الترا تونس - فريق التحرير
تطرّق الناشط السياسي والوزير السابق فوزي عبد الرحمان، الثلاثاء 8 أوت/ أغسطس 2023، وفق تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، إلى ما أسماه بـ"حزب الإدارة"، وهو الحزب الحاكم في تونس، وفق تأكيده، لافتًا إلى أنّ "قيس سعيّد يقول إن الإدارة هي امتداد للسلطة السياسية وهذا القول يبيّن درجة جهل من نصّب نفسه سلطانًا للبلاد بأبجديات تنظيم الدولة في مرجعية ديمقراطية".
فوزي عبد الرحمان: قول سعيّد إن الإدارة هي امتداد للسلطة السياسية يبيّن درجة جهل من نصّب نفسه سلطانًا للبلاد بأبجديات تنظيم الدولة في مرجعية ديمقراطية
وتابع عبد الرحمان: "من الغريب جدًا أن يقول أستاذ قانون دستوري أمضى كل حياته المهنية في تدريس الدستور مثل هذا القول، فنجلاء بودن حكمت بحزب الإدارة إلا في 3 مواقع (الاقتصاد والداخلية والشؤون الاجتماعية)، اثنان من فريق حملة قيس سعيّد الانتخابية، والكل يقرّ اليوم بالمردود الهزيل لهذه الحكومة وفشل منسقتها العامة التي لم تستطع الارتقاء إلى منصب رئيسة حكومة مما أدى إلى إزاحتها بعد أقل من سنتين من توليها المنصب. وهو ما كان منتظرًا" وفق قوله.
وتساءل الوزير السابق:"هل سينجح أحمد الحشاني في أن يكون رئيس حكومة في منظومة قيس سعيّد؟ الامتحان الأول سيكون في تشكيلة حكومته، إذا تغلب منطق حزب الإدارة (وهو منطق قيس سعيّد) ولم ينفتح على مكونات أطياف المجتمع التونسي بإطاراته وكفاءاته وخبراته فإنه سيسلب نفسه من مقومات النجاح لأن نفس المنهجية تؤدي إلى نفس النتائج".
فوزي عبد الرحمان: حادت الإدارة التونسية عن دورها منذ مدة وأصبحت عقيدتها خدمة السلطة الحاكمة ومراكز النفوذ المسيطرة والموالية للسلطة
وبرّر الناشط السياسي نقده لما أسماه "حزب الإدارة"، بأنه حين يتكلم على الإدارة، فإنه لا يتكلم عن الأشخاص بل عن "العقل الإداري المتغلغل في أعماق الإدارة وعن عقيدتها التي حادت عن العقيدة التي كان من الواجب أن تكون وهي خدمة المواطنين وخدمة النسيج الاقتصادي الوطني" وفق تقديره.
وأضاف عبد الرحمان: "حادت الإدارة عن ذلك منذ مدة وأصبحت عقيدتها خدمة السلطة الحاكمة ومراكز النفوذ المسيطرة والموالية للسلطة".
وشدّد الوزير السابق على أنّ الإدارة التونسية "أضاعت الكثير من كفاءاتها وخبراتها لأنها سُيّست وأصبح الانتماء السياسي عنصرًا هامًا في التعيينات والتسميات وتراجعت قيمة الجدارة والكفاءة. وما لا يدركه الكثيرون أن انعدام الكفاءة يخلق مناخًا يزدهر فيه الفساد، وقلة الجدارة والكفاءة تجعل من الإداريين اليوم مجرد موظفين ليست لهم الجرأة الطبيعية على الإمضاء" وفقه.
فوزي عبد الرحمان: الإدارة انغلقت على نفسها منذ عقود بسياسات عدم الانتداب الظالمة، وانعدام الكفاءة يخلق مناخًا يزدهر فيه الفساد
كما اعتبر فوزي بن عبد الرحمان، أنّ "الإدارة انغلقت على نفسها منذ عقود بسياسات عدم الانتداب الظالمة مما جعلها تتكلس وتفقد قدرتها على كل منهجية تقييمية لعملها والأخطر في كل هذا هو عزلتها عما يجري في العالم من تغييرات في جميع الميادين".
وأوضح الناشط السياسي أنّ "اعتقاد الإدارة اليوم أنها تحكم من غير أي وساطة سياسية يجعلها متغطرسة وظالمة ومستبدة. وهذا الظلم أصبح اليوم الشغل الشاغل لكل المواطنين والمؤسسات التي يرتبط عملها بالإدارة وهي كثيرة جدًا".
وخلص عبد الرحمان إلى أنّ "هذا الإصلاح الذي يأخذه قيس سعيّد من زاوية محدودة جدًا وهي الشهائد المزورة هو من أهم الإصلاحات التي يجب على تونس بلدًا وشعبًا ونخبًا القيام بها. ولن يستطيع أي حاكم بمفرده ذلك فالمسألة عميقة وخطيرة وتهم العقد الاجتماعي وتهم خاصة تركيز أسس تغيير جدي وعقلاني في البلاد في كل المجالات" وفق نص تدوينته.
