10-ديسمبر-2020

أكد أن أجيالًا ضحت واستشهدت من أجل أن يكون لتونس برلمان (فتحي بلعيد/ أ ف ب)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تطرّق رئيس البرلمان ورئيس كتلة حركة النهضة راشد الغنوشي، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى جملة من المسائل التي أثارت جدلًا خلال الأيام القليلة الماضية على غرار الدعوات إلى حل البرلمان، والعنف تحت قبة مجلس نواب الشعب، والحوار الوطني، وغيرها من المواضيع. وقال الغنوشي، خلال ندوة صحفية انعقدت بمقرّ مجلس النواب، إنه برغم الصعوبات والمشاكل التي أثيرت في البرلمان إلا أنه تم النجاح في إنهاء أشغال قانون ميزانية الدولة 2021 والمصادقة عليه برمّته.

وفيما يتعلق بالضجة في علاقة بالمرأة التونسية التي أثيرت مؤخرًا إثر تصريحات النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس، أكد الغنوشي أن حقوق المرأة التونسية كما وردت في الدستور التونسي وفي مجلة الحقوق الشخصية خطّ أحمر لا يمكن المساس به أو الاستنقاص منه، مؤكدًا حرص البرلمان على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل التامة والشاملة، وفق تعبيره.

الغنوشي: استقرار تونس غير مهدد بالشكل المخيف الذي يروج له، وقد واجهت تونس تحديات عديدة ونجحت في الصمود، ووقفت على حافة الهاوية ولم تسقط

وبخصوص موضوع العنف الذي طوّق أشغال الجلسات العامة الأخيرة، شدد رئيس المجلس على أن العنف مرفوض قطعًا، لافتًا إلى أن رئاسة البرلمان بادرت بإدانة هذا الفعل، واستقبلت النائب عن الكتلة الديمقراطية أنور بالشاهد الذي أصيب على مستوى الرأس وتضامنت معه وأصدرت بيان إدانة لهذا الفعل دون مواربة، كما تعهدت بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات وتسليط ما يتطلبه ذلك من عقوبات.

وبشأن علاقة مؤسسة البرلمان بالاتحاد العام التونسي للشغل، نوه راشد الغنوشي بأهمية العلاقة والشراكة التي تجمع المؤسسة التشريعية بالمنظمة الشغيلة، مذكرًا بأهمية دور الاتحاد في مختلف المحطات التي مرت بها البلاد على جل الأصعدة.

وأضاف الغنوشي، في سياق متصل، أن المواقف والآراء لمختلف النواب أو الكتل تحت قبة البرلمان لا تمثل تجسيدًا للمواقف الرسمية للمجلس.

وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي قد صرح، الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2020 لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (رسمية)، بأن الاتحاد قرر مقاطعة كافة جلسات الاستماع بالبرلمان، احتجاجًا على تعرضه المتكرر للاستهداف من طرف بعض النواب المحتمين بالحصانة البرلمانية.

الغنوشي:  الطريق الوحيد لحل الأزمة الراهنة هو الحوار والبحث عن التوافقات، فتونس  لا تُحكم بمنطق الغالب والمغلوب

وأوضح الطبوبي أنه قد طاله "تهجم بمقر البرلمان من طرف كتلة ائتلاف الكرامة"، مشيرًا إلى أن المنظمة الشغيلة كانت قد راسلت مؤخرًا رئيس البرلمان من أجل دعوته إلى إصدار موقف من التهجم الذي يتعرض له اتحاد الشغل، إلا أنها لم تتلق بعد ردًا رسميًا.

وبخصوص التحركات الاحتجاجية التي تشهدها مختلف الجهات مؤخرًا، قال راشد الغنوشي إنه من المعروف في كلّ سنة أن تتكثف التحركات الاجتماعية بالتزامن مع مناقشة مشروع المالية، موجهًا نداءً للشعب بألا ينقاد خلف ما يروج في عدد من وسائل الإعلام حول أن استقرار البلاد مهدد.

وأكد، في هذا الصدد، أن استقرار تونس غير مهدد بالشكل المخيف الذي يروج له، مذكرًا بأن تونس واجهت تحديات عديدة ونجحت في الصمود، ووقفت على حافة الهاوية ولم تسقط"، وفق تقديره.

الغنوشي: هناك أجيال ضحت واستشهدت من أجل أن تكون تونس حرة ويكون لها برلمان

وشدد رئيس المؤسسة التشريعية، في هذا الإطار، على أن الطريق الوحيد لحل الأزمة الراهنة هو الحوار والبحث عن التوافقات، لافتًا إلى أن "هذه البلاد لا تحكم بمنطق الغالب والمغلوب"، حسب تعبيره.

وبخصوص الحوار الوطني، قال إن البرلمان لم يتلقّ بعد المبادرة التي دعا غليه اتحاد الشغل. ولئن عبر عن دعمه لكل مبادرات الحوار، فقد أشار إلى أن البرلمان هو الفضاء الأنسب له. 

وعلّق الغنوشي على الدعوات الأخيرة لحل البرلمان قائلًا إن هذه دعوات للفوضى، مؤكدًا ألّا بديل عن البرلمان. وتابع القول، في هذا السياق، إن أجيالًا ضحت واستشهدت من أجل أن تكون تونس حرة ويكون لها برلمان" وإن "الحرية تستوجب التعود على استعاملها وحسن إدارتها من أجل الحيلولة دون السقوط في كنف الدكتاتورية مجددًا"، على حد تعبيره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دعوات لحلّ البرلمان ونشر الجيش.. سياسيون على الخطّ

هيئة حكماء لإدارة حوار وطني: النص النهائي لمبادرة اتحاد الشغل (وثيقة)