30-يوليو-2020

تمثل الصفحات فرصة لاستعادة ذكريات الدراسة (نبيل/ غاما رافو/جيتي)

 

مع التنامي اليومي لسرديّات الثورة الاتصالية وما تحدثه من تغيّرات عميقة في الأفق الأنطولوجي للمجتمع جعل من السؤال الفلسفي عملًا دؤوبًا همّه طمأنة الكائن البشري الذي يشعر في كل مرّة أن استقراره النفسي والمجتمعي مهددًا رغم ما توهم به تكنولوجيا الاتصال في كل مرة من تجميل للذات الطامحة دومًا للإنهام وعدم المساس بالصيرورة العادية للحياة اليومية، ذهب علم الاجتماع " تقريبًا بمختلف تخصصاته بعيدًا في تعاطيه مع إفرازات الأنترنت وخاصّة ما تمّ التعارف عليه  بـ"شبكات التواصل الاجتماعي". إذ يحاول علم الاجتماع في هذه السنوات الأخيرة المسك بتلابيب جميع مخرجات الأنترنت، والبحث حولها، والتنبيه لخطورتها، وتحديد جملة المفاهيم اللائقة بها في ظل التغيرات اليومية. ويعتبر عالم الاجتماع الإسباني مانويل كاستلز أحد أبرز الخائضين في المسألة عندما تحدث بيقين العالم عن المجتمعات الجديدة أو ما سمّاها بـ"المجتمعات الشبكية" التي يراها متمظهرة على نحو جديد وآخذة في التمددّ الى جانب المجتمعات الكلاسيكية في صيغها القديمة.

يشهد الفضاء الافتراضي في تونس ظاهرة الصفحات الخاصة بقدماء المؤسسات التربوية وتحديدًا قدماء المعاهد الثانوية بما يرافقها من استعادة للذكريات الجميلة منها والأليمة

وفي ظلّ هذه الاعتمالات الفكرية والقيمية غير المحسومة والمتعلقة بكل أشكال التشبيك والحوسبة والتي تعيش على وقعها الإنسانية قاطبة، فإن تونس ليست بمنأى عما يحدث إذ تسجل هذه الأيام شبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها حياة شبكية افتراضية أو سيبيرنية ظاهرة جديدة تتعلّق ببروز صفحات على "فيسبوك" (الشبكة الأكثر استعمالًا في تونس) خاصة بقدماء المؤسسات التربوية، وعلى وجه التحديد صفحات تتعلق بالمعاهد الثانوية من الشمال إلى الجنوب. وقد رافق هذه الصفحات جدلًا كبيرًا فيه تماسّ بين القانوني والحقوقي، ونقاشات حادة تتعلق بالثلب الإلكتروني والمحاكمات الأخلاقية للمربين. إذ اعتبر البعض أن الأجيال السابقة من التلاميذ يحقّ لها في إطار حرية التعبير ذكر الحوادث التي تعرضوا لها والتي تشمل التحرش الجنسي، والتلاعب بالأعداد، والابتزاز، والعنف المادي والرمزي، في حين يرى شق آخر أنه لابدّ من الصفح ونسيان الماضي، والنظر للذكريات الجميلة والطريفة داخل المعهد، وعدم المسّ من قداسة الأستاذ أو المربي بشكل عام.

اقرأ/ي أيضًا: الغش الإلكتروني في الباكالوريا.. تونس إزاء مجتمع "التكييت"

وتعرض مشرفون على هذه الصفحات للتهديد بالعنف والتلويح بالمتابعة القضائية من قبل نشطاء الصفحات لتركهم الحبل على الغارب دون مراقبة لما يحدث داخل أروقة الصفحة. كما اُعتبرت بعض التدوينات شكلًا من أشكال الإهانة للمربي ولرمزية المدرّس مما اضطر البعض للتحول لأروقة القضاء بحثًا عن إنصاف لم يجدوه إلكترونيًا. وقد تعرضت نقابة التعليم الثانوي لهذا الموضوع عبر صفحاتها، وداولت المسألة بين منخرطيها للخروج بتصورات عديدة من أجل حماية منظوريها من هجومات إلكترونية توجه لهم عبر صفحات قدماء المعاهد، حتى أن بعض المكاتب النقابية المحلية والجهوية أصدرت بيانات استنكار لما يتعرض له رجال التربية من مدرسين وغيرهم من هتك لكرامتهم وثلب وذمّ، وفق قولها.

