الترا تونس - فريق التحرير
اعتبر الأمين العام السابق للتيار الديمقراطي محمد عبو، الأربعاء 22 سبتمبر/أيلول 2021، أن الرئيس التونسي قيس سعيّد فشل طيلة شهرين في مقاومة الفساد، معقبًا: "أن يفشل في مكافحة الفساد لا يبيح له أن يلتف للتونسيين ويقول لهم إن المشكل لا يكمن في الفساد وإنما في الدستور"، وفق تعبيره.
وأضاف، في مداخلة له على إذاعة "جوهرة أف أم"، أنه "تم فتح الباب لسعيّد لحماية المدينة من الاعتداء الخارجي، فقرر الاستيلاء عليها بنفسه"، موجهًا كلامه للرئيس: "ليس بإمكانك ذلك، وكلما خرجت عن الدستور سنكون خصومًا لك"، على حد قوله.
عبو: النقطة الوحيدة التي كانت تُحسب على الرئيس هي نزاهته، لكن لم يبقَ منها شيء طالما خرق الدستور الذي أدى عليه القسم
وتابع عبو: "النقطة الوحيدة التي كانت تُحسب على الرئيس هي نزاهته، لكن لم يبقَ منها شيء طالما خرق الدستور الذي أدى عليه القسم"، مضيفًا: "ربما كان له الحق في تأويل الفصل 80، لكن ليس له الحق أن يأتي بقواعد من خارج الدستور، فالدستور ليس خرقة حتى يدوس عليه، وهو الوثيقة التي سمحت له أن يكون رئيسًا للجمهورية"، حسب تصريحه.
وأكد محمد عبو أنه ليس من حق الرئيس أن ينتهج مشروعه الشخصي من أجل أن ينقح الدستور، معتبرًا أن "مشروعه ليست له أي قيمة وهو وهمٌ يريد أن يبيعه للتونسيين لـ10 سنوات أخرى"، حسب رأيه.
وأردف: "إن كان الرئيس يظنّ أنه بخروجه عن الدستور يعوّل على المبدئيين الذين وصفهم في خطابه الأخير من سيدي بوزيد بعبارات سيئة، أنبهه إلى أنه ليس أكثر منهم مبدئية"، مشددًا على أنه "في اللحظة التي سيعلن فيها رسميًا اعتماد إجراءات انتقالية سيصبح رئيسًا غير شرعي، وحينها لن يدافع عنه أحد حتى من هم بصدد التصفيق له اليوم، وفق تقديره.
عبو: في اللحظة التي سيعلن فيها رسميًا اعتماد إجراءات انتقالية سيصبح رئيسًا غير شرعي، وحينها لن يدافع عنه أحد حتى من هم بصدد التصفيق له اليوم
واستطرد الأمين العام السابق للتيار موجهًا كلامه لسعيّد: "إما أن تدخل التاريخ من بابه الكبير، أو أن تخرج عن الشرعية بخروجك عن الدستور، وحينها سيطالب الجميع بإسقاطك"، متابعًا: "لم يسبق أن أعطيناه صكًا على بياض، وكنا قد أكدنا أنه إذا خرج سعيّد عن الدستور سننزل إلى الشارع"، وفق قوله.
ويأتي تصريح عبو تفاعلًا مع الخطاب الذي أدلى به الرئيس التونسي قيس سعيّد، من ولاية سيدي بوزيد في ساعة متأخرة من ليل الاثنين 20 سبتمبر/ أيلول 2021، والذي أكد فيه أن التدابير الاستثنائية التي كان قد أقرها في 25 جويلية/ يوليو الماضي ستتواصل، مضيفًا أنه "تم وضع أحكام انتقالية وأن ما ورد في الدستور حول الحريات ستتم المحافظة عليه"، وهو ما فُهم من أساتذة قانون ونشطاء كتعليق للعمل بالدستور التونسي الحالي.
وتابع "سيتم وضع مشروع قانون انتخابي جديد يكون النائب فيه مسؤولاً أمام ناخبيه". وتعليقًا على الدعوات لتعيين حكومة ورئيس لها، تحدث سعيّد "القضية ليست قضية حكومة بل هي قضية منظومة"، وفقه.
اقرأ/ي أيضًا:
عبو: بعد 6 أسابيع على "25 جويلية" الخطوات التي قام بها سعيّد دون المأمول
محمد عبو: أي تمديد في تطبيق الفصل 80 يعدّ خطيرًا داخليًا وخارجيًا