29-ديسمبر-2021

بوعجيلة: "نمضي في اتجاه إعداد طاولة الالتقاء الوطني الواسع" (صورة من وقفة احتجاجية لمعارضين للرئيس/ناصر طلال/الأناضول)

الترا تونس - فريق التحرير

 

عقد أعضاء الهيئة التنفيذية لحملة "مواطنون ضد الانقلاب" وقيادات من مبادرة "اللقاء الوطني للإنقاذ"، مساء الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، اجتماعًا مثّل أول لقاء مشترك رسمي بين المكوّنين "من أجل إيجاد صيغ للعمل المشترك وتوسيع التشاور مع مختلف القوى السياسية والمدنية في أفق الإعداد لندوة وطنية استشارية"، وفق بلاغ مشترك نشر على صفحة "مواطنون ضد الانقلاب" على فيسبوك.

ووقع على تقرير الاجتماع كلّ من السياسي أحمد نجيب الشابي عن "اللقاء الوطني للإنقاذ"، وجوهر بن مبارك عن "مواطنون ضد الانقلاب".

وفي تعليقه على ذلك، دوّن الناشط السياسي وعضو الهيئة التنفيذية لحملة "مواطنون ضد الانقلاب" الحبيب بوعجيلة: "مقر إضراب الجوع الذي يخوضه نواب وشخصيات وطنية ونشطاء تحوّل إلى نقطة التقاء ساخنة لكل القوى السياسية المناهضة للانقلاب".

بوعجيلة: مقر إضراب الجوع الذي يخوضه نواب وشخصيات وطنية ونشطاء تحوّل إلى نقطة التقاء ساخنة لكل القوى السياسية المناهضة للانقلاب

وتابع: "هذا الالتقاء دفع الفرقاء المختلفين إلى النقاش العميق والبناء حول سبل تطوير المشهد السياسي الذي كان متأزمًا قبل الانقلاب وتحول إلى المأزق بعده.. الاتفاق كان واضحًا بين كل الأطياف السياسية الملتقية في مقر الإضراب على أن الانقلاب يحمل البلاد إلى الهاوية ورغم تأكد الجميع من أنه سيسقط لا محالة فقد كان القلق على مصير الوطن والضريبة الباهضة التي ستدفعها تونس كلما تأخرنا في إغلاق هذا القوس الكريه للانقلاب هو الانطباع المشترك لدى كل الشخصيات والقيادات السياسية التي زارت مقر الإضراب".

اقرأ/ي أيضًا: مواجهة الانقلاب: "الحقيقة الوحيدة" في مشهد متقلّب

وشدد بوعجيلة على أن "إضراب الجوع بالإضافة إلى ما حققه سريعًا من هدف لفت انتباه الداخل والخارج إلى المنعرج الخطير الذي دخل فيه الانقلاب بالاستهداف العنيف للحريات والضغط على مؤسسات الدولة وأجهزتها لاستهداف معارضي قيس سعيّد، فقد حقق أيضًا اختراقًا سياسيًا مهمًا بالدفع نحو مزيد التقارب السياسي في أفق بناء الجبهة الوطنية لإسقاط الانقلاب وإعداد بديل ديمقراطي للحكم"، وفقه.

وتطرّق الحبيب بوعجيلة إلى الاجتماع المشترك بين "مواطنون ضد الانقلاب" و"اللقاء الوطني للإنقاذ"، واصفًا إياه بـ"الخطوة المهمة في اتجاه إعداد طاولة الالتقاء الوطني الواسع".

بوعجيلة: إضراب الجوع حقق اختراقًا سياسيًا مهمًا بالدفع نحو مزيد التقارب السياسي في أفق بناء الجبهة الوطنية لإسقاط الانقلاب وإعداد بديل ديمقراطي للحكم

وأضاف: "أيضًا الندوة السياسية للنقاش والتي ستنعقد قريبًا في مقر الإضراب والتي ستجمع في النقاش بتنسيق من "مواطنون ضد الانقلاب" كلا من الحزب الجمهوري والنهضة وحراك "تونس الإرادة" وشخصيات وطنية ديمقراطية مثل العياشي الهمامي وأنور القوصري.. هي خطوة أخرى في الاتجاه الصحيح".

كما أشار إلى أن "زيارة رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى مقر الإضراب والحوار الخاطف والعميق الذي دار بينه وبين عدد من المثقفين والنشطاء والشخصيات الوطنية كان أيضًا فرصة لإيقاف وضعية حوار الصم والإقصاء بين القوى الوطنية"، معقبًا: "سنبني على ذلك لإيجاد مشترك وطني للحل حتى ننهي قوس الانقلاب بخيار وحدة وطنية على قاعدة الانتصار للدستور والديمقراطية".

وكانت "حملة مواطنون ضد الانقلاب" قد أعلنت، في بلاغ لها على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، أن رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أدى مساء الثلاثاء زيارة دعم ومساندة للمضربين عن الطعام من معارضي توجهات وسياسات الرئيس التونسي قيس سعيّد منذ 23 ديسمبر/كانون الأول 2021.