"ألترا تونس" تناول هذا الموضوع وتجول في بعض صفحات قدماء المعاهد الثانوية التونسية واتصل بالمعنيين والمختصين:


"أدمينات" صفحات قدماء المعاهد: نحن مع حرية التعبير وضد الثلب الإلكتروني

تواصلنا، بداية، مع الأستاذ أنيس العبيدي وهو رجل قانون وكاتب ومدون تونسي والذي أوضح أن تجربته مع إدارة الصفحات تعود إلى سنة 2007، وتحديدًا الصفحات ذات الموضوع المحدد التي تهدف الى تجميع الناس حول فكرة أو فترة تاريخية أو زمنية بعينها، وذكر أن أول تجربة له مع إدارة الصفحات كانت مع بعث صفحة أنساب تضم حاملي لقب "العبيدي" في العالم، وهي صفحة ناجحة إلى حد الآن لأنها جعلت الناس يتواصلون فيما بينهم ويستفيدون من بعضهم البعض. وأضاف أنه بعث صفحة لقدماء كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وهي تجربة ناجحة أيضًا، وفق تأكيده، مبينًا أنها سجلت انضمام آلاف الطلبة القدامى ولها أنشطة مهمة إلى حد الآن.

أنشأ أنيس العبيدي صفحة لقدماء المعهد الثانوي بالسرس وأخرى لقدماء كلية الحقوق والعلوم السياسية

 

أما بخصوص تجربته مع صفحة "قدماء المعهد الثانوي بالسرس" من ولاية الكاف، أفاد محدثنا أنه أنشأ هذه الصفحة نهاية عام 2019 بهدف ردّ الاعتبار والاعتراف بفضل المؤسسة التربوية التي درس بها والتي تخرجت منها أجيال من الإطارات ورجال القانون والإعلام والتربية والتعليم والفن. وأكد أن الصفحة سجلت، منذ الأسابيع الأولى، انضمام أربعة ألاف من القدامى الذين شرعوا بتأثيث الصفحة بجميل الذكريات التي تربطهم بالمربين وبالمكان، وكان الحنين هو الطاغي على جميع المنشورات، وتطورت المنشورات إلى طرح أفكار تتعلق بتحسين البنية التحتية بالمعهد ودعم المكتبة وتقديم مساعدات اجتماعية. وبين العبيدي أن الحلم بربط الصلة بين الأجيال ممن مروا بمعهد السرس بدأ في التحقق وهو الهدف الأسمى من بعث الصفحة بتحديد موعد للتلاقي، لكن ما حدث، وفق قوله، أن بعض المنشورات كانت مسيئة للصفحة ومتابعيها وذلك بذكر نعوت وكنيات كان التلاميذ يطلقونها فيما بينهم على أساتذتهم، وأيضًا تحولت الصفحة إلى منبر للأدعية الإلكترونية وبيع مواد التجميل والحلويات والإشهار المجاني لمشاريع وتبادل النكت والتفاهات، وذلك رغم الميثاق الموضوع منذ البداية والذي يؤكد على تجنب ثلب المربين وعدم الخوض في السياسة والمسائل الدينية والإشهار.

وفي هذا الجانب، يؤكد العبيدي، في حديثه لـ"ألترا تونس"، الى أن إدارة مثل هذه الصفحات ليس بالأمر السهل خاصة على مستوى مراقبة الآراء أو تطبيق فكرة ما، معتبرًا أن الأمر قد يحمل توجيهًا ومساسًا بحرية الناس وحقهم في التعبير الذي تضمنه لهم التشريعات والقوانين. وفيما يتعلق بالثلب الإلكتروني، يؤكد رجل القانون أنيس العبيدي أن القانون يجرم الثلب بكل أنواعه لكن يبقى الإثبات رهين الفعل الإجرامي المتمثل في التدوينة أو التعليق الذي يحتوي ثلبًا وأن يكون منشورًا للعموم، موضحًا أن تصوير الشاشة لا يعتبر حجة وإنما بداية حجة على وجود الفعل الإجرامي إذ لا بد من تحرير محضر معاينة من قبل عدل تنفيذ الذي يتعيّن عليه الولوج إلى الموقع وأن يعاين  بنفسه وجود التدوينة أو التعليق الذي يمس من شرف أو كرامة المتضرر. وختم محدثنا بالإشارة إلى الجدل القانوني بفرنسا سنة 2014 بخصوص تدوينات مواقع التواصل الاجتماعي حينما اتخذت محكمة التعقيب الفرنسية قرارًا مرجعيًا يعتبر التصريحات أو الأحاديث الخاصة والتي تحمل أحيانًا لبسًا لغويًا هي من قبيل حديث المقاهي ولا تشكل سببًا للمتابعة، موضحًا أن المسألة أحيانًا رهينة قناعات القاضي.

