22-يناير-2023
ياسين القايدي الأناضول

عصام الشابي: تونس في حاجة قبل الحوار الوطني إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، السبت 21 جانفي/يناير 2023، أنّ "تونس في حاجة قبل الحوار الوطني إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني بين القوى الرافضة للانقلاب، لأنّ الحوار يستدعي مشاركة الجميع، بينما يتطلب المؤتمر التقاء الإرادات الجاهزة للعمل مع بعضها، ولهذا، لا يجب تأخير هذا المؤتمر بدعوى الاتفاق على التفاصيل" وفق تصوّره.

عصام الشابي: القضاء العسكري أصبح أداة بيد سلطة الانقلاب لمحاولة ترذيل وتدجين المعارضين، وأتضامن مع سيف الدين مخلوف ومهدي زقروبة

وعبّر الشابي عن استنكاره وتضامنه الكامل مع كل من سيف الدين مخلوف ومهدي زقروبة وكل من صدرت في حقه أحكام من القضاء العسكري، قائلًا: "يجب إصدار عريضة وطنية على مستوى وطني للتنديد بهذه المظلمة، تستنكر محاكمة المواطنين مرتين أمام القضاء العدلي والعسكري"، معتبرًا أنّ "القضاء العسكري أصبح أداة بيد سلطة الانقلاب لمحاولة ترذيل وتدجين المعارضين" وفق قوله.

وتابع الشابي خلال ندوة بعنوان "المبادرات السياسية وممكنات التوافق الوطني"، التي نظمتها مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، حضرت فيها عديد الشخصيات من بينها العميد الأسبق للمحامين عبد الرزاق الكيلاني، أنّ "الديمقراطية ليست حين يتضامن الإنسان مع من يتفق معه أو يشبهه، بل هي حين يتضامن مع كل من تنتهك حقوقه بقطع النظر عن المواقف والاختلافات" وفق تأكيده.

عصام الشابي: لا يجب اختزال الحوار الوطني في البحث عن تغيير حكومي أو تقديم مقترحات لسلطة الانقلاب، لأنه سيصبح وقتها تمديدًا لمرحلة الانقلاب وحبل نجاة له

وعبّر الشابي عن تخوّفه من تحوّل الحديث الكثير عن الحوار الوطني وضرورته إلى أن يصبح بلا هوية وضوابط وأهداف، معتبرًا أنّ "تعدد المبادرات هو عنوان بارز على عمق الأزمة في تونس، ودليل على أنّ مؤسسات الدولة لم تعد قادرة على احتضان مثل هذا الحوار ولا على المساهمة في حل الأزمة".

وأوضح الشابي أنّ "طبيعة الحوار الوطني تختلف قبل الانقلاب وبعده، فقبل الانقلاب كانت هناك شرعية انتخابية، لكن اليوم يجب أن يكون للحوار أهداف متفق عليها، أولها العودة إلى الديمقراطية التي يجب أن تكون مؤطرة سياسيًا في إطار دستور 2014، مشيرًا إلى أنّه دستور فيه كل مواصفات الدساتير الديمقراطية" وفق تقديره.

كما يجب أن يهدف الحوار أيضًا للبحث عن حل سياسي واقتصادي واجتماعي مع اقتراح حلول، لافتًا إلى أنّ "اختزاله في البحث عن تغيير حكومي أو تقديم مقترحات لسلطة الانقلاب، يخرج عن تصوّري لطبيعة الحوار الضروري لإنقاذ البلاد، بل سيصبح الحوار وقتها تمديدًا لمرحلة الانقلاب وحبل نجاة له، فالقول إن مهمة المبادرات تنتهي بعرضها على سعيّد فيه إضاعة للجهد والوقت" على حد تعبيره.

عصام الشابي: أغلب القوى مازالت غير مقتنعة بهذا الحوار الوطني، وتتبنى الدعوة على مستوى الشعار السياسي وليس التفعيل

ودعا عصام الشابي إلى ضرورة تهيئة المناخ للحوار الوطني بالبحث عن شروط نجاحه، وذلك عبر إعادة الثقة بين الفرقاء السياسيين، التي مازالت مفقودة اليوم، وتحتاج من الجميع إلى أن يوفروا في مقترحاتهم ما يبعث على توجه جديد يشي بالتغيير لدى القوى السياسية، كما لا يجب اعتبار هذا الحوار محطة لفرض الاستسلام على هذا الطرف أو ذاك، فهو ليس إطارًا لتحقيق أهداف سياسية لأي طرف كان، وفق قوله.

وأكّد الشابي على أنّ "أغلب القوى مازالت غير مقتنعة بهذا الحوار، وتتبنى الدعوة على مستوى الشعار السياسي وليس التفعيل"، قائلًا إنّ الأحزاب التونسية مازالت تبحث عن دعوة إما من الرئيس التونسي قيس سعيّد أو من الاتحاد العام التونسي للشغل لالتئام هذا الحوار الوطني، وبالتالي هي مازالت غير قادرة على قطع خطوة التحرّر من الخلافات والحروب البينية التي أعاقت التقاءها، وفقه.