09-أغسطس-2021

الهمامي: "من يفهم قواعد الطب يعرف أنّ معالجة الفيروسات لا تتم إلاّ بالقضاء عليها" ( Nicolas Fauqué/ Corbis)

الترا تونس - فريق التحرير

 

انتقد الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي، الاثنين 9 أوت/أغسطس 2021، خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيّد في اعتماده "لغة مستقاة من معجم الفاشيين" من خلال وصفه لخصومه السياسيين في مناسبتين بـ"الفيروسات" و"الميكروبات"، معلقًا: "من يفهم قواعد الطب فإنه يعرف أنّ معالجة الفيروسات والمكروبات لا تتم إلاّ بالقضاء عليها".

وأضاف الهمامي، في تدوينة نشرتها الصفحة الرسمية لحزب العمال على موقع التواصل فيسبوك، أن "من يتابع الهستيريا التي يتصرف بها قسم من أنصار قيس سعيّد وداعميه في الشبكة الاجتماعية من سب وشتم وتخوين وتشهير وتهديد يفهم ما في لغة الطرفين من تناغم خطير ينمّ عن روح شعبوية فاشستية لا يمكن بأيّ شكل من الأشكال التغاضي عنها أو التعامل معها باستخفاف أو غباء"، حسب وصفه.

الهمامي: من الأخطاء الفظيعة في تجارب الشعوب الانجرار وراء حاكم شعبوي وتأليهه والاعتقاد في أنه "المنقذ" أوالاستخفاف به وكانت النتيجة في كل مرة دفع تلك الشعوب فاتورة غالية ولم يكن لينفعها الندم

وتابع: كان بورقيبة يصف معارضيه "بالشرذمة الضالة" أو "الصائدين في الماء العكر" ثم جاء بن علي ليتّهمهم "باللاوطنية" و"العمالة للأجنبي". وبعد الثورة جاءت حركة النهضة لتنهل من معجم آخر هو المعجم "الديني" في التهجم على خصومها ومعارضيها واصفة إياهم "بالكفار" و"أعداء الإسلام"، مضيفًا: "في كل حقبة من هذه الحقب كان يحصل ما يحصل من تكميم أفواه واعتقالات وتعذيب وأعمال قتل وصولًا إلى الاغتيالات السياسية حماية لمصالح الأقلية الرجعية المسيطرة على مجتمعنا والمستأثرة بخيراته وثرواته والمضطهدة لشعبه"، وفق تقديره.

اقرأ/ي أيضًا: حزب العمال: قرارات سعيّد تدشن مسار انقلاب باتجاه إعادة إرساء نظام الحكم الفردي

وتساءل، في هذا الصدد، "بماذا تبشّر استعارة قيس سعيّد كلمات من معجم "الفيرولوجيا" و"المكروبيولوجيا" لوصف خصومه السياسيين وتبرير انقلابه واستيلائه على كل السلطات لإنقاذ منظومة رجعية، تعفنت واهترأت، من ثورة شعبية جديدة تعصف بها بالكامل؟ وهل علينا أن ننتظر ما سيحصل كي نفهم القصد والمغزى ونعي المآلات؟ أَلَم يبشر الرجل منذ مدة بنهاية الأحزاب والانتخابات والمؤسسات التمثيلية مقدمًا تصورًا للحكم يتلخص في "قايد ملهم وشعب قطيع"؟".

وتابع الهمامي: "من الأخطاء الفظيعة في التجارب الوحشية التي عاشتها الشعوب الانجرار وراء حاكم شعبوي وتأليهه والاعتقاد في أنه "المنقذ" أو "الزعيم الملهم" أو الاستخفاف به والاعتقاد الساذج في أنه "ما عندو وين يوصل" وأنه "غير قادر" أو أنه "لن يجرؤ على ارتكاب هذه الفعلة الشنيعة أو تلك" لتحاشي التصدي له مبكرًا"، مستطردًا: "لقد كانت النتيجة في كل مرة دفع تلك الشعوب فاتورة غالية من دمها ولحمها ومقدراتها ولم يكن لينفعها الندم"، حسب رأيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الهمامي: سعيّد يريد إنقاذ منظومة فاسدة لا أن يتجاوزها

الهمامي يدعو القوى الوطنية إلى الالتفاف حول "برنامج حقيقي للدفاع عن تونس"