الترا تونس - فريق التحرير
تجمّع عدد من منظوري الاتحاد العام التونسي للشغل، ببطحاء محمد علي الحامي، الأربعاء 1 ماي/أيار 2024، احتفالًا بيوم العمال العالمي وتدشينًا لمقر الاتحاد بعد ترميمه، قبل الانطلاق في مسيرة نحو شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.
نور الدين الطبوبي: المناخ السياسي السّائد طغى عليه التفرّد والتعنّت والإقصاء وتصفية الحسابات والانتهاكات والضغوط
وقد قال أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، "إنّنا غير مرتاحين بالمرّة للمناخ السياسي السّائد بما طغى عليه من تفرّد وتعنّت وإقصاء وتصفية حسابات وانتهاكات وضغوط، وإنّ المواصلة في نهج المرور بقوّة في جميع المجالات بما فيها السياسي لن يفضيَ إلاّ إلى الانسداد والمآزق فضلًا عمّا يمكن أن يخفيه من مفاجآت غير محمودة العواقب" وفق قوله.
وتابع الطبوبي بقوله: "لقد جرّبت تونس كثيرًا من النماذج، ولكنّها تكتشف كلّ مرّة أنّ أسوأها هو النموذج الاستبدادي الذي يضيّع عليها فرص التقدّم ويهدر من تاريخها زمنًا طويلًا من الحرّية والبناء والمشاركة والمواطنة الحقيقية، ولم يعد مسموح لنا أن نستنسخَ تلك النماذج"، مؤكدًا حاجة البلاد أيضًا إلى منوال اقتصادي بديل يقطع مع الحيف والريع والارتجال ويبني منوالًا مندمجًا متنوّعًا عادلًا".
نور الدين الطبوبي: نطالب بقضاء عادل نزيه غير خاضع للتعليمات لا يحاكم الناس على انتماءاتهم ولا على أفكارهم وآرائهم، ونجدّد الدعوة إلى النأي بالقضاء عن التوظيف السياسي
وقال الطبوبي إثر استعراضه للمحاكمات التي طالت النقابيين في النقل والثقافة والصحّة والشؤون الدينية وفي صفاقس وباجة والقصرين ونابل وزغوان وغيرها، إنّما الغاية منه "رفض فضّ النزاعات الشغلية عبر القضايا الكيدية والمحاكمات الجائرة، وليس تهرّبًا من القضاء وتعاليًا عليه، بل حماية للمسؤول النقابي وفق الدستور والاتفاقيات الدولية، حتّى لا يكون العمل النقابي جُرْمًا يطارده فَيُعِيقُهُ عن الدفاع عن الحقوق" وفق تعبيره.
واعتبر الطبوبي أنّ الحديث عن الانتهاكات التي طالت النقابيين "ليس تنكّرًا لما يتعرّض له بعض الصحافيين والمدوّنين وعدد من الناشطين السياسيين من تتبّعات واعتقالات ومحاكمات، فهم أيضًا جديرون بوقوفنا إلى جانبهم دفاعًا على حرية التعبير والصحافة وعلى حقّ التنظّم والتظاهر والاحتجاج السلميين".
نور الدين الطبوبي: سنتصدّى لكلّ من يستغل الحالة الاستثنائية التي تمرّ بها تونس ليمعن في التنكيل بالشعب وبالعمّال عبر إجراءات لا شعبية
وشدّد نور الدين الطبوبي على أنّ مطالبة الاتحاد بقضاء "عادل نزيه غير خاضع للتعليمات لا يحاكم الناس على انتماءاتهم ولا على أفكارهم وآرائهم ويسوّي بينهم أمام القانون"، مجددًا دعوة اتحاد الشغل إلى "النأي بالقضاء عن التوظيف السياسي وإلى ضرورة إصلاح المنظومة القضائية بإشراك مكوّناتها جميعًا بما يضمن حقًّا قضاء عادلًا، ووقف التنكيل بعدد من القضاة وإعلاء القاعدة القانونية المعروفة: (إنّ المتّهم بريء حتّى تُثبَت إدانتُه)".
وخلال كلمته، قال الطبوبي في سياق آخر، إنّ اتحاد الشغل، "سيتصدّى لكلَّ من يستغلّ الحالة الاستثنائية التي تمرّ بها تونس ليمعن في التنكيل بالشعب وبالعمّال عبر إجراءات لا شعبية ألهبت الأسعار وأفرغت السوق من المواد وأثقلت كاهل الأجراء، مباشرين ومتقاعدين، بالضرائب وبشتّى أنواع الخصم وأنهكت العائلات بمزيد الأعباء أمام تردّي خدمات المرفق العمومي ودفعت عموم الشعب إلى تحمّل أعباء ما تفرضه هيمنة الخواص على جزء هام من مرافق التعليم والصحّة والنقل وغيرها، من أسعار ملتهبة وفواتير ثقيلة على حساب المتطلّبات الدنيا للحياة" وفق قوله.
نور الدين الطبوبي: تفقير الشعب وتجويعه هو أمر موحش ليس له مثيل.. ونصيب السلطة القائمة في تعمّق هذه الأزمة هو الأكبر، لكنها مصرّة على تجريم كلّ نقد وعلى مواصلة التفرّد بالرأي والقرار
واعتبر الطبوبي أنّ "تدهور الأوضاع الاجتماعية للعمّال ولعموم الشعب قد بلغ حدًّا غير مسبوق ولم يعُد أحدٌ قادرًا على تحمّله أو تبريره"، لافتًا إلى أنّ "تفقير الشعب وتجويعه هو أمر موحش ليس له مثيل ولا يمكن الصمت عليه ولا تبريره بدعاوي التركة القديمة أو بالأزمات الإقليمية والدولية، لأنّ نصيب السلطة القائمة في تعمّق هذه الأزمة هو الأكبر وعليها أن تتحمّل مسؤوليتها خاصّة أنّها مصرّة على مواصلة عدم الإنصات إلى كلّ مقترح وعلى تجريم كلّ نقد وعلى مواصلة التفرّد بالرأي والقرار" وفقه.
وتخلّلت الوقفة، عدة شعارات مرفوعة، فضلًا عن أخرى تم الهتاف بها، من قبيل: "مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة"، "غزة غزة رمز العزة"، "حريات حريات دولة البوليس وفات".. وغيرها.