23-أغسطس-2023
حزب العمال حمة الهمامي

حزب العمال: ما يجري من عبث في إدارة الدولة هو دليل على الطبيعة الاستبدادية لمنظومة الحكم (حسن مراد/ Eyepix Group)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبر حزب العمال، الثلاثاء 22 أوت/أغسطس 2023، أن الرئيس التونسي قيس سعيّد "يواصل التلاعب بالدولة ووضع اليد على الإدارة التونسية"، حسب تقديره.

وأضاف، في بيان له، أنه في إطار نفس سياسة "الارتجال والتدمير الممنهج للبلاد" أعلن قيس سعيّد ما أسماها حملة لـ"تطهير الإدارة" والتي أخذت شكل حملة التثبّت من الشهادات العلمية للمنتدبين بعد الثورة، فيما اتّجه أنصاره إلى اعتبار الحملة تهدف إلى تصفية "الأعداء السياسيين"، وفقه.

حزب العمال: ما يجري من عبث في إدارة الدولة والشأن العام هو دليل على الطبيعة الاستبدادية لمنظومة الحكم القائمة والحملات على الشهادات العلمية هي لذرّ الرماد على العيون

وتابع الحزب أن ذلك "يتم بالتوازي مع حملة تعيين المعتمدين بعبثٍ غير مسبوق وبعقلية غنائمية تتمّ فيها التسميات وتُلغى بعد ساعاتٍ وتُنشَر حولها كل المعلومات على الشبكة العنكبوتية، وهي تسميات لا تحتكم إلّا إلى منطق الزبونية والولاء وسلطة الكتل ومجموعات الضّغط"، حسب تصوره.

واعتبر حزب العمال في هذا الصدد أنّ "ما يجري من عبث في إدارة الدولة والشأن العام هو دليل على الطبيعة الاستبدادية لمنظومة الحكم القائمة"، مؤكدًا أنّ "الحملات حول الشهادات العلمية للمستخدمين هي لذرّ الرماد على العيون وأن معضلة الإدارة التونسية لا تهم فقط هذا الجانب بل تهمّ القوانين وأساليب العمل وسيطرة جهاز بيروقراطي زبوني عميق لا زال يتحكّم في مفاصل القرار والتّسيير وتتكدّس حوله المصالح ومناطق النفوذ"، على حد تقديره.

حزب العمال: حملة التّعيينات للمعتمدين تقِيم الدّليل على أسلوب الحكم وجوهره وتركزه حول التّمكين الإداري والسياسي للتحكّم في حركة المجتمع ومصير المهازل الانتخابية القادمة

كما قال إنّ "حملة التّعيينات للمعتمدين تقِيم الدّليل على أسلوب الحكم وجوهره وتركزه حول التّمكين الإداري والسياسي للتحكّم في حركة المجتمع ومصير المهازل الانتخابية القادمة"، مؤكدًا أن تلك "طبيعة متواصلة لمنظومة الحكم في كل تاريخها، وهي تعرف اليوم أسوأ مظاهر انحدارها ولا أدلّ على ذلك فراغ عديد المواقع الحيويّة من وزارات وولايات وسفارات وقنصليّات ومواقع إدارية عليا في مختلف المصالح".

وجدد حزب العمال قناعته بأن "اتّجاه قيس سعيّد إلى الشعاراتية الشعبوية المفرغة من أي إجراءات فعلية تُراجِع الخيارات السائدة إنّما يهدف إلى التغطية على حجم العجز والفشل في تحقيق طموحات الشعب الذي تعرف أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية درجة غير مسبوقة في التدهور".

ودعا "كل القوى التقدمية إلى مضاعفة وتوحيد الجهود من أجل تصعيد النضال ضد منظومة الاستبداد الشعبوي الذي يدمّر تونس وشعبها"، وفق ما ورد في نص البيان.

 

 

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد دعا، مساء الجمعة 18 أوت/أغسطس 2023، رئيس الحكومة أحمد الحشاني إلى "الإسراع في إجراء عملية مراجعة دقيقة لكل الانتدابات التي تمت منذ سنة 2011".

وقال الرئيس، وفق ما جاء في بلاغ للرئاسة التونسية، أنّ "هذه المراجعة صارت اليوم أمرًا مستعجلًا خاصة في ظل تعطيل عدد من الإدارات لسياسة الدولة"، على حد قوله.

يشار إلى أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد ما انفكّ يدعو إلى تطهير الإدارة التونسية، في أكثر من مناسبة، وما فتئ يقول إنّ الإدارة "مخترقة" من أشخاص يعمدون إلى تعطيلها، ويقصد بالأساس من تم تعيينهم بعد 2011، دون أن يقدّم تفاصيل واضحة بخصوص ذلك. أكثر تفاصيل عن ذلك تجدونها في المقالين التاليين: 

"تسللوا إليها".. قيس سعيّد والطّهارة الكبرى 

"تطهير الإدارة".. حول بعض مآزق الشعبوية في تونس اليوم