الترا تونس - فريق التحرير
ثاني عيد فطر على التوالي يحلّ في تونس بينما المعارضون السياسيون الموقوفون فيما يعرف بالقضية الأولى المتعلقة بـ"التآمر على أمن الدولة" يقبعون خلف قضبان السجن، على الرغم من أنه لم يصدر في حقهم أيّ حكم بعد، بل وإنه لم يقع الاستماع إليهم أمام القضاء، وسط انتقادات من هيئة الدفاع التي تصرّ على أنّ القضية فارغة وأنّ التهم الموجهة إلى موكّليها واهية ولا أسانيد قانونية لها، وفق تقديرها.
ثاني عيد فطر على التوالي يحلّ في تونس بينما المعارضون السياسيون الموقوفون فيما يعرف بقضية بـ"التآمر على أمن الدولة" يقبعون خلف قضبان السجن، على الرغم من أنه لم يصدر في حقهم أيّ حكم بعد
-
معارضان موقوفان: حل العيد ونحن نعيش وعائلاتنا ألوان التنكيل والإذلال
وبمناسبة عيد الفطر، وجه المعارضان السياسيان الموقوفان غازي الشواشي ورضا بلحاج رسالة إلى كافة التونسيين لمباركتهم بالعيد.
وجاء في نص الرسالة، التي نشرها إلياس الشواشي نجل غازي الشواشي على صفحته بموقع التواصل فيسبوك: "هو رمضان الثاني الذي مرّ علينا في سجننا، تحت عنوان قضيّة فارغة بلا أركان.. 410 ليلة مرّت علينا في زنزانتنا، ونحن معتقلان على ذمّة تحقيق لم يبدأ حتى ينتهي.. 14 شهرًا مضت ونحن نعيش مع عائلاتنا ورفاقنا ألوان التنكيل والإذلال من نظام عجز عن مقارعتنا بالحجّة فاختار الاستقواء بأجهزته وتلفيق الاتهامات لتكميم أفواهنا، وحتى لا يبقى من صوت يصدح غير صوته وما يردده من هراء وادّعاءات".
غازي الشواشي ورضا بلحاج: 14 شهرًا مضت ونحن نعيش مع عائلاتنا ورفاقنا ألوان التنكيل والإذلال من نظام عجز عن مقارعتنا بالحجّة فاختار الاستقواء بأجهزته وتلفيق الاتهامات لتكميم أفواهنا، وحتى لا يبقى من صوت يصدح غير صوته
وأضاف الشواشي وبلحاج: "أن تتجنّى السلطة على خصومها وتحاول إسكاتهم باستعمال قضاء جعلت منه وظيفة تحت الطلب، فهذا ليس بالأمر الجديد"، معقبان: "لقد سبق أن حاول التّشهير بنا والادّعاء علينا باطلاً عبر أكثر من قضية ففشلت مساعيه، قبل أن تُختلق لنا تهمة التآمر من عدم، فيزجّ بنا مع خيرة المناضلين في السجن".
وتابعا: "أن نجد أنفسنا اليوم نعيش هاته المحنة، فلتكن ضريبة الدفاع عن تونس وضريبة الثبات على الحقّ إلى حين إغلاق قوس الشعبوية والاستبداد الحالي"، مستدركًا القول: "بيد أننا نعاين بأسف تعدّد ضحايا هذا النظام الموغل في تزييف عقول التونسيين وترهيبهم، وأن محاكمات الرّأي والإقصاء الذي يتعرّض له كل صوت حرّ أصبحت شبه يومية، مرّت من السياسيين إلى الصّحفيين والنقابيين والمحامين فالمثقّفين ونخب البلاد، مقابل صمت مخجل لضمائر البلاد الخائفة، أو المتواطئة، حتى صار صوت الغوغاء والمتسلّقين وسقط المتاع هو الأعلى"، حسب ما جاء في نص الرسالة.
غازي الشواشي ورضا بلحاج: "أن نجد أنفسنا اليوم نعيش هاته المحنة، فلتكن ضريبة الدفاع عن تونس وضريبة الثبات على الحقّ.. ومن داخل سجننا نواصل نضالنا وتشبثنا بالعدالة أمام كمّ الخروقات والتجاوزات القانونية في ملفنا"
وأكّدا: "من داخل سجننا نواصل نضالنا وتشبثنا بالعدالة أمام كمّ الخروقات والتجاوزات القانونية في ملفنا سواء كان في الأصل أو في الإجراءات، نشدد حرصنا على أن محكمة التعقيب أصبحت متعهّدة بملف القضيّة ولن نقبل أو نسمح أو نعترف بغير إرجاع الملف فورًا إلى محكمة الاستئناف من قبل قاضي التحقيق المتعهد به ونحمّل المسؤوليّة للوكيل العام بتونس للقيام بواجبه".