أنيس العبيدي (مدير صفحات لقدماء المؤسسات التربوية): إدارة مثل هذه الصفحات ليس بالأمر السهل خاصة على مستوى مراقبة الآراء أو تطبيق فكرة ما

التقى "ألترا تونس"، أيضًا، الأستاذ محمد العرقوبي وهو مدير صفحة "قدماء معهد السيجومي"، الذي أوضح، بداية، أن الهدف من تأسيس هذه الصفحة هو التواصل ولقاء الأجيال الذين مروا من المؤسسة التربوية وفرقتهم الحياة، مشيرًا إلى أن الآلاف من "السيجوميين" تواصلوا فيما بينهم بفضل الصفحة، كما انضم العديد من الأساتذة وأبنائهم، ونزلت الصور تباعًا للمربين والأساتذة بشكل خاص، وكانت التعليقات الراقية التي كرست قيمة الاعتراف للمربين والمدرسة بفضلهم وحضرت دموع الفرح والمحبة. لكن حدث في الأثناء أن تدخل أبناء الصفحة بالتذكير ببعض الألم الذي حصل لهم أثناء فترة دراستهم جراء بعض الأساتذة كالتحرش، والعنف الجسدي، والإحالة على مجلس التربية ظلمًا، والحط من الأعداد جراء ضغينة ما أو كثرة الإقصاء، و"هي لعمري مسائل عرضية وحالات تبقى شاذة وتحدث في كل المعاهد لكن الغالب أن المربون هم أصحاب رسالة وصناع عقول وزارعي قيم ولهم منا كل التقدير والاحترام والإجلال"، وفق تعبيره محدثنا.

اقرأ/ي أيضًا: التعليم في خطر: ثقافة "الموازي المدرسي" تهدد المدرسة التونسية

وتحدث العرقوبي، كذلك، عن نقاش حاد اندلع داخل الصفحة وتحوّل إلى خارجها بين مؤيد لحرية التعبير يرى أنه من حق التلاميذ القدامى أن يذكروا ما شاؤوا من الذكريات وأنه لابد من رفع القداسة عن الأستاذ والمربي حتى أن إحدى المنتميات للصفحة طالبت بعدالة انتقالية تربوية، فيما يرى شق آخر يرى أنه لابد من تجاوز ما حصل وضرورة  طي صفحة الماضي والصفح عما فات. وأوضح محدثنا أن نقابة التعليم الثانوي بجهة تونس تدخلت بقوة في الموضوع الذي اُثير داخل أروقة الصفحة وطالبت عبر صفحتها على فيسبوك كل الأساتذة الموجودين داخل صفحة القدماء بالمغادرة، فاتسعت دائرة النقاش دون حسم يذكر لأن المسالة تتعلق أساسًا بحرية التعبير. وأفاد أن النقابة أصدرت لاحقًا بيانًا جرمت فيه الصفحة وطالبت بمقاطعتها وذلك من منطلق حماية منظوريها معلقًا: "أعتقد أن ذلك من حقها، لكن كنت أتوقع أن تذهب النقابة أيضًا إلى رأب الصدع وتقليص حدة التوتر الذي حصل وأن تدعم الجانب الجميل في صفحة القدماء وأن تذهب بها في اتجاه تطويرها لما ينفع ذاكرة المعهد". وختم العرقوبي مدير صفحة "قدماء معهد السيجومي" أن الأزمة التي عرفتها الصفحة قد مرت، مبينًا أنها أوحت بـ"أفكار جميلة سننطلق منها في قادم الأيام لحسن الإدارة ولمد جسور التواصل بين مختلف أجيال المؤسسة بأشكال مختلفة"، مشيرًا أنه من الوارد في مفتتح السنة الدراسية القادمة تقديم طلب للمعهد من أجل تأثيث يوم للحنين.

