25-فبراير-2024
عائلات المعارضين الموقوفين في تونس تنظم تحركًا احتجاجيًا رمزيًا

من بين الشعارات المرفوعة: "الحرية الحرية للمعارضة التونسية"

الترا تونس - فريق التحرير

 

نظمت تنسيقية عائلات المعارضين الموقوفين المضربين عن الطعام، الأحد 25 فيفري/شباط 2024، وقفة رمزية صامتة أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، سبقتها مسيرة انطلقت من ساحة مية الجريبي أمام مقر الحزب الجمهوري.

تنسيقية عائلات المعارضين الموقوفين المضربين عن الطعام نظمت وقفة رمزية صامتة أمام المسرح البلدي بعد مسيرة انطلقت من أمام مقر الحزب الجمهوري

ووقفت هذه العائلات أمام مدرجات المسرح البلدي وهي مكممة الأفواه وقد شُدّت أياديهم إلى بعضها البعض بسلاسل، في إشارة إلى أنّ "أياديهم أيضًا مقيّدة، وأنهم أيضًا متآمرون" وفق تصريحاتهم وشعاراتهم.

ولعلّ أبرز الهتافات والشعارات المرفوعة بعد أن نزع المحتجون الأشرطة الحمراء اللاصقة التي كانت تكمّم أفواههم هي: "حريات حريات لا قضاء التعليمات"، "الحرية الحرية للمعارضة التونسية".. وغيرها.

تأتي المسيرة تتويجًا ليومين من اعتصام عائلات المعارضين الموقوفين بمقر الحزب الجمهوري وعقد حلقات نقاش وتقديم شهادات عن "معاناتهم اليومية منذ إيقافهم"

يشار إلى أنّ هذه العائلات قد دخلت في اعتصام يومي الجمعة والسبت 23 و24 من الشهر الجاري، بمقر الحزب الجمهوري، وتوّج هذا الاعتصام بمسيرة الأحد 25 فيفري/شباط 2024.

 

 

وكانت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين قد انطلقت الجمعة 23 فيفري/شباط 2024 في الاعتصام على الساعة السادسة مساء بتقديم عائلات المعتقلين "لشهادات عن معاناتهم اليومية مع الزيارات للسجن والقفة للمعتقلين طيلة 365 يومًا".

وتواصل الاعتصام السبت 24 فيفري من الشهر نفسه، باستقبال الوفود التضامنية بمقر الاعتصام انطلاقًا من العاشرة صباحًا، ثم تنظيم حلقة نقاش انطلاقًا من الرابعة مساء للاستماع لشهادات المتهمين في نفس قضية المعتقلين المضربين عن الطعام والذين هم في حالة سراح.

 

 

وكانت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين قد أعلنت، الأربعاء 21 فيفري/شباط 2024، أنّ صحة عصام الشابي، المضرب عن الطعام من داخل سجنه، قد تعكرت وأنه فقد الوعي في زنزانته بسبب انخفاض حاد في نسبة السكّر في الدّم، مشيرة إلى أنه تم إسعافه أولًا من قبل المقيمين معه في الغرفة ثم من طرف ممرض السجن ثم من طرف طبيبة السجن.

كما لفتت التنسيقية إلى أنّ "التعب الجسدي أصبح واضحًا على بقيّة المضربين مع فقدان كبير للوزن، لكنّهم أيضًا متمسّكون بمعركتهم رغم محاولات كل من رابطة حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب إقناعهم برفع الإضراب"، وفق ما جاء في نص البلاغ.

يذكر أن  6 معارضين موقوفين في إحدى قضايا ما يعرف بـ"التآمر على أمن الدولة" كانوا قد أعلنوا الدخول بداية من يوم 12 فيفري/شباط 2024 في إضراب عن الطعام من داخل سجنهم، "احتجاجًا على مرور سنة على اعتقالهم بدون أي جريمة وانطلاقًا من رفضهم لاستمرار هذا الوضع الاعتباطي وتمسّكهم بحقوقهم الكاملة وحرّيتهم". والمعنيّون بهذا الإضراب عن الطعام، هم كلّ من: عصام الشابي وجوهر بن مبارك وغازي الشواشي وخيّام التركي وعبد الحميد الجلاصي ورضا بلحاج.


صورة

ولاحقًا، أعلنت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين، بتاريخ 15 فيفري/شباط الجاري، أنّ غازي الشواشي علّق إضرابه عن الطعام بعد إقناعه من طرف طبيبة السجن بذلك، إثر تعرّضه إلى آلام حادّة على مستوى المعدة. كما ذكرت بتاريخ 19 فيفري/شباط أن المعارض رضا بلحاج، بدوره، علق إضرابه عن الطعام لأسباب صحية.

يشار إلى أنه قد مرت سنة كاملة على انطلاق حملة الإيقافات التي طالت معارضين سياسيين في تونس في القضية الأولى فيما يعرف بـ"التآمر على أمن الدولة" التي تمت إثارتها على خلفية لقاءات جمعت المعارضين المعنيين من أجل البحث عن حلول في علاقة بالأزمة السياسية بالبلاد، وفق ما أكدته هيئة الدفاع عنهم في أكثر من مناسبة.

وعلى الرغم من طول الفترة التي قضاها المعارضون خلف قضبان السجن، فإنّه لم يصدر في حقهم أيّ حكم بعد، بل إنه لم يقع الاستماع إليهم أمام القضاء، وسط انتقادات من هيئة الدفاع التي تصرّ على أنّ القضية فارغة وأنّ التهم الموجهة إلى موكّليها واهية ولا أسانيد قانونية لها، وفق تقديرها.