذولة من قبل جميع السلط، من أجل أن تكون ممارسة الطقوس الدينية بمعبد الغريبة على أفضل وجه"، معقّبة: "ستبقى تونس وجربة أرضًا للتسامح والتعايش والسلام"، وفق تعبيرها.
وكان عدد من النشطاء والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي قد تداولت خبرًا مفاده أنه تقرر إلغاء حج الغريبة لسنة 2024، وذلك في ظلّ الأوضاع الإقليمية في علاقة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كان عدد من النشطاء والصفحات على منصات التواصل الاجتماعي قد تداولت خبرًا مفاده أنه تقرر إلغاء حجّ معبد الغريبة لسنة 2024، في ظلّ الأوضاع الإقليمية في علاقة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة
وتستعد تونس لموعد الزيارة السنوية لكنيس الغريبة اليهودي بجزيرة جربة، والذي يستقبل عادةً في هذه المناسبة الدينية آلاف اليهود من كل أنحاء العالم. ويتزامن موسم الزيارة لهذه السنة مع حرب إبادة يشنها العدو الصهيوني الغاصب في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وسبق أن حذّرت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في تونس، في 8 أفريل/نيسان 2024، من استعمال موسم حج الغريبة بجزيرة جربة "مطيّة للتطبيع مع الكيان الصهيوني"، مذكّرة القائمين على شؤون اليهود في تونس بواجبهم الذي تمليه مبادئ التعايش المشترك والمواطنة في "التصدي للخطاب الصادر عن بعض اليهود التونسيين المهللين لجرائم الاحتلال وبعض السلوكات الخطيرة لعدد منهم وخاصة الحاملين للجنسية "الإسرائيلية" ممن خدموا ويخدمون في جيش الاحتلال"، وفقها.
كما لفتت، في بيان لها، إلى أن "هذه المناسبة الدينية لطالما كانت فرصة للوبيات التطبيع مع الكيان الصهيوني لخلط الدين اليهودي بالمسألة الصهيونية وتعمد إدخال مئات من أصحاب الجنسية "الإسرائيلية" إلى تونس، مطالبة الدولة التونسية بـ"إصدار بلاغ رسمي تعلن فيه رفضها لدخول أي حامل للجنسية الصهيونية"، محملة إياها المسؤولية "لكل مندس منهم لما يمكن أن يطاله من عواقب قانونية وشعبية"، حسب ما جاء في نص البيان.
سبق أن طالبت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين الدولة التونسية بـ"إصدار بلاغ رسمي تعلن فيه رفضها دخول أي حامل للجنسية الصهيونية إلى تونس" محملة إياها المسؤولية "لكل مندسّ لما يمكن أن يطاله من عواقب قانونية وشعبية"
ويعتبر كنيس الغريبة أكبر وأقدم معبد يهودي في تاريخ إفريقيا، وتحج إليه جموع من اليهود بشكل سنوي، وتوجد به أقدم نسخة معروفة من التوراة وفق بعض الروايات اليهودية. تختلف الروايات حول سبب إنشاء المعبد، وتزعم فئة منها أن يهوديةً قدمت إلى المنطقة واستقر بها الحال في جربة، وأسست كنيس الغريبة، وسمي "الغريبة" نسبة إلى هذه المرأة إذ كانت غريبة على المكان وأهله.
ويتوافد اليهود إلى هذا المزار سنويًا من مناطق شتى من العالم في أواخر شهر أفريل/نيسان وبداية شهر ماي/أيار من كل عام، تزامنًا مع اليوم الـ 33 من تقويم الفصح اليهودي، فيقيمون شعائر دينية ومراسم وطقوسًا متنوعة تستمر يومين وسط إجراءات أمنية مشددة.
يشار إلى أنه بانطلاق موسم حج اليهود إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة، في مثل هذه الأيام من كلّ سنة، يتواتر الحديث عن المسألة الأمنية وحماية زوّار الكنيس، حول التطبيع الخفيّ مع الكيان الصهيوني من بوابة فرضية قدوم حاملين للجنسية الإسرائيلية إلى تونس.