23-مايو-2023
خبز القصرين

المخابز المصنفة بالولاية يبلغ عددها 114 مخبزة (صورة توضيحية/ فتحي بلعيد/ ا ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تتجدّد مشاهد الطوابير الطويلة للمواطنين أمام المخابز بجميع معتمديات ولاية القصرين، بصفة يومية ومنذ أكثر من أسبوع، في سبيل اقتناء بعض الخبز قبل أن تنفد الكميّة بشكل باكر فتغلق المخابز أبوابها. 

عدد من متساكني القصرين عبّروا عن أنّ أزمة الخبز عامّة وتعود كل مرة بسبب غياب الجدّية في حلها بشكل جذري

هذه المشاهد خلقت حالة من الاستياء في صفوف المواطنين الذين عبّر عدد منهم في تصريحات متطابقة لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية)، عن أنّ "الأزمة عامّة وتعود كل مرة بسبب غياب الجدّية في حلها بشكل جذري"، وفق آرائهم.

واستغرب عدد آخر من المواطنين في المقابل، من وجود طوابير أمام المخابز بسبب نقص في مادّتي السميد (القمح الصلب) والفرينة (القمح الليّن)، فيما تعمل بعض المطاعم ومحلات بيع الحلويات وبيع ما يعرف بـ"الخبز العربي" بالجهة بشكل عادي.

رئيس غرفة المخابز بالقصرين: حوالي 40% من سكان القصرين يعدّون الخبز في المنزل، إلّا أنّ نفاد السميد من السوق يجبرهم على التوجّه إلى المخابز ما يخلق اكتظاظًا

وقد شدّد رئيس الغرفة الجهوية للمخابز بالقصرين، عبد الله الفريضي، على أن هذه الأزمة في طريقها للحل بداية من الثلاثاء 23 ماي/ أيار 2023، بعد أن تم توفير كمية من السميد والفرينة للمخابز المصنفة بالجهة وعددها 114 مخبزة، بالإضافة إلى قرب موعد تسلم أصحاب هذه المخابز لحصصهم من الفرينة المدعمة، وفقه.

وتابع الفريضي، في السياق نفسه، أن ولاية القصرين ذات طابع ريفي وأنّ حوالي 40% من سكانها يعدّون الخبز في المنزل، إلّا أنّ نفاد السميد من السوق يجبرهم على التوجّه إلى المخابز لاقتناء حاجياتهم من الخبز، الأمر الذي يخلق اكتظاظًا أمام المخابز ويتسبّب في نفاد الكميات بسرعة.

رئيس غرفة المخابز بالقصرين: مخابز القصرين قرّرت تنفيذ إضراب عن العمل أيام 5 و6 و7 جوان المقبل في صورة عدم صرف المستحقات المالية لمنظوريها

وطالب النقابي وفق المصدر ذاته، بصرف المستحقات المالية لأصحاب المخابز المصنّفة المتخلّدة بذمّة الدولة لمدة 14 شهرًا والزيادة في الحصة الشهرية للمخابز من المواد الأولية، قائلًا إنّ الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين قرّرت تنفيذ إضراب عن العمل أيام 5 و6 و7 جوان/ يونيو المقبل في صورة لم يتم صرف مستحقات منظوريها المالية.

يشار إلى أن تونس تعيش خلال الأيام الأخيرة على وقع أزمة في توفر مادة الخبز في تونس، لاحت بوادرها مؤخرًا بعد نقص هذه المادة من المخابز بشكل لافت، وفيما يلي، محاولة لفهم لماذا تعرف تونس نقصًا في توفر الخبز؟

تقوم تونس بتوريد أكثر من نصف حاجياتها من الحبوب في السنوات الأخيرة وتعاني صعوبات مؤخرًا في عمليات التوريد بالنظر لتأزم وضعها المالي

يشار إلى أن تونس تقوم بتوريد أكثر من نصف حاجياتها من الحبوب في السنوات الأخيرة وتعاني صعوبات مؤخرًا في عمليات التوريد بالنظر لتأزم وضعها المالي. 

وفي ظل الأزمة المالية التي تعيش على وقعها تونس وتراجع مخزون البلاد من العملة الصعبة، أضحت الدولة في عديد الأحيان عاجزة عن خلاص مزوّديها الأجانب، مما خلق أزمة نقص في بعض المواد الأساسية في الأسواق التونسية في فترات متواترة على غرار الزيت النباتي، الحليب، السكر، الفرينة، الدقيق، المحروقات، وغيرها من المواد التي تُفقد من الأسواق من فترة إلى أخرى.