12-أبريل-2023
 بشار الأسد

بعد نحو عقد من قيام تونس بقطع العلاقات مع دمشق احتجاجًا على قمع النظام السوري للمحتجين المعارضين له ولسياساته (صورة أرشيفية/أ.ف.ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

أعلنت تونس والنظام السوري، الأربعاء 12 أفريل/نيسان 2023، أنهما سيعيدان فتح سفارتيهما، بعد نحو عقد من قيام تونس بقطع العلاقات مع دمشق احتجاجًا على قمع النظام السوري للمحتجين المعارضين له ولسياساته.

إعلان إعادة فتح السفارات بعد نحو عقد من قيام تونس بقطع العلاقات مع دمشق احتجاجًا على قمع النظام السوري للمحتجين المعارضين له ولسياساته

وورد في بيان مشترك، الأربعاء، أن النظام السوري تجاوب مع مبادرة للرئيس التونسي قيس سعيّد بتعيين سفير لتونس في دمشق.. وقرر إعادة فتح سفارة له في تونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة".

وأعلنت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري أن وزير خارجيته فيصل المقداد سيزور تونس الاثنين القادم في زيارة تمتد لثلاثة أيام.

 

 

وكان سعيّد قد أعلن، يوم 9 فيفري/شباط 2023، قرار الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق. ويأتي هذا القرار بعد سويعات من بيان للخارجية التونسية تضمن "استعداد تونس لتعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق"، وذلك إبان اتصال هاتفي جمع وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، إثر الزلزال الذي ضرب مناطق سورية.

أٌرسلت إشارات عدة سابقًا تدعم التوجه نحو ترفيع التمثيل الدبلوماسي التونسي بدمشق، لكن الزلزال الذي ضرب مناطق في شمال سوريا وموجة التعاطف والتضامن في الشارع التونسي كانت أساسًا الحجة والتوقيت "المناسب"

وهذا التوجه قد أٌرسلت إشارات عدة تدعمه منذ فترة لكن الزلزال الذي ضرب مناطق في شمال سوريا وموجة التعاطف والتضامن في الشارع التونسي كانت أساسًا الحجة والتوقيت "المناسب"، أما خطوات التقارب بين النظامين فليست جديدة. مزيد التفاصيل عنها في التقرير التالي: تونس ترفع تمثيلها الدبلوماسي في دمشق.. مسار من التقارب بين سعيّد ونظام الأسد.

خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات الرئاسية 2019، التزم المترشح حينها قيس سعيّد الصمت، على الأقل علنيًا، إزاء الموقف من الثورة السورية وقرار قطع العلاقات مع النظام الذي تم اتخاذه من الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي سنة 2012.

إثر ذلك ولأشهر، اكتفى سعيّد بتكرار عبارة "عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى" دون خطوات واضحة نحو النظام السوري، لكن ما بعد 25 جويلية/يوليو 2021، ومع سيطرة الرئيس التونسي على كل السلطات في البلد تقريبًا، تتالت الإشارات والخطوات في اتجاه تقارب النظامين.

عربيًا، لا تبدو خطوة الرئيس التونسي معزولة إذ سبقتها خطوات مماثلة منها مثلًا إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر 2018

عربيًا، لا تبدو خطوة الرئيس التونسي معزولة إذ سبقتها خطوات مماثلة منها مثلًا إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2018 بعد أكثر من 6 سنوات من إغلاقها. وتتداول تقارير عديدة مساعي دول عربية أخرى تعزيز علاقاتها مع نظام الأسد، إضافة إلى إزالة تجميد عضوية النظام في جامعة الدول العربية.

ومع العلم أن تونس أغلقت سفارتها في دمشق في مطلع 2012 في فترة حكم المنصف المرزوقي، وكانت أولى الدول التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، كرد فعل على ممارساته إزاء شعبه. بينما قررت الحكومة التونسية سنة 2015، برئاسة مهدي جمعة، فتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون التونسيين في سوريا، لكن دون إعادة كاملة للعلاقات في أعلى مستوياتها.