كانت الجدات والأمهات في المجتمعات الشرقية القديمة بما في ذلك تونس، يميّزن بين أكل الرجال وأكل النساء وأكل الشيوخ وأكل الصغار وأكل العريس وأكل المسافر.. فلكل واحد من هؤلاء نظامه الغذائي الخاص به، سواء كان هذا النظام طويل المدى أو قصيره. وكل ذلك يخضع لقواعد تفكير مجتمعي غير واع بالذكورية التي تخيم على الحياة اليومية داخل المجتمع بما في ذلك أنظمة الغذاء.
ومع التغيرات الحضارية التي طرأت على المجتمعات وحملتها إلى مراحل زمنية متجددة، بقيت ملامح التفرقة الغذائية قائمة الذات رغم أن كل طبقات المجتمع تقصد نفس الأسواق والمغازات والمراكز التجارية، إذ تحولت التغذية اليوم إلى عنصر من عناصر التفوّق الطبقي، فنجد طبقات داخل المجتمع الواحد تُبنى أجسادها بناءً سليمًا متينًا لا تزوره الأمراض إلا لمامًا ويعود ذلك إلى أنظمة غذاء واستراتيجيات مدروسة تهم الأكل الطبيعي والمتوازن والقيام بالأنشطة الرياضية والترفيهية، وأجساد أخرى ضمن طبقات أخرى تَبلى وتصيبها الأمراض جرّاء سوء التغذية وعدم الاهتمام بالرياضة.. فتترهل وتفنى سريعًا ومردّ ذلك هو أزمات الفقر والخصاصة وقلة ذات اليد.. فأنظمة التغذية داخل الطبقات المجتمعية تبدو حاسمة في كل شيء.
تبرز ظاهرة الإقبال على المكملات الغذائية أكثر فأكثر مع اقتراب الامتحانات الوطنية، إذ تتوجه أغلب العائلات التونسية تقريبًا إلى هذا الحقل الجديد من أجل مساعدة أبنائهم على النجاح والتفوق
وضمن هذا الإطار المتعلق بالغذاء، نشأت في السنوات الأخيرة داخل المجتمع التونسي ظاهرة سرعان ما تمددت وانتشرت بين الناس، خصوصًا مع نهاية ما يعرّفُه علماء الاجتماع بـ"سنوات الكوفيد"، وهي الإقبال بشراهة على المكملات الغذائية قصد تعزيز المناعة وتقوية بنية الجسد. وبرزت هذه الظاهرة أكثر فأكثر خلال هذه الأيام مع اقتراب الامتحانات الوطنية الكبرى (السيزيام والنوفيام والبكالوريا) وامتحانات طلبة الجامعات.
فقد ذهبت أغلب العائلات التونسية تقريبًا، من الشمال إلى الجنوب، إلى هذا الحقل الجديد وأصبح لديها فهم حول نوعية هذه المكملات الغذائية ومكوناتها والمصانع التي تنتجها وانعكاساتها على الجسد. كل ذلك من أجل مساعدة أبنائهم على النجاح والتفوق. فنجدهم يبحثون عن جودة مكملات بعينها تُعنى بالتركيز وإزالة التعب والتوتر، ويبذلون المال الوفير من أجل ذلك، كما انتشرت بتونس بأغلب المدن والضواحي محلات شبه صيدلانية وهو ما يعرفه التونسيون بـ"البارا فارماسي" تقدم هذه المكملات إلى المواطنين من دون تراخيص طبية.
