الترا تونس - فريق التحرير
دعا عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، الثلاثاء 11 أفريل/نيسان 2023، حلفاء بلاده الأوروبيين إلى الوقوف بحزم مع الديمقراطية في تونس قبل الموافقة على اتفاق قرض للبلاد مع صندوق النقد الدولي، متهمًا الرئيس التونسي قيس سعيّد "بإلحاق الضرر بالعملية الديمقراطية من خلال إحكام قبضته على السلطة"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.
اعتبر السيناتور الأمريكي أن الدول الأوروبية على الأرجح تسعى إلى “استقرار قصير المدى”، لكنه دعا إلى رؤية طويلة المدى
وطاولت انتقادات السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات مع الشرق الأوسط في مجلس الشيوخ الأمريكي، الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا بسبب استمراره في تقديم المساعدات للقوات المسلحة التونسية، وفقه.
واعتبر مورفي خلال حديثه في معهد السلام الأمريكي أن الدول الأوروبية على الأرجح تسعى إلى “استقرار قصير المدى”، لكنه دعا إلى رؤية طويلة المدى. وأضاف “نعم، يمكن لصندوق النقد الدولي أن يتدخل هنا باتفاق يتضمن شروطًا قليلة من شأنها إصلاح الأمور لأشهر، وربما سنوات”.
سيناتور أمريكي: “نعم، يمكن لصندوق النقد الدولي أن يتدخل في تونس باتفاق يتضمن شروطًا قليلة من شأنها إصلاح الأمور لأشهر، وربما سنوات لكن ستحتاج إلى خطة إنقاذ أخرى بعد بضع سنوات"
وتابع مورفي "لكنك ستعود لتقع مرة أخرى في أزمة (…) وستحتاج إلى خطة إنقاذ أخرى ربما تكون أقل قبولًا لدى المؤسسات المالية الدولية (…) بعد بضع سنوات من الآن".
وأعرب مورفي أيضًا عن معارضته لاقتراح بايدن في الموازنة الإبقاء على مستويات التمويل للقوات المسلحة التونسية التي قال السناتور إنها "وقفت إلى حد كبير مع تحوّل سعيد بعيدًا عن الديمقراطية"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية من كلمته.
وكانت تونس، التي تعاني أزمة مالية حادة وتقول مؤسسات تصنيف ائتماني إنها تهدد بتخلف البلاد عن سداد ديونها، قد توصلت نهاية العام الماضي إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد حول قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، لكنه بقي معلقًا.
كانت تونس قد توصلت نهاية العام الماضي إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد حول قرض بقيمة 1.9 مليار دولار، لكنه بقي معلقًا
أما الرئيس التونسي قيس سعيّد فقد قال، الخميس 6 أفريل/نيسان 2023، ردًا عن سؤال إعلامي حول توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولي من عدمه، "الإملاءات التي تأتي من الخارج وتؤدي لمزيد التفقير مرفوضة.. لابد أن نعوّل على أنفسنا".
وتٌطرح منذ أشهر أسئلة عديدة في تونس بخصوص الموقف الرسمي التونسي من قرض صندوق النقد الدولي خاصة وقد تأخر توقيع الاتفاق النهائي، الذي يشترط الصندوق أن يُمضي عليه الرئيس التونسي لتكون "الإصلاحات" المضمنة داخله ملزمة.
وعكس ما يبدو من نفور من قيس سعيّد، اشتغلت الحكومة التونسية وعلى رأسها نجلاء بودن لأشهر لضمان اتفاق القرض، خاصة في وضع اقتصادي ومالي مترد في تونس وأمام غياب أي تمويلات أجنبية ثنائية إلى حد الآن.
تقود إيطاليا جهودًا لافتة للتوصل إلى اتفاق سريع بين تونس والصندوق خشية تدفق المزيد من المهاجرين إلى شواطئها في حال شهدت الأوضاع الاقتصادية في تونس تراجعاً أكبر
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعددت اللقاءات والاتصالات بين مسؤولين أجانب خاصة من إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة لتباحث ما قالوا إنه دعم تونس للحصول على قرض صندوق النقد الدولي إضافة إلى تمويلات أخرى وقدروا أن الاقتصاد التونسي مهدد بالانهيار وهو ما تلتزم السلطات التونسية الصمت إزاءه.
وتقود إيطاليا جهودًا لافتة للتوصل إلى اتفاق سريع خشية تدفق المزيد من المهاجرين إلى شواطئها في حال شهدت الأوضاع الاقتصادية في تونس تراجعًا أكبر، كما تقول.