الأساتذة: نحن مع هذه الصفحات شريطة حمايتها من الانزلاقات

تواصل "ألترا تونس" أيضًا ببعض الأساتذة فكانت آراؤهم متباينة، فأستاذة الفلسفة هويدا بن يوسف قالت إنها مع فكرة إنشاء هذه الصفحات ولا ترى مانعًا في الانخراط فيها، مشيرة إلى أنها انضمّت مؤخرًا إلى صفحة قدماء المعهد الذي تدرّس به ، مؤكدة أن ذلك يحقق أمرين هاميّن وهما التواصل من جديد بين من مروا بالمعهد سواء أكانوا مربين أو تلاميذ وأساسه الذكرى، وأيضًا إعطاء معنى آخر للمدرسة والاعتراف بأدوارها ورسم صورتها على نحو مغاير في زمن ترهل الأشياء الجميلة وسقوط القيم التي تدافع عنها المدرسة.

أستاذة الفلسفة هويدا بن يوسف

 

وأضافت أن هذه الصفحات قد تسهم في كتابة التاريخ الاجتماعي للمعاهد "لأن تاريخ مدارسنا ليس تاريخًا من ورق وأرقام، وإنما هو تاريخ أفراد الذين مرّوا منها ويحق لها التلاقي وهذه الصفحات كانت فرصة ذهبية لا يمكن أن تمنحها الا إرادة الإنسان عبر التكنولوجيا". وفيما يتعلق بالثلب الإلكتروني، حذرت بن يوسف من السقوط في المنزلقات الأخلاقية والقانونية مؤكدة أنه على المشرفين على هذه الصفحات وضع معايير واضحة وصارمة مع تعاملهم باحتراف مع المنشورات وتوجيه دفة صفحاتهم نحو المدرسة فقط. 

هويدا بن سالم (أستاذة فلسفة): تاريخ مدارسنا ليس تاريخًا من ورق وأرقام وإنما هو تاريخ أفراد الذين مرّوا منها وصفحات قدماء المعاهد تعطي معنى آخر للمدرسة

أستاذة اللغة العربية المتقاعدة ربح بن إبراهيم، من جهتها، ترى أن مثل هذه الصفحات أكثر من ضرورية لأنها امتداد للمدرسة ولأهلها، وتربط جسورًا للتواصل وهي تسمح بتبادل الآراء ووجهات النظر حسب مسائل مختلفة ضمن أطر الاحترام ومراعاة حق الاختلاف، كما أنها تسهم في نشر الثقافة والفكر والفن. وأضافت أن هذه الصفحات هي "استمرار لما بدأناه في القسم لكن بروح أخرى، فنحن نتعامل مع تلامذتنا عبر هذه الصفحات بندية وفي نفس الوقت بمسؤولية". وفيما يتعلق  بالنقاشات الحادة التي تصل إلى الخصام الإلكتروني العنيف بين من يرون أنه من حقهم نشر الذكريات السيئة التي حصلت لهم أثناء رحلة الدراسة بالمعهد، وممن يرون في ذلك تقليبًا لجراح ولّت وذهبت بلا عودة ولا فائدة ترجى منها، فإنها ترى أن من حق الجميع التعبير وفي كنف الاحترام، فيما يظل القضاء هو الفيصل لمن يوجه اتهامات باطلة أو يقوم بالذم والسباب.