ونبّها إلى أن "خطاب التفرقة الذي ينتهجه النظام، بالإضافة إلى الفشل الذريع في إدارة شؤون البلاد ومحاولة التعتيم على ذلك بالإيهام بمؤامرات وبحملات تطهير واهمة وحروب تحرير، صنع تراكمات من الحقد وبلغ معها التشنّج مستويات غير مسبوقة نخشى منزلقاته الخطيرة وما قد تحمله من تهديد لوحدة التونسيين وسلمهم الأهلي"، وفق ما ورد في نص الرسالة.
-
عائلات الموقوفين السياسيين.. "عيد بأي حال عدت يا عيد"
وقد عبّر عدد من أفراد عائلات المعارضين الموقوفين عن أسفهم وحزنهم إزاء تواصل فترة إيقاف ذويهم، خاصة وقد حلّ ثاني عيد فطر لهم في السجن، مجددين المطالبة بإطلاق سراحهم.
قد عبّر عدد من أفراد عائلات المعارضين الموقوفين عن أسفهم وحزنهم إزاء تواصل فترة إيقاف ذويهم، خاصة وقد حلّ ثاني عيد فطر لهم في السجن، مجددين المطالبة بإطلاق سراحهم
وقالت دليلة بن مبارك مصدق، شقيقة الموقوف السياسي جوهر بن مبارك، في تدوينة لها على فيسبوك: "عيدك الثاني في أسرك بالمرناقية وسجانوك يلبسون قناع العفة ويتقبلون التهاني بكل وقاحة فخورون بجبنهم ومذلتهم.. عيدنا الثاني بدونك، دون ضحك، عيد بارد كيوم عادي، لكنه حزين، أكثر حزنًا بقليل من بقية الأسابيع".
وأضافت: "سأكتفي بالتمني أن يكون هذا العيد خيرًا وبركة على كل المناضلين من أجل الحرية والعزة والكرامة، وأن يكون مرًا علقمًا في حلق كل من تسبب في مظلمة كل المساجين السياسيين ومساجين الرأى وحرية التعبير"، خاتمة تدوينتها بالقول: "كل عام وجوهر وكل المعتقلين السياسيين أحرار وأبطالأ وبألف خير".
بدوره، دوّن غازي الشابي، نجل عاصم الشابي على فيسبوك: "ثاني عيد يحلّ ونحن محرومون منك.. ثاني عيد أذهب فيه إلى الجامع لصلاة العيد دونك"، مردفًا: "فكّ الله أسرك لتعود إلينا في أقرب وقت".
كما كتبت فائزة راحم، زوجة عصام الشابي على حسابها بفيسبوك: "لا حال يدوم، رمضان البارحة والعيد اليوم"، معقبة: "سجناء الاستبداد هم وسام شرف على صدورنا، هم فخرنا وعيدنا وفرحنا".
ومن جانبها، استذكرت مريم الجلاصي، ابنة المعارض الموقوف عبد الحميد الجلاصي ذكريات أعياد الفطر السابقة لها مع والدها.
وقالت، في تدوينة لها على فيسبوك، "عيد آخر يحلّ دونك.. اشتقت إليك واشتقت لعاداتنا البسيطة وبرامجنا.. عيدك سعيد".
بدورها، كتبت سارة الشواشي، ابنة السياسي الموقوف غازي الشواشي: "عيد آخر بدونك.. أي طعم للعيد بينما كرسيك فارغ؟ من سيقوم بتزيين طاولة الإفطار ومن سيشغل الراديو ويرقص على أغاني العيد؟ وأي ضحكه ستنير البيت؟ أي عيد لنا دونك؟".
جدير بالذكر أن دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس، قررت الخميس 4 أفريل/نيسان 2024، رفض مطلب الإفراج عن المعارضين الموقوفين فيما يعرف بالقضية الأولى في "التآمر على أمن الدولة"، وفق ما أفاد به مصدر من هيئة الدفاع لـ"الترا تونس".
كانت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس قد رفضت مجدّدًا الخميس 4 أفريل مطلب الإفراج عن المعارضين الموقوفين فيما يعرف بالقضية الأولى في "التآمر على أمن الدولة"
وكانت هيئة الدفاع عن المعارضين الموقوفين في قضية "التآمر على أمن الدولة" قد تقدمت مجددًا بمطلب إفراج عنهم، وقد مرّ على إيقافهم أكثر من سنة وشهر، على الرغم من أنه لم يصدر في حقهم أيّ حكم بعد.
يذكر أنه قد مرّ أكثر من سنة على انطلاق حملة الإيقافات التي طالت معارضين سياسيين في تونس في القضية الأولى فيما يعرف بـ"التآمر على أمن الدولة" التي تمت إثارتها على خلفية لقاءات جمعت المعارضين المعنيين من أجل البحث عن حلول في علاقة بالأزمة السياسية بالبلاد، وفق ما أكدته هيئة الدفاع عنهم في أكثر من مناسبة.
