فيروس "كورونا" أو الفيروس التاجي، هو الغول القادم من آسيا الذي نفذ من مقاطعة ووهان في الصين وبدأ يتسلل إلى بقية بلدان العالم رغم الإجراءات الصحية الحدودية المشددة. وتشهد تونس، خلال هذه الفترة من السنة بالذات، توافد أعداد مهمة من السياح الصينيين بمناسبة عيد الربيع الموافق لـ25 جانفي/كانون الثاني حسب التقويم القمري لديهم.
تشهد مطارات تونس وموانئها استنفارًا صحيًا تحسبًا لحالات اشتباه في إصابة وافدين أجانب بفيروس "كورونا"
ويمثل عيد الربيع مناسبة احتفالية تجتمع فيها الأسر الصينية، وبات مناسبة للسفر والتجول بين بلدان العالم ما يفسر الرحلات المتواترة للصينيين نحو عدة عواصم في العالم قبل أن تحلّ لعنة فيروس "كورونا". وتدرس السلط الصينيّة خططًا للتمديد في عطلة "عيد الربيع" للحدّ من تفشي الفيروس مما يدفع المزيد من مواطنيها للسفر خارج البلاد، مع تسجيل مغادرة جاليات بأسرها "بؤر التوتر" إذ باتت المناطق المنكوبة أشبه بساحة حرب.
اقرأ/ي أيضًا: أثار الهلع: ما هو فيروس كورونا الجديد؟ وما هي أعراضه وسبل الوقاية منه؟
تشهد بذلك مطارات تونس وموانئها استنفارًا صحيًا تحسبًا لحالات اشتباه في إصابة وافدين أجانب بهذا الفيروس، بتشديد الرقابة في المعابر البحرية والجوّية عبر مراقبة الوافدين وعرضهم على الفحص في حالة الاشتباه وتركيز وحدات صحّية قارة تحديدًا في مطار تونس قرطاج الدولي، الذي شهد تركيز آلات كاشفة حرارية، ومطار النفيضة الحمامات، ومطار الحبيب بورقيبة بالمنستير، ومطار طينة صفاقس والموانئ التجاريّة. كما تشكلت خلية أزمة في وزارة الصحة مع اتخاذ تدابير استثنائية في صورة رصد حالة مرضيّة جراء هذا الفيروس الوبائيّ.
يُذكر أن السلطات الصحية الصينية أعلنت، الخميس 30 جانفي/كانون الثاني 2020 وفق وكالة "شينخوا"، تسجيل 7711 حالة إصابة مؤكدة بالتهاب رئوي ناتج عن فيروس "كورونا" الجديد في 31 منطقة على مستوى المقاطعة وفيلق "شينجيانغ" للإنتاج والبناء، وذلك حتى نهاية يوم الأربعاء الماضي، إلى جانب وفاة إجمالي 170 شخصاً جراء الوباء.
إجراءات مشددة على المعابر الحدودية
أكد المدير الجهوي للصحة بسوسة سامي الرقيق، في تصريح لـ"ألترا تونس"، عن تجنيد أعوان مراقبة صحية في المعابر للتثبت من الوافدين من الصين عبر قياس الحرارة عن قرب بطريقة مباشرة نظرًا لعدم وصول الآلات الكاشفة إلى حد الآن.
وشدد على الاستعداد المسبق في حال الكشف عن أيّة حالة وذلك بالإعداد لغرف أو أماكن لعزل المصابين وتطويق الحالات مع استنفار كافة الوحدات العلاجية الصّحية ضمن خطة وطنية تشرف عليها الوزارة. كما أضاف محدثنا أن اجتماعات دورية تجمعه مع مدير الصحة الوقائية وكافة الأطراف المعنية بمطار النفيضة تحسبا لأي طارئ.
المدير الجهوي للصحة بسوسة لـ"ألترا تونس": تجنيد أعوان مراقبة صحية في المعابر للتثبت من الوافدين من الصين عبر قياس الحرارة عن قرب بطريقة مباشرة نظرًا لعدم وصول الآلات الكاشفة إلى حد الآن
من جهته، نفى رضوان الحرابي، المدير العام للمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة، رصد أي حالة لمصاب بفيروس "كورونا" قادم عبر مطار المنستير الدولي مشيرًا إلى أن هذا المطار لا يستقبل وفودًا من الصين مباشرة والحركية فيه محدودة، ومشيرًا أيضًا إلى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية.
