17-يونيو-2021

أكد ضرورة تقييم ومراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية للحزب

الترا تونس - فريق التحرير

 

انتقد عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة المكلف بالإعلام خليل البرعومي، الأربعاء 16 جوان/يونيو 2021، ما اعتبره "تحركًا بأريحية مسترابة" لحركة النهضة في ظل "عمق الخلل الذي أصاب الدولة التونسية منذ عقود"، وفق توصيفه.

واعتبر، البرعومي، في تدوينة نشرها على حسابه الخاص على موقع التواصل "فيسبوك"، أن "خطابها فيه الكثير من الغرور والتعالي مما يفرض السؤال عن مدى وعيها برهانات الواقع وتحدياته وبعمق الأزمة السياسية والاجتماعية والفوارق الجديدة المحدثة وعن اغتيال الدولة لأحلام أهم فئة عمرية واجتماعية ومواجهتها بالماتراك والغاز المسيل للدموع عوض استثمارها كمحركات دفع للتغيير والإصلاح والبناء"، وفقه.

البرعومي (المكلف بالإعلام بحركة النهضة): خطاب النهضة فيه الكثير من الغرور والتعالي مما يفرض السؤال عن مدى وعيها برهانات الواقع وتحدياته وبعمق الأزمة السياسية والاجتماعية والفوارق الجديدة المحدثة وعن اغتيال الدولة لأحلام أهم فئة عمرية واجتماعية

ويرى أن الحركة "تُحاصر بين فكي الشعوبية/الفاشية والغضب الشعبي في مقابل تراخي حكومي/ بيروقراطية حكومية، يؤكد عمق الخلل الذي أصاب الدولة التونسية منذ عقود"، حسب تقديره، متسائلًا: "متى يتحرك الحزب الأول بما يليق بمقامه السياسي؟".

ووصف القيادي بالحركة الأزمة الحالية بـ"الخانقة والعابرة لكل المجالات وتكاد تعصف بكل ما تحقق من منجز سياسي طيلة العقد الأخير"، مستطردًا أنه "بالكاد نرى تفاعلًا مؤسساتيًا عميقًا يحيط بكل مسببات الأزمة ويطرح خيارات واضحة كفرضيات للخروج منها وتجاوزها".

وتابع: "بعد أن فوتت كل الطبقة السياسية إمكانية بناء مؤسسات الجمهورية الثانية على أسس قيمية مواطنية تنسجم مع مضامين الثورة (شغل، حرية، كرامة وطنية)، أصبحنا نبحث عن الحد الأدنى من التعاطي السريع والناجع مع حالة انسداد سياسي وعجز اقتصادي وتهميش اجتماعي/شعبي/شبابي".

ويرى المكلف بالإعلام بحزب حركة النهضة أنه "رغم كل الأخطاء السابقة (بعضها لا يغتفر) من قبيل ترشيح حبيب الجملي لتشكيل الحكومة إبان انتخابات 2019، وقبلها ترشيح عبد الفتاح مورو رئيسًا للجمهورية في ربع الساعة الأخير من الساعة الأخيرة دون وضوح في الرؤية وكتعبيرة عن معركة تظيمية داخلية ضيقة، إلا أن الأخطار المحدقة بالمسار الديمقراطي (المتعثر والخاوي من المضامين الاجتماعية) تفرض تحملًا استثنائيًا للمسؤولية التاريخية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه التجربة"، وفق ما جاء في تدوينته.

البرعومي: حركة النهضة أمام امتحان صعب يجب أن تتفاعل معه بما يليق بمقامها كحزب أول وبما يليق بمناضليها ومناضلاتها المحملين بخيباتهم وكفاحهم المتواصل

وأردف: "الشعبوية وراءنا والبيروقراطية أمامنا"، مشيرًا إلى أن "حركة النهضة أمام امتحان صعب يجب أن تتفاعل معه بما يليق بمقامها كحزب أول وبما يليق بمناضليها ومناضلاتها المحملين بخيباتهم وكفاحهم المتواصل"، حسب تعبيره.

وعن الحلول التي يقترحها، أكد ضرورة "إيجاد حل حكومي سريع مهما كانت التوافقات السياسية والوطنية دون الوقوع في شراك مشاريع الردة الشعوبية بالتوازي مع حوار سياسي تشريعي يفضي للإصلاحات الضرورية المستعجلة على مستوى القوانين الانتخابية واستحقاقات الهيئات الدستورية".

كما شدد على ضرورة "تقييم ومراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية للحزب قبل أن يخلص أمره إلى حارس ريعي جديد"، و"تحرير مضامين المؤتمر القادم حتى يكون التنافس على قاعدة الأفكار والبرامج ممثلة في تيارات حركية متنوعة على قاعدة الرؤية الفكرية المحسومة دستوريًا"، على حد تقديره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

البحيري: نسجّل بارتياح الاتجاه الإيجابي لموقف سعيّد من الحوار الوطني

الغنوشي: في تونس الحكومات تتغير برفع الأصابع وليس برفع الأسلحة