وفي الأثناء، دعت حركة النهضة، الثلاثاء 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، كافة القوى الحية بالبلاد "المناهضة للانقلاب" إلى توحيد الجهود والخيارات وبلورة أرضية مشتركة عبر حوار وطني شامل بغاية "تشكيل جبهة سياسية تقود الحراك السياسي والشعبي"، وفقها.

اقرأ/ي أيضًا:  النهضة تدعو لـ"تشكيل جبهة سياسية تقود الحراك السياسي والشعبي" ضد "الانقلاب"

وأوضحت، في بيان صادر عن مكتبها التنفيذي المنعقد مساء الاثنين 2021، أن الهدف من تشكيل هذه الجبهة "تسريع استئناف الحياة الديمقراطية واستعادة الشرعية والذود عن الحقوق والحريات المنتهكة بالبلاد منذ 25 جويلية/يوليو 2021 والمساهمة في وضع رؤية اقتصادية واجتماعية لمعالجة الأوضاع المتردية بالبلاد"، حسب تقديرها.

كما عبرت حركة النهضة عن تضامنها مع المضربين عن الطعام من حملة "مواطنون ضد الإنقلاب" والشخصيات السياسية الوطنية المشاركة فيه، معربة عن "دعمها لهذه الحركة النضالية في سبيل إنهاء الانقلاب والعودة إلى الشرعية والديمقراطية وإطلاق سراح الموقوفين في محاكمات الرأي ووضع حد لمحاولات المس من استقلالية السلطة القضائية".

يذكر أن حملة "مواطنون ضد الانقلاب" كانت قد أعلنت، الخميس 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن دخول "مجموعة من الشخصيات الوطنية" في إضراب جوع "كشكل من أشكال النضال الديمقراطي في مواجهة حكم فردي يدفع نحو اعتماد آلة القمع لإخماد كل أصوات معارضيه وإغلاق الباب أمام محاولات البحث عن حل وطني"، وفقها.

وأضافت، في بيان عرضته في نقطة إعلامية بثتها على صفحتها بموقع التواصل فيسبوك، أنه "لم يبقَ أمام القوى الديمقراطية المعارضة للانقلاب إلا أن تدخل مرحلة الدفاع عن الحرية بأجسادها لتنبيه الحركة الحقوقية وطنيًا ودوليًا أن سلطة الأمر الواقع تتجه نحو القمع العاري والإغلاق النهائي لمربع الحريات".

اقرأ/ي أيضًا: رغم تعكر صحة 4 منهم.. معارضون لسعيّد: "متمسكون بمواصلة إضراب الجوع"

وقد أكد الناشط السياسي وعضو الهيئة التنفيذية لـ"مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك، الثلاثاء 28 ديسمبر/كاون الأول 2021 في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية) الثلاثاء، أن كافة الشخصيات الوطنية التي تنفذ إضرابًا عن الطعام منذ يوم 23 ديسمبر/كانون الأول 2021، تتمسك بمواصلة إضرابها رغم "تدهور الحالة الصحة لـ4 من بينها وتعرضهم إلى بعض المضاعفات الصحية".

"اللقاء الوطني للإنقاذ" هو "إطار تنسيقي جامع لتوحيد الجهود بين  القوى الوطنية قصد بلورة خطة إنقاذ اقتصادي واجتماعي وللدفاع عن دولة القانون في ظل ديمقراطية تمثيلية تكفل الفصل بين السلطات"

أما بخصوص "اللقاء الوطني للإنقاذ"، يذكر أنه وقع الإعلان عن تأسيسه، في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021، كـ"إطار تنسيقي جامع لتوحيد الجهود بين كافة القوى الوطنية قصد بلورة خطة إنقاذ اقتصادي واجتماعي وللدفاع عن دولة القانون في ظل ديمقراطية تمثيلية تكفل الفصل بين السلطات وتحمي الحقوق والحريات" وفق ما ورد في بيان تأسيسه الذي تلاه السياسي أحمد نجيب الشابي.

ويضمّ هذا الهيكل 14 مؤسسًا هم: أحمد نجيب الشابي، فوزي عبد الرحمان، مصطفى بن أحمد، طارق الفتيتي، عياض اللومي، غازي معلّى، محمد أمين السعيداني، وليد جلاّد، الأسعد الحجلاوي، محمود الماي، فخر الدين بالقايد، حسونة الناصفي، مهدي عبد الجواد، آمال الورتتاني.

وصرّح أحمد نجيب الشابي في الندوة الصحفية المخصصة للإعلان عن "اللقاء الوطني للإنقاذ"، أنّ هذه المبادرة "ليست حزبًا أو جبهة، وإنما لقاء بين شخصيات وطنية تجمعت على أساس الحضور والخبرة والكفاءة السياسية، لتحقيق هدفين، الأول هو الإنقاذ الاقتصادي والاجتماعي، والهدف الثاني هو العودة إلى الديمقراطية التمثيلية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بهدف العودة إلى الديمقراطية التمثيلية.. الإعلان عن بعث "اللقاء الوطني للإنقاذ"

تطورات إضراب جوع معارضين لسعيّد: تدهور صحة بعض المضربين وأمنيون بمحيط الإضراب

تونس: إضراب الجوع ضد سياسات الرئيس متواصل.. ودعوات للنزول إلى الشارع