"الترا تونس" بحث مع المتدخلين في موضوع إقبال التونسيين على المكملات الغذائية بمناسبة الامتحانات فكان النقل التالي:
-
الأولياء: بعد الدروس الخصوصية وجدنا أنفسنا وجهًا لوجه مع المكملات الغذائية
"إيمان" وهي أم لتلميذ بالسنة الرابعة ثانوي بأحد معاهد العاصمة سيُقبل بعد بضعة أسابيع على إجراء مناظرة البكالوريا، تقول إنها تخصص مبلغًا شهريًا قدره 200 دينار تونسي من أجل اقتناء مكملات غذائية من الصيدلية، وهي أربعة أنواع: جزء منها يهم المناعة العامة للجسد وجزء آخر مزيل للتعب ويقوّي تركيز ابنها، وتضيف السيدة "إيمان" التي تشتغل بالقطاع البنكي بأنها قرأت عدة مقالات عبر شبكة الإنترنت حول هذه المواد التي تقدمها لابنها وأكدت أنها مفيدة وأنه طيلة الأشهر التي استعمل فيها ابنها هذه المكملات لاحظت إيجابياتها على البنية الجسدية والذهنية لابنها.
أم لتلميذ بكالوريا لـ"الترا تونس": أخصص مبلغًا شهريًا قدره 200 دينار من أجل اقتناء مكملات غذائية من الصيدلية وهي مفيدة وألاحظ تأثيرها الإيجابي على ابني
أما "شيراز" وهي العاملة بإحدى الإدارات العمومية وزوجها يشتغل بورشة ميكانيك ولديها ثلاثة أبناء أحدهم سيجتاز "السيزيام" (مناظرة ختم التعليم الابتدائي) فقد أكدت لـ"الترا تونس" أن التنافس بين العائلات لم يعد حول المعرفة والعلم والدروس الخصوصية فقط، بل بات يشمل ما سمّته "الحرابش الجديدة" (الأقراص الجديدة)، مشيرة إلى أنها أصبحت تقتنيها باستمرار من أجل الأبناء تمامًا كباقي الجيران والأهل والأصدقاء، أما مع اقتراب الامتحانات فإن "مكملات غذائية" إضافية يتم اقتناؤها خصيصًا منها ما يتعلق بالسلامة الذهنية ومنها ما يتعلق بالشراهة والإقبال على الأكل الطبيعي.
وأوضحت "شيراز" أن زميلتها بالعمل هي التي شجعتها على ذلك دون الرجوع إلى جهة طبية أو صيدلانية. وأكدت أن كلفة الدروس الخصوصية و"المكملات الغذائية" بالنسبة لأبنائها الثلاثة قد تتجاوز الألف دينار تونسي شهريًا وهو أمر مُكلف حسب تقديرها.
أم لتلميذ سيجتاز مناظرة "السيزيام" لـ"الترا تونس": كلفة الدروس الخصوصية والمكملات الغذائية بالنسبة لأبنائي الثلاث قد تتجاوز الألف دينار تونسي شهريًا، وهو أمر مُكلف
"وسام" هو أستاذ جامعي ولديه ابن وحيد يدرس بالسنة أولى بأحد معاهد الدراسات التكنولوجية العليا بالعاصمة، يروي لـ"الترا تونس" بأنه اكتشف مسألة المكملات الغذائية منذ السنة الفارطة عندما كان ابنه بصدد اجتياز البكالوريا حيث تبين لديه أنها مجدية وآتت أكلها، إذ ساعدت ابنه على التوازن خلال فترة الامتحان، خاصة وأنه استشار مختصًا في التغذية بعد جملة من التحاليل الطبية قام بها ابنه.
وأوضح أنه واظب على اقتنائها مع اقتراب الامتحانات ثم توقف ابنه عن استعمالها وعوّضها بالأكل الصحي والرياضة والترفيه. وختم "وسام" تدخله قائلًا إنها "عادات جديدة آخذة في التشكل وهي وجه من وجوه تغير منظومات الغذاء التي تأثرت بالعولمة وبالصدوع المناخية التي أثرت على المنتجات الفلاحية على كوكب الأرض"، لأنه ببحثه عبر شبكة الإنترنت تبيّن له أن أغلب المجتمعات دخلت غمار الصناعات الغذائية الجديدة وما جاورها من مكملات غذائية وفيتامينية، وفقه.
-
الطلبة والتلاميذ: المكملات الغذائية أصبحت أساسية ولا غنى عنها
"مهدي" هو طالب بقسم الإنجليزية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة روى لـ"الترا تونس" بأنه ومذ كان في سنة البكالوريا وعملًا برأي طبيب التغذية، يستعمل شهريًا علبة من المكمل الغذائي الغني بالأوميغا مستخرجة من كبد الحوت الأزرق بمعدل ثلاث حبات في الأسبوع وكبسولة من الفيتامين (د) مرة كل آخر شهر.. هذا فضلًا عن مكملات أخرى متاحة في المنزل لكافة أفراد العائلة.
أستاذ جامعي لـ"الترا تونس": المكملات الغذائية هي من العادات الجديدة الآخذة في التشكل، وهي وجه من وجوه تغير منظومات الغذاء التي تأثرت بالعولمة وبالتغيرات المناخية
وأضاف "مهدي" أن علب المكملات أصبحت أساسية مع فطور الصباح، فهي توضع مع شرائح الخبز والزبادي والحليب. وعن انعكاساتها الصحية بيّن "مهدي" أن لها منافع فائقة على صحة الإنسان والتحاليل التي يقوم بها تثبت ذلك. وعن صدى هذه المكملات في الوسط الطلابي فقد أوضح أن الطبقة الميسورة والمتوسطة هي التي تستعملها أما الفقراء ومحدودي الدخل فليس لديهم أدنى فكرة عن الموضوع.
من جهتها تقول "سناء" وهي طالبة ماجستير بالمدرسة العليا للتجارة بالمركب الجامعي بمنوبة إنّ الطلبة من مختلف الطبقات الاجتماعية يُقبلون على المكملات الغذائية حتى إن بعضهم يعتبر ذلك نوعًا من الوجاهة والرقي والتحضّر ومواكبة لما يحدث من متغيرات في المحيط، وأشارت إلى أنّ محلات إلكترونية تونسية موجودة عبر العديد من المنصات المنتشرة على الإنترنت أصبحت تُسوّق لهذه المكملات والفيتامينات ولاحظت أنّها تعرف إقبالًا كبيرًا، وأكدت أنها هي نفسها تقتني منها طلباتها. أما كلفة المكملات التي تقتنيها فأوضحت محدثتنا أنها لا تتجاوز المائة دينار شهريًا.
أما "سيف" وهو تلميذ البكالوريا بأحد معاهد مدينة منوبة بتونس الكبرى فبيّن أن والده الذي يشتغل بقطاع التعليم هو من يشتري هذه الفيتامينات من الصيدلية وفي أغلبها هي حبيبات بألوان جميلة تساعد على التركيز وتجنب التوتر وتقوية الذاكرة.
طالبة ماجستير لـ"الترا تونس": الطلبة من مختلف الطبقات الاجتماعية يُقبلون على المكملات الغذائية حتى إن بعضهم يعتبر ذلك نوعًا من الوجاهة والرقي والتحضّر
وأضاف أن أغلب زملائه بالمعهد يقتنون هذه المكملات وأحيانًا يتبادلون الأنواع فيما بينهم كما يدل بعضهم البعض على الأنواع ومحلات بيعها مشيرًا إلى أن هناك من زملائه من لا يقدر على شراء المكملات.
كما حدثنا التلميذ "سيف" عن تشجيع بعض الأساتذة لهم من أجل اقتناء هذه المكملات وأصبحوا يعتبرونها جزءًا من عملية الاستعداد للامتحان.
-
محلات البدائل الطبية: أصبحنا نستعد ما قبليًا لفترة الامتحانات
السيدة "منية" وهي صاحبة محل شبه صيدلاني (بارا فارماسي) كائن بمدينة منوبة، أوضحت من جانبها، أن محلها يعمل بمقتضى تراخيص قانونية وملتزم بكراس الشروط الذي وضعته الدولة وهو يخضع للرقابة الدورية والفجئية من قبل وزارة الصحة التونسية، وهو يقدم مستحضرات ومستخرجات طبية وشبه طبية وصيدلانية تدخل ضمن خانة الطب البديل الذي يرتكز على الأعشاب والزيوت المقطرة والحبوب الزراعية وبروتينات الحيوانات. وأضافت أنّ هناك بعض الأطباء يوجهون مرضاهم إلى محلها وخاصة أطباء التغذية من أجل اقتناء بعض المكملات الغذائية أو المراهم الجلدية.
صاحبة محل شبه صيدلاني لـ"الترا تونس": الإقبال على المكملات الغذائية يتضاعف مع اقتراب فترات الامتحانات، وهناك أطباء يوجهون مرضاهم إلى محلي وخاصة أطباء التغذية
وأكدت أن الإقبال يتضاعف مع اقتراب فترات الامتحانات إلى حد أنها أصبحت تستعد إلى هذه الفترات بجلب المزيد من الفيتامينات والمعادن "المكبسلة" مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك.. ومكملات الألياف التي تساعد المعدة على هضم الطعام وتلك المضادة للأكسدة.
وبيّنت محدثتنا وهي مختصة في البدائل الصيدلانية أنها تحاول قدر الإمكان توجيه بعض الأولياء وفهم الوضعيات حتى لا تتأثر صحة أبنائهم لأنه ثمة منهم من يعتقد أن الإكثار من استعمال عدة فيتامينات في الوقت نفسه قد يجعل من ابنه متفوقًا في الدراسة.
-
الطب الغذائي: ظاهرة الإقبال على المكملات الغذائية خلال فترة الامتحانات هو سلوك عشوائي
الدكتور "علي محجوبي" المختص في طب التغذية والذي يشتغل بإحدى الوحدات الصحية العمومية، بيّن منذ البداية أنه لا بدّ من توضيح مفهوم "المكملات الغذائية" وهو التالي: "هي مجموعة واسعة من المنتجات التي لا تنتمي بتاتًا إلى خانة الأدوية، ويتم تناولها عادة لدعم صحة الإنسان وتكملة نظامه الغذائي وليست بديلًا عنه".
الدكتور علي محجوبي (مختص في التغذية) لـ"الترا تونس": المكملات الغذائية هي مجموعة واسعة من المنتجات التي لا تنتمي بتاتًا إلى خانة الأدوية وهي لا تمثل بديلًا للنظام الغذائي للإنسان
ويضيف أنه يُمنع على مصنعي المكملات أن يصفوا منتجاتهم على أنها تشفي من الأمراض بل يشترطون عليهم كتابة عناوين من قبيل أنها تقلّل من مخاطر الإصابات من الأمراض، قائلًا إنّ المكملات الغذائية "لها فوائد عديدة يعرفها الأطباء المختصون دون غيرهم وأن تكاملًا يحصل أحيانًا وفي بعض الحالات بين الطبيب المباشر للحالة وطبيب التغذية وصيدلاني البدائل".
وأشار محدثنا إلى أن حجم الكميات المستعملة من المكملات الغذائية عرف ارتفاعًا كبيرًا في تونس خلال فترات جائحة فيروس كورونا لكنه تضاعف انطلاقًا من سنة 2022 ليدخل بذلك في منظومة الغذاء التونسي.
أما عن ظاهرة الإقبال على المكملات الغذائية من قبل عامة التونسيين مع اقتراب الامتحانات فاعتبرها سلوكًا عشوائيًا من قبل المجتمع وحمّل المسؤولية في ذلك إلى تقصير الدولة في توعية المواطنين عن طريق الإعلام والصفحات الرسمية للمؤسسات المختصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
مختص في التغذية لـ"الترا تونس": المكملات الغذائية لها فوائد عديدة يعرفها الأطباء المختصون دون غيرهم، أما الإقبال عليها مع اقتراب الامتحانات فذلك سلوك عشوائي
وأضاف دكتور التغذية أن الإفراط في تناول المكملات الغذائية قد تكون له انعكاسات سلبية على جسد الإنسان وحذّر من تحوّل هذه الظاهرة إلى فرصة للاتجار بالصحة وطالب بأيام توعوية حول "محاسن ومساويء المكملات الغذائية".
ونصح الدكتور علي محجوبي العائلات التونسية بأن تستشير طبيب العائلة بهذا الخصوص وأن تجنح خلال فترات الامتحانات إلى المكملات التي تعزز وظائف الدماغ المستخرجة من الحيوانات والأعشاب البحرية الطبيعية، وأخرى تساعد على تحسين المزاج والنوم المستخرجة من النسيج النباتي مثل بعض الزهور والورود والرياحين.
-
المختص في علم الاجتماع: الإقبال النهم على المكملات الغذائية هي من الانحرافات التي حصلت الحياة التربوية
الأستاذ سفيان الفراحتي المختص في علم الاجتماع، والباحث بالجامعة التونسية أوضح أن "التونسي يعتبر التعليم هو بوابة كبرى نحو تغيير حياته، لذلك نراه يراهن على المدرسة ويعتبر الأبناء استثمارًا، فنشأت حول هذه السردية التونسية الجميلة تطورات تاريخية، فبعد أن تخلت الدولة عن أجزاء من رعايتها الكلية للتربية والتعليم والذهاب نحو خوصصة بعض المسائل ذات العلاقة، دخل التونسي في متاهات عجيبة من ذلك مثلًا: الدروس الخصوصية والأكلة المدرسية والنقل المدرسي والترفيه والتثقيف"، وفقه.
سفيان الفراحتي (مختص في علم الاجتماع) لـ"الترا تونس": مسألة المكملات الغذائية هي في صميم الانحرافات التي حصلت في منظومة التعليم التونسية
وأضاف المختص في علم الاجتماع أن مسألة المكملات الغذائية هي في صميم الانحرافات التي حصلت في منظومة التعليم التونسية، مشيرًا إلى أنه عندما تغيب إدارة الطب المدرسي والجامعي وتختفي من المشهد يحصل الانحراف وتغيب التوعية.
كما نزّل المختص في علم الاجتماع موضوع الإقبال الشديد على المكملات الغذائية من قبل التونسيين قبيل الامتحانات ضمن سياقات عالمية تتحكم فيها شركات تجارية عابرة للقارات وشركات الإشهار والترويج عبر الإنترنت، وذلك من أجل هيمنة كلية على المجتمعات ومن ثمة عولمتها وتكريس مفهوم الإنسان الواحد وتدمير الخصوصيات الثقافية بما فيها الخصوصيات الغذائية.
مختص في علم الاجتماع لـ"الترا تونس": الإقبال الشديد على المكملات الغذائية من قبل التونسيين قبيل الامتحانات يتنزّل ضمن سياقات عالمية تتحكم فيها شركات تجارية عابرة للقارات وشركات الإشهار والترويج عبر الإنترنت
إن إقبال التونسيين على المكملات الغذائية هو نوع من الموضة الطبية ساهمت فيها الدعاية السيبرانية، وليس غزوها لحقل التربية والتعليم إلا انخراطًا عفويًا غير مدروس في التنافس بين طبقات المجتمع وأيضًا ضمن انشغالات التونسي بتجويد ظروف رهاناته وأهدافه الخاصة إزاء التربية والتعليم. وفي الوقت نفسه، تعتبر هذه السلوكات المجتمعية تدميرًا غير مقصود لأنظمة غذائية كانت موجودة لقرون وأثبتت جدواها ولم تكن لها أية انعكاسات سيئة على صحة الإنسان التونسي.