26-مايو-2020

تحذير من تبعات انتشار فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي (جيتي)

 

باتت أزمة كورونا منذ أسابيع عدة محور اهتمام الباحثين من اختصاصات مختلفة، إذ يدرس كل باحث مدى تأثير هذا الفيروس على مجاله تخصّصه، ومن ذلك آثاره في مياه الصرف الصحي، وهو خطر يحذر مختصون من تبعاته على صحة الإنسان والبيئة.

في هذا الجانب، تواصل "ألترا تونس" مع المختص في علوم الهيدرولوجيا والباحث في الخصائص الكيميائية للمياه عمر بن موسى الذي حذر، في بداية حديثه، من خطورة تفشي فيروس كورونا في مياه الصرف الصحي مؤكدًا أن آخر الدراسات والأبحاث في العالم بينت وجود الفيروس في هذه المياه.

عمر بن موسى:  تكمن الخطورة الحقيقية في إمكانية إصابة العاملين في محطات التطهير بفيروس كورونا

وأشار الأستاذ المساعد بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات البيئة ببرج السدرية إلى أن فيروس كورونا يخرج مع الفضلات البشرية وأن عددًا من الحالات حول العالم اُكتشف فيها الفيروس في فضلاتهم رغم أن تحاليلهم جاءت سالبة.

وأكد الخبير في علوم الهيدرولوجيا عمر بن موسى أن الخطورة الحقيقية تكمن في إمكانية إصابة العاملين في محطات التطهير بالفيروس خاصة وأنهم يعملون دون أي وقاية.

اقرأ/ي أيضًا: حوار| طبيبان من معهد باستور: فيروس كورونا يتغيّر ولقاح تونسي الصنع وارد

وأوضح أن الأساليب المعتمدة في معالجة هذه المياه لا تقضي على كل الفيروسات باعتبار أنها تعتمد فقط على تحاليل كيميائية ولا تهتم بالفيروسات البيولوجية.

واعتبر أن مخبر مستشفى شارل نيكول حقق إنجازًا مهمًا عند اكتشف أن التسلسل الجيني لفيروس كورونا المنتشر في تونس يحمل نفس الخصائص نظيره المنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فهو ذاته الموجود أيضًا في إيطاليا وفرنسا وفي الصين حيث ثبت وجوده في مياه الصرف الصحي.

الخبير في علوم الهيدرولوجيا عمر بن موسى مع طلبته في زيارة ميدانية

 

وبين محدثنا أن الخطورة تكمن في صرف مياه الصرف الصحي في الأودية، مبينًا أنه يعمل على منطقة بن عروس الموبوءة حيث يوجد أهم واد في البلاد، "واد مليان" وهو مصدر أغلب الكوارث البيئية إذ تحيط به مناطق سكنية ومنطقة فلاحية مهددة بالخطر وفق تأكيده.

وأضف أن هذه المياه تعتمد في ريّ الأراضي والمساحات الخضراء وملاعب الصولجان قائلًا: "نحن كباحثين نود أن يسمع صوتنا وأن نقوم بالتحاليل والأبحاث اللازمة لمعرفة مدى وجود الفيروس في هذه المياه".

ويعتبر أنه رغم المجهودات المبذولة من الدولة لمواجهة فيروس كورونا إلا أنها تغافلت عن هذا الملف وهو على جانب كبير من الخطورة والأهمية على حد تقديره، قائلًا إن "الجانب البيئي يعاني مشاكل كبيرة قبل الكورونا، فكيف بعدها؟ لابد من إيلاء الأهمية القصوى".

عمر بن موسى: الأساليب المعتمدة في معالجة هذه المياه لا تقضي على كل الفيروسات باعتبار أنها تعتمد فقط على تحاليل كيميائية

وشدد بن موسى على أن "الحروب القادمة هي حروب مياه وليست حروبًا طاقية" مضيفًا أن برنامج إعادة استعمال مياه الصرف الصحي تتطلب متابعة دائمة وتطورًا تقنيًا وكذلك الشأن بالنسبة لمياه تحلية البحر الذي يحتاج إلى موارد مالية مهمة.

وطالب السلطات في تونس بالسماح لهم بأخذ عينات من مياه الصرف الصحي بمدخل محطات التطهير وعند المعالجة وبعد خروجها في اتجاه الأودية والبحث من أجل اتخاد الإجراءات اللازمة في صورة ثبت وجود فيروس كورونا.

وأكد الأستاذ المساعد بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيات البيئة ببرج السدرية، في حديثه لـ"ألترا تونس"، أن مثل هذه البحوث تحتاج لدعم حكومي من أجل إنجازها.

واعتبر أن أزمة كورونا حركت ملف البحث العلمي داعيًا إلى ضرورة دعمه لأنه أساس كل تقدم وفق قوله.

وختم، في هذا الإطار، أن تونس تضم باحثين أكفاء يرفضون عروض الهجرة المغرية ويودون خدمة وطنهم لكنهم يعجزون كما الحال الآن في الوصول لمسؤول يسمعهم في ظل بيروقراطية تقتل كل تقدم نحو الأفضل، وفق تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بدرجة مشرّف جدًا.. "ألترا تونس" يحاور طالبة نالت الدكتوراه من مركز للحجر الصحي

ناجيان من شبح كورونا يتحدثان لـ"ألترا تونس" عن تجربتهما