31-مايو-2021

أكد ضرورة أن يكون التحرك في الخارج فيه انسجام وتوافق وتعاون

الترا تونس - فريق التحرير

 

أفاد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني، الاثنين 31 ماي/آيار 2021، بأن رئاسة الجمهورية سبق أن حاولت تعطيل زيارة للوفد الحكومي إلى دولة قطر، مشيرًا إلى أن ديوان رئاسة الجمهورية تدخل لدى القيادة القطرية وطلب منها عدم التعاون مع الوفد الحكومي، على حد قوله. 

وأضاف الهاروني، في مداخلة له على إذاعة "موزاييك أف أم"، أنه "إثر تدخل رئاسة الجمهورية لتعطيل زيارة الوفد الحكومي أصبحنا في حرج أمام إخوتنا القطريين، فتوجه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في زيارة إلى قطر باعتبار المكانة والاحترام اللذان لديه في هذا البلد، وذلك من أجل إعطاء دفع لهذه الوضعية والدفاع عن سند للوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس"، معتبرًا أن زيارة الغنوشي كانت ناجحة إذ عبر له القطريون عن دعمهم الكبير لتونس، حسب تصريحه. 

الهاروني: يجب ألّا تؤثر الخلافات الداخلية في تونس على علاقاتها الخارجية ونحن لا نقبل أن تتم الإساءة إلى الدول الصديقة لتونس التي وقفت فعلًا إلى جانبها أو الإساءة إلى العلاقة معها

واستدرك القيادي بحركة النهضة، في هذا الإطار، أن دور الغنوشي يأتي في إطار التكامل مع دور مؤسسات الدولة وليس بديلًا عنها، مؤكدًا ضرورة عدم الخلط بين "دور حركة النهضة ورئيسها في الدفاع عن مصالح تونس، وبين العلاقة بين الدولتين الممثلة في الحكومة القطرية والحكومة التونسية، معبرًا عن استبشاره من النتائج التي ستصدر عن زيارة العمل التي يؤديها وفد حكومي في قطر. 

وأكد الهاروني ضرورة ألا تؤثر الخلافات داخل الدولة على العلاقات خارج الدولة وعلى مصالح البلاد العليا، مؤكدًا: "نحن لا نقبل أن تتم الإساءة إلى الدول الصديقة لتونس التي وقفت فعلًا إلى جانبها أو الإساءة إلى العلاقة معها ومن أهمها قطر وتركيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وألمانيا وبريطانيا والجزائر وليبيا".

وأشار إلى أن تدخل الرئاسة مبني على تصور أن السياسة الخارجية هي حكر على قصر قرطاج، وهو أمر خاطئ لأن رئيس الجمهورية يشرف على العلاقات الخارجية للدولة، لكن وزارة الشؤون الخارجية لديها نشاطها وكذلك رئاسة الحكومة والبرلمان الأحزاب والمنظمات والفنانون والرياضيون..، مردفًا: "لسنا في نظام رئاسي فردي حتى يحدد رئيس الجمهورية كل شيء، بل نحن في دولة ديمقراطية ومن الضروري أن تتعامل مؤسساتها مع بعضها البعض في مختلف المسائل". 

الهاروني: تدخل رئاسة الجمهورية مبني على تصور أن السياسة الخارجية هي حكر على قصر قرطاج، وهو تصور خاطئ 

وفي ذات السياق، ذكّر الهاروني بالزيارة التي أداها رئيس الجمهورية إلى ليبيا مصرحًا: "سبق أن توجه رئيس الحكومة في الواحدة بعد الزوال من يوم 16 مارس/آذار الفارط للذهاب إلى ليبيا إلا أن رئيس الجمهورية تدخل ليقوم هو بزيارة إلى ليبيا قبله، وهو دليل على أن هناك خلل".

وتابع القول: "وبالفعل زار الرئيس ليبيا على مدار 3 ساعات ولم نحصّل نتائج تذكر من هذه الزيارة، بل وتسببت في تأخير زيارة رئيس الحكومة إلى ليبيا"، مستطردًا: "وكيف يعقل أن يقضي رئيس الجمهورية 3 ساعات فقط في ليبيا التي لدينا معها مصالح استراتيجية وحيوية، في المقابل يقوم بزيارة بـ3 أيام في مصر بينما لم يزر الجزائر التي تعتبر أولوية كبرى في علاقاتنا الخارجية وفي منطقة المغرب العربي"، وفقه.

كما انتقد رئيس مجلس شورى النهضة تصريح الرئيس سعيّد من فرنسا مؤخرًا الذي نفّر من خلاله المستثمرين بتأكيده أن المناخ في تونس غير مناسب للاستثمار، مؤكدًا أن على رئيس الجمهورية توضيح سياسته الخارجية.

الهاروني يدعو رئيس الجمهورية إلى عرض توجهاته في السياسة الخارجية على البرلمان حتى تُناقش

وفي هذا الإطار، دعا الهاروني رئيس الجمهورية إلى زيارة البرلمان لعرض توجهاته في السياسة الخارجية حتى تُناقش في مجلس النواب الذي يمثل الشعب التونسي وفيه كل الآراء، مشددًا على ضرورة تحديد السياسة الخارجية بتوافق بين مؤسسات الدولة وبإشراف من رئيس الجمهورية، وعلى ضرورة أن يكون التحرك في الخارج فيه انسجام وتوافق وتعاون كي لا يظهر أن هناك جهة تريد التعطيل على جهة أخرى أو تريد احتكار العلاقات، حسب توصيفه. 

يشار إلى أن رئيس الحكومة هشام المشيشي يؤدي "زيارة أخوّة وعمل إلى دولة قطر تستغرق ثلاثة أيام" أعلنت عنها رئاسة الحكومة صباح السبت 29 ماي / آيار 2021، رافقه خلالها وفد وزاري. وقد عبرت قطر خلال هذه الزيارة عن استعدادها لدعم تونس في كافة المجالات، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة

 

اقرأ/ي أيضًا:

قطر تعبر عن استعدادها لدعم تونس في كافة المجالات

في لقائه برئيس وزراء قطر.. المشيشي يدعو لرفع حجم الاستثمارات القطرية في تونس