الترا تونس - فريق التحرير
أكد الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، الاثنين 27 مارس/ آذار 2023، أنّ تعليقًا على تصريح سابق للرئيس التونسي قيس سعيّد قال فيه بخصوص الحوار الوطني، إنه ليس حوارًا وليس وطنيًا، أنّ الحوار كان وطنيًا بأتم معنى الكلمة، ونتائجه هي التي غيّرت وجه تونس" وفق تعبيره.
حسين العباسي: كان حوارًا وطنيًا بأتم معنى الكلمة، ونتائجه غيّرت وجه تونس والوطنية ليست صكًا يمنحه سعيّد لمن أراد
وتابع العباسي لدى حضوره بإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، بقوله: "جاء هذا الحوار بانتخابات تشريعية ودستور وانتخابات رئاسية وهيّأت الأرضية لسعيّد كي يستطيع الآن بقانون انتخابي وبدستور وباستقرار حكم موجود أن يكون رئيسًا"، متوجهًا له بالقول: "لولا الحوار الوطني ما كنتَ لتصبح رئيسًا"، مستنكرًا أن تكون مسألة الوطنية "صكًا يمنحه سعيّد لمن أراد"، قائلًا: "يكفي أنّ عالمًا بأسره اعتبر أنّ الحوار الوطني أنقذ الثورة التونسية، والمشكل ربما في الأحزاب وليس في الحوار".
ووصف حسين العباسي الواقع الذي تعيشه البلاد اليوم، بقوله إنّ "تونس تئن وتستغيث وتقول أنقذوني واتركوا الخلافات القائمة بينكم، وأنا بهذا لا أتوجه لقيس سعيّد وحده، بل للجميع، لأنّ الخطاب السياسي غدا كلّه تشنّج وتخوين واحتكار للحقيقة، مع أنّ الحقيقة موزعة لدى الجميع"، وفقه.
حسين العباسي: لا خيار آخر اليوم غير الحوار، وليس بالضرورة أن يكون مشابهًا لحوار 2013
ولم ير العباسي بديلًا آخر عن الحوار، وقال: "لا خيار آخر غير الحوار، وليس بالضرورة أن يكون مشابهًا لحوار 2013، بل بالعكس، تونس بحاجة إلى حوار من نوع آخر، والأمر المستعجل الآن هو حل الأزمة السياسية". وفق تعبيره.
وحول حظوظ مبادرة الإنقاذ التي يجهّزها اتحاد الشغل حاليًا بمعيّة 3 جمعيات أخرى، قال العباسي: "الاتحاد قام في البداية بمبادرة بمفرده وذهب بها إلى سعيّد ووقع الاتفاق على تكوين لجان للنظر بخصوصها، ولم تُبعث هذه اللجان إلى اليوم، ومن الممكن أن تكون هناك أطراف دخلت على الخط وعرقلت هذا التمشّي، لكنّ الاتحاد اليوم يبادر من جديد، مع أنّه لا توجد بوادر على أنّ الرئيس سعيّد سيتفاعل إيجابيًا، وأتوجه له بنداء: تونس أمانة وستُحاسب عليها وحدك لأنك الفاعل الوحيد اليوم" وفق قوله.
حسين العباسي: لا توجد بوادر على أنّ الرئيس سعيّد سيتفاعل إيجابًا مع مبادرة الإنقاذ التي يجهّزها اتحاد الشغل حاليًا بمعيّة 3 جمعيات أخرى
وتحدّث الأمين العام السابق لاتحاد الشغل، عن كتابه الجديد "تونس والفرص المهدورة"، معتبرًا أنّ "الوضع السياسي كان أفضل بكثير من الوضع الحالي المركّب والمعقدّد والذي يحتاج حلولًا"، مؤكدًا أنّ تونس كانت بحاجة إلى حوار وطني وقتها بسبب الفشل المغشوش والتكالب على السلطة، وتعمق الأزمة".
وأبرز النقابي أنّ تعيين الباجي قائد السبسي كرئيس حكومة بعد الثورة، هو فرصة مهدورة لتونس، وخيار خاطئ، قائلًا: "من صنعوا الثورة وجدوا أنفسهم خارجها، وكان من الممكن طرح أسماء جديدة وتطعيمها بالشباب المعروف بنضاله".
وكان أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، قد أكد الثلاثاء 7 مارس/ آذار 2023، خلال كلمة ألقاها على هامش اجتماع المكتب التنفيذي الموسع للاتحاد بالحمامات، أنّ المنظمة مواصلة في المبادرة التي أطلقتها مع 3 جمعيات هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف نور الدين الطبوبي حول هذه المبادرة، أنه سيتم تقديمها إلى السلطة القائمة الممثلة في رئاسة الجمهورية، لإخراج البلاد من هذه المناخات المتوترة، وقال: "المجتمع المدني فكر أنّ من حقه القيام بمبادرة أطلقنا عليها مبادرة الإنقاذ، لكن يبدو أن ذلك في نظر السلطة القائمة يعدّ جريمة، ولهذا نؤكد أننا لا ننافس على السلطة" وفق قوله.
وتعددت في الآونة الأخيرة الشكاوى المقدمة ضد نقابيين في تونس خاصة من مسؤولين مما يعكس توتر العلاقة بين المنظمة الشغيلة الفاعلة في الشأن التونسي ـ الاتحاد العام التونسي للشغل ـ والسلطات التونسية.
