14-أغسطس-2023
محمد عبو

محمد عبو: بلغنا ذروة الشعبوية في عهد قيس سعيّد

الترا تونس - فريق التحرير

 

أكد الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي ووزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري سابقًا محمد عبو، الاثنين 14 أوت/ أغسطس 2023، أنّ قيس سعيّد يلعب على مشاعر موجودة داخل المواطنين مثل تطهير الإدارة بفكرة وجود أشخاص يملكون شهائد مدلّسة، والحال أنه يغالط التونسيين حين يصرّح بأرقام لا نملك فعليًا القدرة على حصرها عدديًا، فلا وجود لأرقام حول عدد هؤلاء الموظفين، لأنه لم يفتح تحقيقًا فعليًّا، وفق تأكيده.

محمد عبو: سعيّد يتعامل مع المسؤولين بمنطق "اعملوا ولا تعرقلوني لكن إذا أخطأتم فإن مصيركم السجن والتضحية السياسية بكم ممكنة في كل وقت"

وشدّد محمد عبو في تصريحه لإذاعة "موزاييك أف أم" (محلية)، على أنّ "الإدارة التونسية مرعوبة، وعلى سعيّد أن يتحمّل مسؤوليته ويراسل الوزراء والمسؤولين ليأمرهم بتنفيذ صفقات بعينها لأنه يملك كل الصلاحيات التي تؤهله لذلك، لكن لا يمكن له أن يعتمد مبدأ: اعملوا ولا تعرقلوني لكن إذا أخطأتم فإن مصيركم السجن وأنّ التضحية السياسية بكم ممكنة"، على حد وصفه.

وتابع عبو أنّه كان المطلوب من قيس سعيّد كسر منظومة الفساد فقط والعودة إلى صلاحياته الاعتيادية، لكن تراءى له أن يستحوذ على كل السلط وأن ينقلب أمام الجميع، واليوم تجاوز الجميع مرحلة "البهتة" (الدهشة)، وعدنا لمرحلة الأنانية واللامبالاة وغياب الحس الوطني، وفق تعبيره.

محمد عبو: تعيين أحمد الحشاني خلفًا لنجلاء بودن لن يغيّر شيئًا، فهو قبل بأن يكون مجرد موظف لدى سعيّد، وهو يعي بأنه لا يملك صلاحيات

وقال عبو: "بلغنا ذروة الشعبوية في عهد قيس سعيّد، واستشرت حالة خوف في البلاد من تمظهراتها تفاقم الهجرة غير النظامية، أو إرسال الأبناء للدراسة بالخارج أو مغادرة أرض الوطن لمن يملك فرصة ذلك، وجزء من مشكلة الدولة مرتبط بفكرة غياب دولة القانون والمؤسسات وانتشار الفساد" وفقه.

وتساءل عبو: "ماذا كان دور نجلاء بودن في حكومة كان رئيسها الفعلي هو قيس سعيّد؟ تعيين أحمد الحشاني خلفًا لها لن يغيّر شيئًا، فهو قبل بأن يكون مجرد موظف لدى سعيّد، وهو يعي بأنه لا يملك صلاحيات"، وقال: "ما معنى خبز واحد لكل التونسيين؟ أليست هذه شعبوية؟ هذا يفتح الباب للمطالبة فيما بعد بالسيارة نفسها لكل مواطن مثلًا"، في إشارة إلى أزمة الخبز التي تعرفها تونس خاصة مع أصحاب المخابز العصرية.

وأشار عبو إلى أنّ "تونس بحاجة إلى نظام شرعي غير فاسد، والحلول المقدور عليها لا تصنع شعبية لكنها في مصلحة تونس، لكن هاجس سعيّد الشعبية لذلك سقط في الشعوبية" وفق تقديره.