أكدت أستاذة اللغة العربية المتقاعدة ربح بن إبراهيم أن صفحات قدماء المعهد تربط الجسور بين الأجيال

 

من جهته، سرد أستاذ الرياضيات سهيل بن تاج لـ"ألترا تونس" حادثة وقعت له مع إحدى صفحات قدماء المعهد الذي درّس به بالشمال الغربي التونسي نهاية التسعينيات وغادره الى العاصمة، إذ يقول إن أحد تلامذته الذي درّسه منذ أكثر من عشرين سنة اتهمه عبر الصفحة بأنه كان يعامله معاملة سيئة، وأنه كان يحط من أعداده وتسبب له في الطرد من المعهد، فاندلع نقاش عبر الصفحة بين مؤيد وداحض. وأضاف بن تاج أنه تنقل بسيارته إلى المدينة حيث المعهد، وفاجأ تلميذه السابق بالزيارة الذي أصبح تاجرًا مرموقًا وصاحب مقهى شهير بالمدينة، فجلسا وتحدثا وأوضح له أنه لم يكن يعامله معاملة سيئة وأن العلاقة التربوية كانت لها مقتضياتها. وأوضح الأستاذ أن المبادرة التي قام بها جعلت تلميذه السابق يتراجع عما كتبه بل ونشر صورًا عبر الصفحة جمعهتهما في منزله وبين أبنائه وعائلته و"هكذا أعدت بناء العلاقة من جديد" وفق قوله. وختم بن تاج أن هذه الصفحات هي "حياة افتراضية نلتقي فيها زملائنا وتلامذتنا بعد أن تكون الأيام قد باعدتنا وطوحت بنا في اتجاهات مختلفة، وبالتالي لابد من الحد الأدنى من الدفء عند اللقاء".

اقرأ/ي أيضًا: الخبير محمد بن فاطمة: منظومة التربية منهارة ولا بدّ من منهجية للإصلاح (حوار)

 رشيد القنوني (نقيب الأساتذة بالزهور): مهمتنا هي حماية منظورينا في الواقع وفي الافتراضي

اتصل "ألترا تونس" بالأستاذ رشيد القنوني وهو نقيب الأساتذة بالفرع الجامعي بالزهور من ولاية تونس الذي أكد، منذ البداية، أن نقابة الثانوي تدافع عن منظوريها في الواقع المادي وفي الفضاء الافتراضي أيضًا، معتبرًا ذلك قناعة راسخة لا محيد عنها. واعتبر أن هذه الصفحات الفايسبوكية تعدّ مطلبًا ملحًا في واقع وزمن تراجعت فيه قيمة التعليم وضُربت فيه صورة المربي  وذلك إن توجهت وجهتها الصحيحة والسليمة وحافظت على الأهداف التي من أجلها بعثت وهي إبراز القيمة المعنوية للمؤسسة التربوية وتكريم العاملين فيها.

رشيد القنوني نقيب الأساتذة بالفرع الجامعي بالزهور

 

ويضيف أنه من واجب النقابة التفاعل إيجابيًا مع التقييمات البناءة والتدوينات المضيفة عبر الصفحات والتي تنطوي على عرفان وتكريم واعتراف بفضل المدرسة في بناء العقل وصناعة الإنسان ملاحظًا: "لكن أعتقد أيضًا أنه من واجبنا أن نعبر عن رفضنا لأي مساس بمعنويات منظورينا من قبل نشطاء الصفحات التي تخصصت فيما يشبه المحاكمات لمدرّسيهم على وقائع ماضية، حيث تمادى بعضهم إلى انتهاك معنويات وكرامة المدرسين الى درجة المساس بسلامتهم النفسية وبما يلوح بالمساس بسلامتهم الجسدية".

رشيد القنوني (نقابي): تخصصت صفحات لقدماء المعاهد فيما يشبه محاكمات من تلاميذ لمدرّسيهم على وقائع ماضية

وقال نقيب الأساتذة بالزهور إن "أولئك الذين يطلقون الأحكام جزافًا على مؤسستهم التربوية وعلى مدرسيهم لا يدركون أن الانتهاك الافتراضي من الوارد أن تكون له تبعات وانتهاك في الواقع المادي، وأن التهور عبر صفحات القدماء قد تعبد الطريق نحو التهور في أروقة المؤسسة التربوية". وأشار، في خاتمة حديثه معنا، إلى أن النقابة تدخلت وأصدرت مناشير عديدة عبر صفحتها، كما أصدرت بيانًا رسميًا "من أجل وضع الأمور في نصابها ومن أجل حماية والسلامة المعنوية والجسدية للأساتذة"، وفق قوله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العودة المدرسية: مدارس منهارة.. ووزارة التربية تخيّر الصمت

التربية على الصحة الجنسية.. ماذا سيتعلّم التلميذ التونسي؟