الترا تونس - فريق التحرير
أدان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، الجمعة 24 فيفري/شباط 2023، بشدة ما وصفها بـ"التصريحات الصادمة" للسلطات التونسية ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، معتبرًا أنها "تتعارض مع روح ورسالة الاتحاد ومبادئه التأسيسية".
نائبة رئيس الاتحاد الإفريقي تستدعي المندوب الدائب لتونس لدى الاتحاد للإعراب عن "المخاوف الجدية بشأن شكل ومضمون البيان الذي يستهدف الأفارقة، بغض النظر عن وضعهم القانوني في البلاد"
وجاء في بيان صادر عن الاتحاد الإفريقي أنه "نيابة عن رئيس الاتحاد، قامت نائبة الرئيس مونيك نسانزاباجانوا، ومفوضة الاتحاد الإفريقي للصحة والشؤون الإنسانية والتنمية الاجتماعية، ميناتا سامات، باستقبال المندوب الدائم لتونس المعتمد لدى الاتحاد الإفريقي للإعراب عن مخاوف الاتحاد الجدية بشأن شكل ومضمون البيان الذي يستهدف الأفارقة، بغض النظر عن وضعهم القانوني في البلاد".
وذكّر رئيس الاتحاد الإفريقي جميع جميع البلدان، ولا سيما الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، بأنه "يجب عليهم الإيفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي ومواثيق الاتحاد الإفريقي ذات الصلة، تحديدًا فيما يتعلق بمعاملة جميع المهاجرين بكرامة، مهما كان المكان الذي جاؤوا منه"، داعيًا إلى "الامتناع عن أي خطاب كراهية ذي طبيعة عنصرية من شأنه إلحاق الأذى بالأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية".
رئيس الاتحاد الإفريقي يدعو الدولة التونسية إلى "معاملة جميع المهاجرين بكرامة والامتناع عن أي خطاب كراهية ذي طبيعة عنصرية من شأنه إلحاق الأذى بالأشخاص، وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الأساسية"
وجدد، في ذات الصدد، التزام المفوضية بدعم السلطات التونسية في حل قضايا الهجرة من أجل جعل الهجرة آمنة وكريمة ونظامية، وفق البيان ذاته.
Le Président de la Commission de l'Union Africaine @AUC_MoussaFaki condamne fermement les déclarations raciales sur des compatriotes Africains en #Tunisie.https://t.co/8ONjreqjHd pic.twitter.com/GPHuQChJgx
— African Union (@_AfricanUnion) February 25, 2023
يذكر أن الرئاسة التونسية كانت قد أصدرت بيانًا، مساء الثلاثاء، ذكرت فيه أن قيس سعيّد أشرف على اجتماع لمجلس الأمن القومي خصص "للإجراءات العاجلة التي يجب اتخاذها لمعالجة ظاهرة توافد أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس".
وورد في ذات البيان أن قيس سعيّد أكّد أن "هذا الوضع غير طبيعي"، معتبرًا أن "هناك ترتيب إجرامي تمّ إعداده منذ مطلع هذا القرن لتغيير التركيبة الديمغرافية لتونس وأن هناك جهات تلقت أموالاً طائلة بعد سنة 2011 من أجل توطين المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، وأن هذه الموجات المتعاقبة من الهجرة غير النظامية الهدف غير المعلن منها هو اعتبار تونس دولة إفريقية فقط ولا انتماء لها للأمتين العربية والإسلامية"، وفقه.
وشدّد سعيّد، في ذات البيان، على "ضرورة وضع حد بسرعة لهذه الظاهرة خاصة وأن جحافل المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء لا تزال مستمرة مع ما تؤدي إليه من عنف وجرائم وممارسات غير مقبولة فضلا عن أنها مجرّمة قانونا"، داعيًا إلى "العمل على كل الأصعدة الدبلوماسية والأمنية والعسكرية والتطبيق الصارم للقانون المتعلق بوضعية الأجانب في تونس ولاجتياز الحدود خلسة"، وفق نص البيان.
وقد أثار خطاب الرئيس جدلًا وانتقادات واسعة في تونس، لا سيّما وأنه جاء في سياقٍ تصاعد فيه الخطاب العنصري في صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء في تونس. وأدانت جمعيات ومنظمات حقوقية في تونس خطاب قيس سعيّد الذي اعتبرته "محرضًا على العنصرية"، داعية إياه إلى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها الدولة التونسية في مجال حقوق الإنسان.