17-أبريل-2018

يقبل التونسيون على شراء الحلويات خلال شهر رمضان (صورة تقريبية/ Getty)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اقترب موعد حلول شهر رمضان ولم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قليلة، يستغلّها التونسيون عادة للاستعداد له من مختلف النواحي. وتعدّ هذه المناسبة مميزة جدًا بالنسبة للتونسي الذي تبدأ تحضيراته لاستقباله مبكرًا خاصة وأنها تعني بالنسبة إليه اجتماع العائلة المصغرة والموسعة والسهرات الرمضانية والطعام التقليدي وغير ذلك من نفحات قديمة يشتاق لها. وتختلف عادات وتقاليد تونس في الأكل في رمضان من ولاية إلى أخرى، سواءً في الأطباق التي تقدّم في الإفطار أو لدى السحور في تونس.

ونستعرض هنا أهم تقاليد التونسيين خلال شهر رمضان أو في الفترة التي تسبقه وما تتضمنها من استعدادات، فضلًا عن أشهر أكلات رمضان في تونس.

يعد شهر رمضان مناسبة مميزة جدًا بالنسبة للتونسي الذي تبدأ تحضيراته لاستقباله مبكرًا خاصة وأنها تعني بالنسبة إليه اجتماع العائلة والسهرات الرمضانية والطعام التقليدي وغير ذلك من نفحات قديمة يشتاق لها

  • صيانة المنزل والاهتمام به

لأن شهر رمضان عادة ما يكون فرصة للقاء الأقارب، يميل التونسي إلى الاستعداد لهذا الشهر من خلال صيانة منزله وإعادة دهن الجدران والحرص على أن يكون البيت نظيفًا ولا تشوبه شائبة مهما كانت صغيرة أو كبيرة. وإن كانت هذه العادة قديمة وبدات في التراجع إلا أن الكثير من العائلات تحافظ عليها للآن.

 

  • تجهيز المواعين وقصدرة الأواني النحاسية

كما تحرص العائلات على اقتناء كميات من مواد التنظيف المختلفة والمتنوعة، التي لدى التسوّق من أجل اقتناء ضروريات شهر رمضان. 

عادة ما يقوم التونسيون بقصدرة الأواني والمواعين النحاسية قبيل حلول شهر رمضان، حتى تستعيد بريقها وألقها، وتكون ذات مظهر جيد ومناسبة للعرض والتقديم

ومن عادات وتقاليد تونس في رمضان، أن تقوم ربات البيوت بإخراج كل المواعين والأواني المخبأة وغسلها، ثم تعيد تنضيدها، حتى تكون نظيفة وملائمة لدى استعمالها في شهر رمضان.

 

صورة
آنية نحاسية بعد القصدرة (الترا تونس)

 

أما الأواني والمواعين النحاسية، فعادةً ما يقوم التونسيون بقصدرتها، قبيل حلول شهر رمضان، حتى تستعيد بريقها ولمعانها، وتكون ذات مظهر جيد ومناسبة للعرض والتقديم.

 

 

  • شراء أوانٍ جديدة للمطبخ

قدوم شهر رمضان يعني قضاء وقت طويل في المطبخ من أجل إعداد الطعام وهو أمر ليس سهلًا بتاتًا ويحتاج إلى نفس طويل. كما أن هذا الشهر قد يكون فرصة لشراء أوان جديدة تزيّن المطبخ وطاولة العشاء، وهو تقليد تونسي منذ القدم.

دأبت التونسيات قبل حلول شهر رمضان على التوجه إلى الأسواق والمحلات التي تعرض المواعين على أنواعها، سواءً الفخارية أو النحاسية أو الخشبية

فقد دأبت التونسيات على التوجه إلى الأسواق والمحلات التي تعرض المواعين على أنواعها، سواءً الفخارية أو النحاسية أو الخشبية، وغيرها.

ويتفنّنَ في اختيار الأواني ذات الأشكال والألوان المتنوعة والمتناسقة، وكذلك المناديل وأغطيةً الطاولات بزينة مختلفة ومتّسقة مع ألوان المواعين،  حتى تكون طاولة إفطار رمضان في أبهى حلّة.

