10-فبراير-2024
الحي يروح نور شيبة

أثار كتاب "الحي يروح" للفنان نور شيبة الذي يضمّ مجموعة غنائية قال إنّه ألّفها في الفترة التي قضاها في السجن جدلًا واسعًا في تونس

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظم الفنان التونسي نور شيبة، الجمعة 9 فيفري/شباط 2024، حفل توقيع كتابه الصادر مؤخرًا "الحي يروح" الذي يضمّ مجموعة غنائية قال إنّه ألّفها في الفترة التي قضاها في السجن، على خلفية قضية مرتبطة بتهمة تتعلق بالمخدرات.

أثار كتاب "الحي يروح" للفنان نور شيبة الذي يضمّ مجموعة غنائية قال إنّه ألّفها في الفترة التي قضاها في السجن جدلًا واسعًا في تونس

وقد حضر حفل التوقيع، الذي انتظم بإحدى المكتبات المعروفة بتونس، ثلة من الفنانين والإعلاميين. وتحدّث خلاله الفنان نور شيبة عن تجربته في السجن. كما تخلّل الحفل فقرة غنائية استعرض فيها إحدى الأغاني التي كتبها.

 

 

  • كتاب "الحي يروح" لنور شيبة يثير الجدل

ومنذ الإعلان عن الكتاب، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي، وتراوحت ردود الفعل بين السخرية والنقد من جهة، والتثمين والتشجيع من جهة أخرى.

تهكم نشطاء مما اعتبروها "جرأة" من الفنان نور شيبة بالإعلان عن تأليف كتاب وتنظيم حفل توقيع له، في إشارة إلى أنه ليس من السهل على أي أحد أن يكون له مَلَكة الكتابة، ناهيك عن إصدار كتاب

وقد تهكم نشطاء مما اعتبروها "جرأة" من الفنان نور شيبة بالإعلان عن تأليف كتاب وتنظيم حفل توقيع له، في إشارة إلى أنه ليس من السهل على أي أحد أن يكون له مَلَكة الكتابة، ناهيك عن إصدار كتاب.

 

صورة

 

صورة

 

كما عبروا عن استغرابهم من العدد الكبير للأشخاص والمشاهير الذين حضروا حفل توقيع كتاب المغنّي نور شيبة بإحدى المكتبات المعروفة بتونس العاصمة، والحال أنه من النادر أن تلقى حفلات توقيع كتب اهتمامًا وإقبالًا بهذا الشكل.

عبر نشطاء عن استغرابهم من العدد الكبير للأشخاص والمشاهير الذين حضروا حفل توقيع كتاب المغنّي نور شيبة بإحدى المكتبات المعروفة بالعاصمة، والحال أنه من النادر أن تلقى حفلات توقيع كتب اهتمامًا وإقبالًا بهذا الشكل

وفي هذا الصدد، قال الجامعي عدنان منصر إنّ "الانتقادات التي طالت مغنّيًا نشر كتابًا حول مروره بالسجن، والحملة الدعائية التي رافقت تقديمه لهذا الكتاب، وحفل التوقيع الذي حضرته "وجوه المجتمع" مما لم يتسنّ لفيلسوف أو أديب أو عالم اجتماع أو مختص في أي علم من العلوم بتونس أبدًا، منذ بدأت طباعة الكتب وتوقيعها، لا يدل على أزمة الكتاب".

وأضاف، في تدوينة له على فيسوك، "الكتاب ليس إلا أوراقًا مصفوفة، لا قداسة له في حد ذاته. يمكن لسجين سابق في قضية مخدرات، أو لراقصة كاباريه، أو لنشال في وسائل النقل أن يصدر كتابًا، لكنّ المشكل هو أنه لم يعد هناك جمهور للثقافة والإبداع والعلم، ومن ورائهما الجهد والتميز المستحق". 

عدنان منصر: "نقطة الأمل الوحيدة التي يمكن احتسابها هي أنّ وضعية الكاتب لا تزال مغرية للبعض، وقد تجعله أحيانًا يحظى ببعض الاحترام.. وانتقادات الناس ربما نبعت هي الأخرى من فكرة أن الكتابة فعل محترم"

وتابع منصر: "أنجح المجتهدين اليوم لا يطبع من كتابه سوى ألف نسخة في الحد الأقصى، تستغرق بعض السنوات لتنفد من المكتبات. من سيشتري كتاب المغني لن يقرأه، لأن ما يبحث عنه ليس القراءة أصلًا. سيكتفي بأن يقتنيه، كل المسألة بؤس مركب مع استثناء وحيد: أن الرجل يعتقد أن بإمكانه تحسين الانطباع الذي تركه سجنه في قضية مخدرات، وأن بإمكانه أن يحقق ذلك بالتحول إلى كاتب". 

