أعلنت جمعية "النساء التونسيات" عن انطلاق حملة توعية وتضامنية لفائدة النساء في الحجر الصحّي الشامل تحت شعار "ماكش_وحدك"، باعتبارهن عرضة لخطر مزدوج، خطر الوباء من جهة وخطر العنف والتهميش من جهة أخرى، وذلك بالتعاون مع وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكافة شركائها من المؤسسات الرسمية المعنية والمجتمع المدني إضافة إلى فريق من المتطوعين.
اقرأ/ي أيضًا: "أحكيلي".. منصّة مساعدة نفسية لمواجهة "الكورونافوبيا"
وذكرت الجمعية أنّ هذه الحملة تأتي لتسليط الضوء على العنف المتصاعد ضدّ النساء في هذا الوضع الاستثنائي ولمساعدتهنّ على توفير خدمات الإنصات عن بعد، واستقبالهنّ الفوري في مركز وقتي ليخضعن لإجراءات الوقاية المعمول بها تجنًّبا لانتشار عدوى فيروس كورونا قبل أن يقع إيوائهنّ في مركز خاص.
المكلفة بالإعلام في الجمعية توضح التفاصيل
تحدثت عفاف التومي، المكلفة بالإعلام في الجمعية، لـ"ألترا تونس"، في هذا الجانب، أنّ الجمعية ووزارة المرأة تلقيتا عدّة اتصالات تشير إلى ارتفاع نسبة العنف المسلط على النساء خلال الحجر الصحي مشيرة إلى تصريح وزيرة المرأة بأنّ عدد البلاغات عن العنف تضاعف خمس مرات.
الحملة لا تستهدف فقط النساء المعنفات بل تستهدف كلّ النساء المعرضات للتهميش بما فيهنّ السجينات والمهاجرات والفئات الاجتماعية الهشة وحاملات الإعاقة
وأوضحت أن حملة "ماكش وحدك" تتضمن رقمًا أخضر ومجموعة أرقام أخرى سيعلن عنها قريبًا خاصة بكلّ جهة للإنصات وتوجيه المرأة، مبينة إلى أنه سيتم إيواء النساء المعرضات للعنف في مركز خصصته وزارة المرأة لاحترام الإجراءات الوقائية لمواجهة كورونا بالبقاء في الحجر لمدّة 14 يومًا، ليقع لاحقًا إيوائهم بصفة نهائية في مركز خاص بالنساء ضحايا العنف بالشراكة بين وزارة المرأة وجمعية "النساء التونسيات" والشبكة التونسية لمراكز الإنصات وإيواء نساء ضحايا العنف.
وبيّنت محدثتنا أنّ الاتصالات تردهم غالبًا من الجهات الداخلية مشيرة إلى وجود شركاء داخل الجمهورية من جمعيات جهوية ومحلّية تقوم بمهمّة الانصات وترسل النساء للإيواء.
وأشارت التومي إلى أنّ الحملة لا تستهدف فقط النساء المعنفات بل تستهدف كلّ النساء المعرضات للتهميش بما فيهنّ السجينات والمهاجرات والفئات الاجتماعية الهشة وحاملات الإعاقة، مع التنسيق بين مختلف الوزارات المتدخلة سواء وزارة المرأة أو وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المعنية للتدخل لفائدة النساء المهمشات والفئات الهشة.
تصاعد العنف في فترة الحجر الصحي
وكانت قد صرحت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ أسماء السحيري لوسائل إعلام الأحد 29 مارس/آذار 2020، إنّ عدد الإشعارات من النساء اللواتي تعرّضن للعنف على الرقم الأخضر "1899" التابع للوزارة تضاعف بخمس مرّات خلال الفترة الممتدّة بين 23 و27 من ذات الشهر مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
اقرأ/ي أيضًا: أين ذوي الإعاقة من إجراءات مكافحة "كورونا"؟
وكشفت أنّ وضعية الحجر الصحي العام وحظر الجولان للتوقّي من فيروس كورونا تسبّبًا في خلق مشاكل بسبب الضغط النفسي داخل العائلة قد تتحوّل في عدد من الحالات إلى عنف مادي ولفظي ضدّ النساء.
وقالت إن ارتفاع العنف المسلط على المرأة دفع الوزارة إلى تحويل الرقم الأخضر المخصص لتلقي الإشعارات وطلبات التدخل من النساء للعمل من التوقيت الإداري إلى العمل بنظام 24/ 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع.
المزيد عن حملة "ماكش وحدك"
تتوجه حملة "ماكش وحدك" إذًا، وفق ما تؤكد جمعية النساء التونسيات، إلى جميع الفئات الهشة من النساء وأطفالهن، وإلى الفئات التي لم تشملها الإجراءات الأخيرة أو لم تتلائم مع احتياجاتها في هذا الطرف الخاص مما يجعلها في مواجهة لخطر مضاعف من خلال التوعية والتحسيس والتوجيه وتبسيط الإجراءات، وأيضًا في إطار مساهمة في المد التضامني ومعاضدة المجهود الوطني للتصدي للوباء.
تحدثت الجمعية أن هذه المبادرة تتضمن جملة من الإجراءات تتعلّق بالتوعية والوقاية من الوباء عبر التأكيد على أهمية الحجر الصحي الشامل
إلى جانب ذلك، تحدثت الجمعية أن هذه المبادرة تتضمن جملة من الإجراءات تتعلّق بالتوعية والوقاية من الوباء عبر التأكيد على أهمية الحجر الصحي الشامل، وتوعية النساء بشروط الوقاية وتبسيط الإجراءات للفئات الأكثر هشاشة وعرضة للخطر أو المعزولة.
وتتضمن الخدمات أيضًا الإعلام باستمرارية الخدمات المقدمة لفائدة النساء ضحايا العنف نظرًا للخطر المزدوج المسلط عليهن خلال الحجر الصحي الشامل، وتفشي ظاهرة العنف الأسري والزوجي الذي يهدد حياة آلاف من النساء والأطفال، إلى جانب التضامن مع الفئات الهشة من النساء ضحايا العنف وحاملات الإعاقة وذوات الدخل المحدود وذوات العمل الهش اللوات فقدن دخلهن في الظروف الراهنة والسجينات والمهاجرات ضحايا الاتجار بالأشخاص وغيرهنّ من المتضررات.
ويتم التنسيق مع الشركاء وسلط الإشراف والوزارات والهياكل المعنية من أجل ديمومة وجودة الخدمات، وتوحيد الجهود ومزيد دفعها نحو من هم أكثر حاجة للعون وللرعاية الاجتماعية.
اقرأ/ي أيضًا: