20-مارس-2024
الانتخابات الرئاسية 2024 في تونس.. منذر الزنايدي يوجّه رسالة إلى قيس سعيّد

منذر الزنايدي يدعو قيس سعيّد ألا يعرض تونس لخطر "الإفلاس السيادي ولا يؤسس لدبلوماسية الاستجداء"

الترا تونس - فريق التحرير

 

وجّه الوزير الأسبق منذر الزنايدي، الذي سبق أن أبدى نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، رسالة مفتوحة إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد، الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، أكد فيها أنّ "تونس اليوم، وفي ظل الحكم المطلق، تعيش ظروفًا دقيقة وصعبة، ولم يعد المستقبل مصدر أمل ورجاء بل عنوان قلق وخوف للتونسيين" على حد تعبيره.

في رسالة إلى الرئيس قيس سعيّد.. منذر الزنايدي: الفساد لا يحارب بالاستبداد، واحتكار السلطة وفسادها مثل احتكار المال وفساده: وجهان لعملة واحدة

وجاء في هذه الرسالة المفتوحة التي نشرها منذر الزنايدي على صفحته الرسمية بفيسبوك، قوله: "أتوجه إليك بكل ما تقتضيه أخلاقيات رجال الدولة وقواعد اللياقة والكياسة.. لا تكن رئيس التجهم والكراهية وكن رئيس الابتسامة والتسامح.. عليك بسعة الصدر والقبول بالرأي الآخر وجعل مصلحة البلاد بوصلتك الوحيدة" وفقه.

وتابع الزنايدي: "لا تكن رئيس الهدم ورئيس التهديد والوعيد وكن رئيس البناء ورئيس حسن الظن والأخبار السارة. فمجتمع الثقة والاطمئنان والانفتاح على الآخر أفضل من مجتمع الشك والخوف والانكفاء على الذات. وتونس المتصالحة مع تاريخها، المتصالحة بين أبنائها، المتصالحة بين أصالتها وحداثتها، المتصالحة مع شبابها وسعيهم نحو الأفضل، خير لنا من تونس التي تنخرها التجاذبات وتمزقها المعارك المفتعلة ويستمر نزيف هجرة شبابها وكفاءاتها".

في رسالة إلى الرئيس قيس سعيّد.. منذر الزنايدي: لا تمسح فشلك في المتعاونين وأعوان الدولة الذين اخترتهم بمحض إرادتك ثم أقلتهم بجرة قلمك ولم تحفظ لهم قدرًا ولا معروفًا

كما طالب منذر الزنايدي، قيس سعيّد، بألّا يكون "رئيس الشعبوية، الذي يؤلب بين التونسيين ويحرض بعضهم على بعض، وأن يكون بدل ذلك رئيس الوحدة الوطنية الذي يحكم ويصلح ولا يظلم. فلا يستعمل قضايا الحق كمحاربة الفساد والمحافظة على المال العام في معارك باطلة وخاطئة للتشفي والانتقام وقتل المنافسة، فالفساد لا يحارب بالاستبداد، واحتكار السلطة وفسادها مثل احتكار المال وفساده: وجهان لعملة واحدة" على حد تعبيره.

ودعا منذر الزنايدي، الرئيس سعيّد، ألّا يكون رئيس "الحقيقة المطلقة والاستبداد بالرأي، وألا يكون رئيس المراقبة وتقييد الحريات الذي يعتبر نفسه فوق الخطأ وفوق المحاسبة، وأن يكون رئيس المشورة والضامن لحرية التعبير واستقلال القضاء ووسائل الإعلام". 