كما بيّن مدير الصحة الوقائية بالإدارة الجهوية للصحة بصفاقس محمد مخلوف في تصريح صحفي أن إجراء تركيز كاميرا حرارية بمطار صفاقس وقاعة العزل أو التحجير هي مرحلة أولى من الاحتياطات تليها في صورة وجود حالات يشتبه بإصابتها بالفيروس إجراءات أخرى في مستوى قسم الأمراض السارية بالمستشفى للكشف المعمق.
وفي سياق متصل، أكد سفير تونس بالصين ضياء خالد، في تصريح صحفي لإذاعة "جوهرة أف أم"، عدم إصابة أي تونسي مقيم في المقاطعات الصينية المنكوبة بالفيروس القاتل وخاصة بمنطقة ووهان التي يقيم بها 14 تونسيًا من بينهم طلبة وعائلة مشيرًا إلى منع السلطات الصينية مغادرة أي مصاب للمنطقة المذكورة.
اقرأ/ي أيضًا: قطاع اللحوم الحمراء.. مشاكل متراكمة والمستهلك يواجه ارتفاع سعر "الهبرة"
ماهو فيروس "كورونا" وكيف ظهر في الصين؟
يُعرّف فيروس "كورونا" بأنه "مرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية تُعرف اختصارًا MERS-CoV أو EMC/2012، هو فيروس ذو حمضٍ نووي ريبوزي مفرد الخيط، إيجابي الاتجاه ينتمي لجنس فيروسات كورونا بيتا"، وفق ما طلعناه في ويكبيديا.
ووفقًا لصحيفة "لانسيت" للطب العام العالمية، إن أول مريض مصاب بالفيروس أُدخل إلى مستشفى ووهان في 1 ديسمبر/كانون الأول 2019 لم يكن على اتصال مباشر بسوق الجملة للمأكولات البحرية في ووهان الذي اعتبر سابقًا مصدر الوباء، ولم تظهر على عائلته حمى أو أعراض تنفسية. أما المرضى الثلاثة اللاحقين الذين دخلوا إلى المستشفى في 10 ديسمبر من ذات الشهر لم يتصل اثنان منهما بسوق المأكولات البحرية، إلا أن إجمالي 27 حالة من أصل 41 كانت على صلة بالسوق المذكور.
نجح خبراء في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وفق الوكالة الصينية "شينخوا"، في عزل فيروس كورونا الجديد في العينات البيئية التي تم جمعها في سوق للمأكولات البحرية
وقال هوانغ الخبير في أمراض الرئة، وفق ذات المصدر، إن سوق المأكولات البحرية قد لا يكون المصدر الوحيد لفيروس "كورونا الجديد" الذي قد تكون له مصادر متعددة، ومع ذلك، لم يُعثر على أي أدلة من مصادر أخرى.
ونجح خبراء في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وفق الوكالة الصينية "شينخوا"، في عزل فيروس كورونا الجديد في العينات البيئية التي تم جمعها في السوق، مع العثور على 33 من 585 عينة في السوق تحتوي على أحماض نووية فيروسية.
وأثار ظهور فيروس "كورونا" الجديد المتسبب قلقًا بالغًا في كافة الأوساط الطبيّة في العالم، وأثر على النشاط السياحي العالمي بإلغاء معظم الرحلات الترفيهية والرسمية نحو مقاطعة "ووهان" الصينية والمناطق الأكثر إصابة مع حظر جولات المجموعات السياحية. كما أمرت السلطات المحلية النزل بتعليق كافة أنشطتها مع إلغاء كافة النشاطات الثقافية والعروض حتى باتت المقاطعة بمثابة مدينة أشباح.
ويذكر أن عددًا كبيرًا من وكالات الأسفار التونسية والعالمية ألغت رحلاتها بصفة كلية نحو الصين رغم الخسائر التي ستتكبدها جراء هذا الحجر، في حين يتواصل توافد السياح الصينيين مع الخضوع لإجراءات صحية وقائية مشددة. ويبدو أنه في ظلّ تواصل الأزمة التي تسبب فيها هذا الوباء، قد تشهد الحركة السياحية العالمية بطئًا ملحوظًا في كافة المناطق التي ترصد فيها حالات إصابة.
اقرأ/ي أيضًا:
السيجارة الإلكترونيّة.. ملاذ الباحثين عن حلّ لعادة استنزفتهم