19-ديسمبر-2022
راشد الغنوشي

حركة النهضة لسعيّد: "الانتخابات المقرفة كانت استفتاء على شخصك وسياساتك الكارثية" (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

اعتبرت حركة النهضة، وفق بيان أصدره عقب إعلان رئيس هيئة الانتخابات في تونس فاروق بوعسكر، السبت 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، عن نسبة المصوّتين في الانتخابات التشريعية، والتي تقدّر بـ 8.8%، أن "مقاطعة أكثر من 90% من المواطنين لهذا المسار العابث تعني سحب الثقة من قيس سعيّد ومنظومته ومشروعه الفوضوي القائم على الحكم الفردي والتسلط"، وفقها.

حركة النهضة: مقاطعة أكثر من 90% من التونسيين لهذا المسار العابث تعني سحب الثقة من سعيّد ومنظومته ومشروعه الفوضوي

وطالبت حركة النهضة قيس سعيّد، "الذي فقد شرعيته منذ انقلابه في جويلية/ يوليو 2021 بالتنحي لفسح المجال أمام البلاد للخروج من النفق الذي أوقعها فيه"، معتبرة أنّ "هذه الانتخابات الصورية فاقدة لأي شرعية، كما لا توجد أي شرعية لما أفرزته، وتدعو إلى وقف هذا المسار العبثي وإلغاء الدور الثاني منه".

وأدانت النهضة "ما صدر عن رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر من "اتهام للانتخابات السابقة التي كان عضوًا في هيئتها، وتشويه لملايين التونسيين بعد اتهامهم بالفساد، وهذه حجة الفاقد لكل حجة والمستميت في تبييض الانقلاب بكل سبيل"، وفق نص بيانها.

وكان بوعسكر قد أرجع أسباب ضعف المشاركة إلى "انعدام المال السياسي الذي كان سببًا في شراء الأصوات سابقًا في الحملات الانتخابية" على حد تعبيره.

حركة النهضة: نطالب سعيّد بالتنحي، وندعو إلى وقف هذا المسار العبثي وإلغاء الدور الثاني من الانتخابات

وجدد الحزب دعوته لكل القوى الحية "المؤمنة بالثورة وأهدافها المدافعة عن الديمقراطية وسيادة الشعب إلى التشاور والتنسيق للتعجيل بالاتفاق على بديل ديمقراطي وفيّ للثورة وأهدافها قادر على التصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد، وفق البيان الممضى من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وشدّد الحزب على أنّ "موقف الشعب التونسي كان حاسمًا في رفض المشاركة في مهزلة الانتخابات لأنها فاقدة لأي شرعية أو رهان أو أفق، فضلًا عن حالة الإحباط واليأس التي يعيشها التونسيون بسبب تدني المقدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وفقدان مواد حيوية وانتشار البطالة".

حركة النهضة: ندين ما صدر عن فاروق بوعسكر من اتهام للانتخابات السابقة التي كان عضوًا في هيئتها، وتشويه لملايين التونسيين بعد اتهامهم بالفساد

واعتبرت النهضة أنّ "قيس سعيّد ومن معه أرادوا استغلال ذكرى اندلاع الثورة التونسية وتوظيفها في مشروع شعبوي مرتد عن أهداف الثورة وقيمها ومكاسبها، فرد عليهم الشعب بما يستحقون وكانت الصفعة مدوية" وفق البيان.

وقد حيّت حركة النهضة الشعب التونسي على ما وصفه بـ"موقفه الحاسم من هذه المهزلة التي صارت محل تندر في الصحافة العالمية"، وقالت: "تحية إكبار للشعب الذكي الذي عبر في الوقت المناسب عن إرادته: كفى سعيّد فمرشحوا برلمانك لا يعرفهم أحد.. الانتخابات المقرفة كانت استفتاء على شخصك وسياساتك الكارثية ونظامك القاعدي الذي لفظه الشعب بأكثر من ‎%‎90".

 

 

وكانت هيئة الانتخابات في تونس قد أعلنت، ليل السبت 17 ديسمبر/كانون الأول 2022، أن عدد الناخبين الذين صوتوا إلى غاية الساعة السادسة مساء (موعد غلق معظم مراكز الاقتراع) بلغ 803.638 ألفًا، أي بنسبة تقدّر بـ 8.8%، وفقه، وهي نسبة ضعيفة جدًا ولم يسبق أن شهدتها انتخابات في تونس إبان ثورة 2011.

وقال بوعسكر: "سيتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات يوم الاثنين، حالما يكون لدى الهيئة كل المعطيات بجميع محاضر التجميع، وهذا النظام الجديد (نظام الانتخاب على الأفراد في دوائر صغيرة) يعطي إمكانية دورة ثانية، إذ من المرتقب أن تكون هناك دورة ثانية في عدد هام من الدوائر خاصة التي تحتوي على 3 مترشحين فأكثر، والتي لم يتمكن فيها المترشحون من الحصول على نصف الأصوات زائد واحد" وفق قوله.

وشدّد بوعسكر على أنّه "بمجرد الإعلان عن نتائج الدور الأول، سندخل في فترة نزاعات محتملة أمام المحكمة الإدارية، لنمر مباشرة إلى المصادقة على رزنامة تتعلق بالدور الثاني وتنظيمها حسب الآجال القانونية"، مذكّرًا بأنّ القانون الانتخابي لا ينص على وجود عتبة (حد أدنى من الأصوات)، فكيف تفاعلت الأحزاب التونسية مع ضعف نسبة المشاركة في انتخابات 17 ديسمبر؟