في رسالة إلى الرئيس قيس سعيّد.. منذر الزنايدي: امتلاء السجون التونسية بنساء ورجال من معارضين سياسيين ومخالفي الرأي، لم ولن يملأ البطون

وقال الزنايدي لسعيّد: "لا تمسح فشلك في المتعاونين وأعوان الدولة الذين اخترتهم بمحض إرادتك ثم أقلتهم بجرة قلمك ولم تحفظ لهم قدرًا ولا معروفًا. فرجل الدولة لا يهين من هم في خدمتها ولا يجعل من ترذيل الإدارة منهج حكم، لأن هيبة الدولة وقوتها من كرامة أعوانها ومواطنيها" وفق قوله.

ونادى المترشح للانتخابات الرئاسية، الرئيس الحالي، بأن لا يكون رئيس "دولة الكساد وانهيار كل المؤشرات الاقتصادية وتراجع المقدرة الشرائية والنقص الحاد في مواد أساسية أصبح التونسيون يعانون من أجل الحصول عليها، مما تسبب في ارتفاع معدلات الفقر واحتدام الفوارق الاجتماعية وتفاقم حجم التداين للأسر التونسية". 

منذر الزنايدي يدعو قيس سعيّد ألّا يكون رئيس "دولة الكساد وانهيار كل المؤشرات الاقتصادية وتراجع المقدرة الشرائية والنقص الحاد في المواد الأساسية"

ودعاه في المقابل إلى أن يكون رئيس دولة القوة والعدل والإدارة الحكيمة، دون الانشغال عن واجب توفير مقتضيات العيش الكريم للتونسيين بإلهائهم بمسلسل الملاحقات والإيقافات التعسفية، لأن امتلاء السجون التونسية بنساء ورجال من معارضين سياسيين ومخالفي الرأي، لم ولن يملأ البطون" وفق توصيفه.

وأفاد الزنايدي بضرورة ألا يكون سعيّد "رئيس اهتزاز صورة البلاد وتراجع مكانتها في الخارج. وأن يكون رئيس العدل والحق في الداخل والقوة والعزة في الخارج. فلا يعرض تونس لخطر (الإفلاس السيادي) ولا يؤسس لدبلوماسية الاستجداء والمقايضة بثوابت الوطن وسيادته" وفق نص الرسالة.

منذر الزنايدي يدعو قيس سعيّد ألّا يفوّت على تونس فرصة "الاستدراك والقطع مع ثقافة الهدم.. وعدم إلهاء الشعب بمسلسل الملاحقات والإيقافات التعسفية"

وطلب منذر الزنايدي من قيس سعيّد ألّا يفوّت على تونس فرصة "الاستدراك والقطع مع ثقافة الهدم.."، مؤكدًا أنه "ليس أقسى على الحاكم من سيطرة الشعور بالعجز والفشل والعزلة وأنه استنفذ كل الحلول ولم يبق أمامه سوى خيار واحد: الهروب إلى الأمام والذهاب بالبلاد إلى المجهول".

واعتبر الزنايدي أنه يتوجه بهذا الخطاب إلى كل من ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، قائلًا: "إن كنت تريد من هذه الانتخابات فرصة لإدامة معاناة التونسيين والدخول بالبلاد في نفق جديد من الخيبة والإخفاق بعد أن قضّيت 5 سنوات تزامنت مع تراجع البلاد في العديد من المجالات، فإننا نريد أن نجعل منها أملًا حقيقيًا في الإقلاع وإعادة البناء" وفق نص الرسالة.

 

منذر الزنايديمنذر الزنايدي

 

وكان الوزير الأسبق المنذر الزنايدي، قد لمّح بتاريخ 29 فيفري/شباط 2024، لنيته الترشح في الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في موفى سنة 2024.

وقال الزنايدي، في بلاغ نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "نعبر عن استعدادنا للاحتكام إلى التونسيين والتوجه إليهم ببرامجنا ومقترحاتنا في المحطات السياسية والاستحقاقات الانتخابية القادمة والاحتفاظ بحقنا في اختيار التوقيت والشكل وطرق العمل والتنظّم السلمية والقانونية المناسبة لذلك"، وفق تعبيره.