الترا تونس - فريق التحرير
تواصل دول إفريقيا غرب وجنوب الصحراء ترحيل جاليتها من تونس بشكل طوعي، على خلفية الحملة التي وُصفت بـ"العنصرية" تجاه المهاجرين الأفارقة الجنوب والغرب صحراويين بتونس.
الحكومة الإيفوارية تعلن عن ترحيل 150 من جاليتها بتونس من بينهم 45 امرأة و5 أطفال في قافلة أولى من بين 500 إيفواري بتونس عبروا عن رغبتهم في العودة الطوعية إلى كوت ديفوار
وأعلنت الحكومة الإيفوارية، الأحد 5 مارس/آذار 2023، أنها قامت بترحيل 150 من جاليتها بتونس، من بينهم 45 امرأة و5 أطفال.
وذكرت، في بيان لها مرفق بمقطع فيديو يوثق وصول المرحّلين إلى بلدهم، أن هذه الرحلة تمثل القافلة الأولى من بين 500 إيفواري بتونس عبروا عن رغبتهم في العودة الطوعية إلى كوت ديفوار، مشيرة إلى أن الرحلة الأولى كانت بتاريخ السبت 4 مارس/آذار الجاري.
بدورها، أعلنت الحكومة المالية، السبت 4 مارس/آذار 2023، أنها قامت بترحيل 135 شخصًا من جاليتها بتونس، من بينهم 25 امرأة و13 طفلاً، من أصل 260 شخصًا عبروا عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم.
حكومة مالي تعلن عن ترحيل 135 ماليًا من جاليتها بتونس من بينهم 25 امرأة و13 طفلاً من أصل 260 شخصًا عبروا عن رغبتهم في العودة إلى بلدهم
وذكرت الحكومة، في بيان لها، أن "قائمة العودة الطوعية مفتوحة في سفارتها بتونس ويمكن لجميع الراغبين في العودة التسجيل هناك"، وفق ما جاء في نص البيان.
ومن جهتها، نظمت غينيا ثاني قافلة ترحيل لجاليتها بتونس، وذلك في الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت 3 و4 مارس/آذار الجاري، مشيرة إلى أن الرحلة الثاني ضمت 48 غينيًا اتخذوا قرار العودة إلى ديارهم طوعًا.
الرئاسة الغينية تعلن عن تنظيمها ثاني قافلة ترحيل لجاليتها بتونس ضمت 48 غينيًا اتخذوا قرار العودة إلى ديارهم طوعًا مع العلم أنها سبق أن نظمت قافلة أولى رحّلت فيها 50 غينيًا
وجاء في بيان الرئاسة الغينية، الذي نشرته السبت، أن "هؤلاء الغينيين الذين فروا من الاضطهاد والرفض في تونس استقبلهم رئيسهم بشرف وكرامة"، وفق نص البيان.
وأكدت رئاسة غينيا أنه "من المتوقع وصول الغينيين الآخرين الراغبين في العودة إلى الوطن في الأيام المقبلة"، مشيرة إلى أنها ستعمل على "الإفراج عن الغينيين الذين ما زالوا رهن الاعتقال في أعقاب الاضطرابات الأخيرة في تونس"، حسب البيان ذاته.
وسبق أن قامت غينيا، في 2 مارس/آذار 2023، بترحيل حوالي 50 مهاجرًا من تونس، في رحلة أشرف عليها وزير خارجيتها موريساندا كوياتي، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية الغينية التي أكدت أن "هذه القافلة الأولى من غينيا في انتظار قافلات أخرى، بعد أن تم فتح جسر جوي مباشر بين غينيا وتونس لجميع الغينيين الراغبين في العودة إلى البلاد".
وجاء في بيان الرئاسة الغينية أنه "كان في استقبال المهاجرين الغانيين الذين خيّروا العودة إلى وطنهم، الرئيس الغاني مامادي دومبويا"، مشيرة إلى أنه "حرص على استقبالهم بنفسه ليؤكد لهم شخصيًا أن السلطات الغينية تراقب أوضاعهم عن كثب منذ التصريحات التي صدرت عن أعلى هرم في السلطة في الدولة التونسية".
وعبّر رئيس غينيا، في السياق ذاته، عن تمسكه بالمثل العليا للوحدة الإفريقية والمساعدة المتبادلة بين جميع الشعوب الإفريقية، سواء السود أو البيض"، معربًا عن أمله في أن يفهم جميع قادة القارة هذه الروح من أجل جعل إفريقيا كيانًا واحدًا لا يتجزأ"، معقبًا القول: "هذا الوضع الذي حدث في تونس ليس طبيعيًا ولا مقبولًا في عام 2023"، وفق ذات البيان.
وكانت الرئاسة الغينية قد أعلنت، ليل الثلاثاء 28 فيفري/شباط 2023، أن وزير خارجيتها موريساندا كوياتي حلّ بتونس، رفقة عدد من المسؤولين الغينيين، لـ"إجلاء الغينيين الراغبين في العودة إلى أرض وطنهم"، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية الغينية.
وجاء في نص البيان أن "مواطني إفريقيا جنوب الصحراء بما في ذلك مواطنو غينيا، تعرضوا في تونس خلال الأيام القليلة الماضية لجميع أنواع الانتهاكات، في أعقاب التصريحات التي أدلت بها أعلى السلطات في هذه الدولة المغاربية".
وتأتي هذه التطورات إثر خطاب الرئيس التونسي قيس سعيّد بخصوص المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، ليلة الثلاثاء 21 فيفري/شباط 2023، الذي جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس.
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد قد أدان، الجمعة 24 فيفري/شباط 2023، بشدة ما وصفها بـ"التصريحات الصادمة" للسلطات التونسية ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرًا أنها "تتعارض مع روح ورسالة الاتحاد ومبادئه التأسيسية".
وذكّر رئيس الاتحاد الإفريقي، في بيان، جميع البلدان، ولا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، بأنه "يجب عليهم الإيفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي ومواثيق الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، تحديدًا فيما يتعلق بمعاملة جميع المهاجرين بكرامة، مهما كان المكان الذي جاؤوا منه"، داعيًا إلى "الامتناع عن أي خطاب كراهية ذي طبيعة عنصرية من شأنه إلحاق الأذى بالأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية".