11-ديسمبر-2020

أكد ضرورة تحقيق أقصى درجات الوحدة الوطنية

الترا تونس - فريق التحرير

 

تطرّق رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، مساء الجمعة 11 ديسمبر/ كانون الأول 2020، إلى الحديث عن الدعوات الأخيرة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد لحل البرلمان وتعليق العمل بالدستور، معتبرًا أنها دعوات لاعقلانية وفوضوية لا معنى لها.

وأضاف الغنوشي، في حوار له على قناة "حنبعل" (خاصة)، أن مثل هذه الدعوات هي شكل من أشكال الهروب من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد والبحث عن مشاكل جديدة، مشددًا على أن مشاكل تونس الحقيقية هي مشاكل اقتصادية بالأساس.

الغنوشي: الدعوات لحل البرلمان هي شكل من أشكال الهروب من المشاكل الحقيقية التي تعاني منها البلاد والبحث عن مشاكل جديدة

وتساءل رئيس مجلس نواب الشعب: "هل يعقل أن نحلّ البرلمان ونعود إلى الحكم الفردي؟"، منوهًا بأن "رئيس الدولة رجل قانون ويدرك جيدًا أنه لا يمكن تفعيل المادة 80 الآن"، وفق تقديره.

وقال، في هذا السياق، إن "المادة 80 تفرض أن يكون البرلمان في حالة انعقاد دائم، وبالتالي فإن التصور بأنه من الممكن حل البرلمان هو من قبيل الوهم، على حد تعبيره.

وبخصوص الدعوات لنشر الجيش في المدن، قال الغنوشي: "لحسن الحظ، لدينا رئيس عاقل وفقيه في القانون الدستوري، ولا ينصت للّغو الذي لا معنى له"، حسب تصريحه.

وأكد رئيس مجلس النواب أنه يدعم كل مبادرات الحوار التي تتجه إلى وضع النقاط على الحروف، والتي تبحث عن حل المشاكل، لا تلك التي تأتي بمشاكل جديدة، مشددًا على أن تونس اليوم لا تشكو من مشكل سياسي وليست في حاجة إلى تغيير النظام.

الغنوشي: المشكل اليوم لا يكمن لا في البرلمان ولا في الحكومة ولا في رئاسة الجمهورية، وإنما المشكل الحقيقي هو وجود منوال تنموي اقتصادي واجتماعي في حاجة إلى التغيير

وأردف، في هذا الصدد، أن النظام شبه البرلماني الراهن لم يحظَ بالوقت الكافي لاختباره كما يجب، وأن حتى مؤسساته لم يُستكمل إرساؤها بعد، واصفًا الدعوات لإسقاطه بـ"العبث"، على حد تعبيره.

ولفت راشد الغنوشي إلى أن "المشكل اليوم لا يكمن لا في البرلمان ولا في الحكومة ولا في رئاسة الجمهورية، وإنما المشكل الحقيقي هو وجود منوال تنموي اقتصادي واجتماعي في حاجة إلى التغيير"، حسب رأيه.

كما اعتبر أن جزءًا كبيرًا من مشاكل تونس لا ينحلّ في تونس، وإنما من خلال علاقاتها الخارجية على غرار الجزائر وليبيا، مؤكدًا أن ليبيا تتجه إلى الأمن والسلم وفيها آفاق كبيرة قد يستفيد منها التونسيون.

وأكد، في هذا السياق، أن الحكومة الليبية الموجودة الآن والنخبة الليبية أصدقاء لتونس ومنفتحون عليها ولا يرون شريكًا لهم أقرب منها".

الغنوشي: تونس في حاجة اليوم إلى أقصى درجات الوحدة الوطنية والتضامن والتعاون بين الجميع

وشدد، فيما يتعلق بالتجاذبات الحاصلة تحت قبة البرلمان مؤخرًا، على ضرورة إعلاء صوت العقل والحكمة ومواجهة المشاكل الحقيقية والابتعاد عن السفاسف والمشاكل المفتعلة"، مؤكدًا ضرورة تركيز الأنظار على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية".

وبخصوص علاقته برئيسيْ الحكومة والجمهورية، أكد رئيس البرلمان أن العلاقة التي تجمع ثلاثتهم هي "علاقة تضامن وتعاون وتشاور"، مستدركًا القول إن "هناك أناسًا يفتعلون المشاكل كأننا تجار حروب لا نعيش سوى بالحروب"، حسب تعبيره.

وختم الغنوشي كلامه بالقول إن "تونس في حاجة اليوم إلى أقصى درجات الوحدة الوطنية والتضامن والتعاون بين الجميع"، موجهًا رسالة إلى كل الفرقاء السياسيين : "اتقوا الله في بلادكم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

الغنوشي: الدعوات لحل البرلمان هي دعوات للفوضى.. والحوار هو الحلّ

الغنوشي يجدد الدعوة لحوار وطني شامل وعاجل عنوانه الأولويات الاجتماعية