 

  • تجهيز العولة

ومن عادات وتقاليد تونس في رمضان أن تحرص العائلات على تحضير العولة التي قد تحتاجها خلال هذا الشهر من مختلف المواد، من بهارات منوّعة، وبقول جافة، وفارينة ودقيق، وحبّات الشعير للشوربة،  والتمر، وزيت الزيتون، والزيتون المملّح، وغيرها.

 

  • الإقبال على شراء وإعداد أطعمة معينة

لا يمكن أن تدخل بيتًا تونسيًا خلال شهر رمضان ولا تجد فيه الشوربة و"البريك" اللذان يعدّان ضرورة لا يستغني عنها التونسيون. ولهذا يتهافت التونسيون على شراء البيض وعجينة "الملسوقة"، وهي أساس إعداد البريك، والدجاج حتى تصبح موادًا شبه مفقودة من الأسواق التونسية.

 

يعتبر البريك من الضروريات في الموائد التونسية خلال شهر رمضان (Getty)

 

 

ولعلّ من أشهر أكلات رمضان في تونس، نجد الطاجين، وهو يختلف على طاجين المغرب الشهير، إذ أنّ الطاجين التونسي هو عبارة عن خلطة بين البيض والأجبان بمختلف أصنافها والبقدونس وبهارات تونسية وفي بعض الأحيان قد تضاف إليه حبات بطاطس مقلية، ثم توضع جميع المكونات في طبق في الفرن، ليكون الطاجين جاهزًا في غضون ساعة على نار هادئة.

تعد المدموجة إحدى أشهر أكلات رمضان في تونس التي يقع تناولها عادة في السحور باعتبارها طبقًا دسمًا وغنيًا بالسعرات الحرارية لما تزخر به من مكسرات وتمر وعسل وغيرها من المكونات

كذلك نجد المدموجة، وهي إحدى أشهر أكلات رمضان في تونس، التي يقع تناولها عادة في السحور. وهي عبارة عن شرائح صغيرة يقع فتفتتها من فطائر مقلية، يقع مزجها مع حبات من التمر والمكسرات وتضاف إليها قطرات من الزهر والعسل. ويقع تناولها عادة إلى جانب كأس حليب عند السحور، باعتبارها طبقًا دسمًا وغنيًا بالسعرات الحرارية.

  

صورة
المدموجة  إحدى أشهر أكلات رمضان في تونس التي تؤكد خاصة عند السحور 

 

 

دأب التونسيون منذ سنوات على انتظار مفتي الجمهورية ليعلن عن موعد شهر رمضان بعد رؤية الهلال ويرافق هذا الانتظار تندر وسخرية خلال السنوات الأخيرة

  • التمر والحلويات

التمر أيضًا من الضروريات على الموائد التونسية في شهر رمضان ويقبل التونسيون على شراء كميات كبيرة منه كي يستهلوا به إفطارهم. كما يقبلون على شراء الحلويات وبشكل خاص التقليدية منها على غرار "الزلابية والمخارق".

 

من عادة التونسيين بدء إفطارهم بأكل حبة تمر (Getty)

 

 

5 - مفتي الجمهورية ورؤية الهلال

دأب التونسيون منذ سنوات على انتظار مفتي الجمهورية ليعلن عن موعد أول أيام شهر رمضان بعد رؤية الهلال. هذا الأمر أصبح تقليدًا راسخًا لدى التونسيين وأحيانًا محلّ تندّر حيث ينتقد البعض انتظار المفتي كي يبصر الهلال في القرن الواحد والعشرين في حين أن هناك تكنولوجيات حديثة تمكن من تحديد موعد رمضان بدقة.

رمضان هو مناسبة يحرص فيها التونسيون على الاحتفاء به والاستعداد له أحسن استعداد، سواءً في الأسابيع التي تسبق هذا الشهر الكريم، باقتناء مختلف الحاجيات من ضروريات وكماليات، ناهيك عن كلّ ما يرافق هذا الشهر من أبّهة وهالةٍ تجعل منه شهرًا مميزًا يتمسك خلاله التونسيون بإحياء عاداتهم وتقاليدهم.