وختم عدنان منصر تدوينته بالقول إنّ "نقطة الأمل الوحيدة التي يمكن احتسابها هي أنّ وضعية الكاتب لا تزال مغرية للبعض، وقد تجعله أحيانًا يحظى ببعض الاحترام"، معقبًا أنّ "انتقادات الناس ربما نبعت هي الأخرى من فكرة أن الكتابة فعل محترم، وهذا أيضًا مدعاة للأمل مهما كان ضئيلًا"، وفق تعبيره.

 

صورة

 

ومن جانب آخر، انتقد نشطاء عنوان الكتاب "الحي يروح"، معتبرين أنه سطو على عنوان كتاب آخر سبقه، "الحبس كذاب والحي يروح" لفتحي بن الحاج يحيى. 

 انتقد نشطاء عنوان الكتاب "الحي يروح"، معتبرين أنه سطو على عنوان كتاب آخر سبقه، "الحبس كذاب والحي يروح" لفتحي بن الحاج يحيى. 

وقال السجين السياسي السابق عمار العربي، في تدوينة له على فيسبوك: "أن يكتب شخص عن تجربته السجنية، وإن كانت قصيرة ولأسباب غير سياسية، فهذا أمر يخصه وهو حاصل في الفضاء الثقافي الغربي، وأن يجد ناشرًا يتبناه ومكتبة ذات قيمة تحتضن حفل توقيعه وكرونيكورات يقومون بالإشهار له فهذا من سمات الساحة الثقافية التونسية التي أصبحت مستباحة من قبل كل من هب ودب، لكن المزعج أنّ العنوان  فيه سطو على عنوانين سابقين على الأقل".

وأضاف: "حوّل المخرج الهاوي عبد الله الفاتح عون مقتطفات من حوار طويل له معي إلى شريط سينمائي وثائقي اقترحت أنا أن يكون عنوانه "باب الحبس كذاب والحي يروح" وبعد سنة أصدر رفيقي وصديقي الفتحي بالحاج يحيى كتابه "الحبس كذاب والحي يروح، وأظن أنه لم يسمع بالشريط ولم يشاهده وإنما الأرجح أنّ الرغبة في توثيق نفس التجربة قاد إلى توارد الخواطر"، معقبًا: "لم أعلق لا أنا ولا هو على ما حصل، أما نور شيبة فتعمّد اختيار عنوان يذكّر بكتاب أصبح معروفًا على الساحة الثقافية وهو يسلك في ذلك سلوك بعض الشركات الصناعية التي تتعمّد أخذ اسم ماركة معروفة وتغير حرفًا أو حرفين من حروفه حتى لا تقع تحت طائلة القانون"، وفق تقديره.

 

صورة

 

صورة

 

صورة

 

في المقابل، عبر نشطاء آخرون عن تثمينهم بادرة الفنان نور شيبة، معتبرين أنّ الكتابة ليست حكرًا على أحد وأنّ من حقّ أي شخص أن يروي تجاربه بالطريقة التي يراها أنسب، ناهيك عن كون الكتاب يضمّ مجموعة غنائية وليس رواية أو سيرة ذاتية أو أحد الأنماط التي تستوجب مَلكة الكتابة.

 

صورة

 

صورة

 

  • نور شيبة: الضجة الحاصلة فائدة للكتاب

وفي تعليقه على الضجة التي أثارها إصداره "الحي يروح، قال المغنّي نور شيبة، في كلمة له خلال حفل توقيع الكتاب، إن "الضجة التي حصلت هي فائدة للكتاب، خاصة وأن الجميع يعرف أنّ الكتب لم تعد تقرأ في تونس وأصبح عدد الكتب أكبر من عدد القرّاء".

نور شيبة: "الضجة التي حصلت هي فائدة للكتاب، خاصة وأن الجميع يعرف أنّ الكتب لم تعد تقرأ في تونس وأصبح عدد الكتب أكبر من عدد القرّاء"

وأضاف نور شيبة قائلًا: "شكرًا لكل من شتمني وسبني فقط لأنّني أصدرت كتابًا،  تمنيت لو أنّهم اطلعوا على الكتاب وحكموا عليه بعد ذلك"، وفق تعبيره.