تفصلنا بضعة أيّام عن موعد انطلاق امتحانات الباكالوريا وتعيش جلّ العائلات التونسيّة حالة طوارئ إذ تحظى شهادة ختم المرحلة الثانوية باهتمام فائق سواء من الأولياء أو التلاميذ.
ولئن تختلف طرق المراجعة من تلميذ لآخر بخصوص الامتحانات إلّا أن الضغط النفسي الذي يعيشه قد يؤثّر سلبيًّا على قدرته على الاستيعاب والتركيز وهذا ما يجعله يتعرّض لصعوبات أثناء اجتياز الامتحان.
"ألترا تونس" كان له لقاء مع الأخصائيّة في الديداكتيك الدكتورة سماح البرادعي والأخصائية في التغذية رحاب الجلاصي لتقديم أهم النصائح التي تساعد التلميذ على التركيز وتحفيز ذاكرته.
- تقسيم الوقت وساعات نوم كافية هي أهم ما يحتاجه التلميذ
تؤكّد الدكتورة سماح البرادعي لـ"ألترا تونس" أنّ للذاكرة دور مهم في التعلّم إذ يقوم الدماغ بخزن المعلومات وتنظيمها في الذاكرة وربط العلاقات بينها وذلك لتيسير استغلالها أو البحث عنها أثناء التذكّر.
وفي هذا الاطار تقدّم أخصائيّة الديداكتيك هذه النصائح للمترشحين:
التلخيص للحفظ يكون على مراحل: بداية يكون التلخيص للاحتفاظ بالمعلومات الهامّة، وفي مرحلة ثانية تنظّم المعلومات في عناصر متكوّنة من جمل قصيرة ويمكن كتابة الكلمة الأولى من الجملة بلون مخالف
- محاولة استبعاد كل المثيرات الحسيّة من المجال البصري للمتعلم، ولمساعدته على التركيز، ينصح بعدم إجلاسه بجانب النافذة
- الجلوس في مكان هادئ بعيدًا عن الضجيج والأصوات العالية
- تقسيم أوقات العمل لفترات زمنية قصيرة تحدّد حسب قدرة المتعلم على التركيز
- التلخيص للحفظ يكون على مراحل: بداية يكون التلخيص للاحتفاظ بالمعلومات الهامّة، وفي مرحلة ثانية تنظّم المعلومات في عناصر متكوّنة من جمل قصيرة ويمكن كتابة الكلمة الأولى من الجملة بلون مخالف
- كتابة المعلومات التي نريد تذكّرها بلون مخالف، مثلاً عند الاستعداد لامتحان في التاريخ، تحفّز الذاكرة إذا كتبنا الأرقام بلون مخالف ولافت للانتباه والأسماء بلون آخر
- مراجعة المعلومات قبل النوم والعودة لمراجعتها صباحًا بعد التمتّع بساعات كافية من النوم بجودة عالية.
محاولة استبعاد كل المثيرات الحسيّة من المجال البصري للمتعلم، ولمساعدته على التركيز، ينصح بعدم إجلاسه بجانب النافذة (Getty)
- الأغذية التي تنشّط الذاكرة وتساعد على تخزين المعلومات
يعاني بعض التلاميذ من تشتت أذهانهم أثناء المراجعة، وبما أنّهم يحتاجون إلى الاحتفاظ بكم كبير من المعلومات لاستحضارها وقت الامتحانات، فإنّهم يحتاجون لنظام غذائي مناسب لتحسين الذاكرة، تقدّمه لهم أخصائيّة التغذية رحاب الجلاصي:
- تعتبر الدهنيات الصحّية من أهم المكونات لتغذية الخلايا العصبية فهي المكون الأساسي للجهاز العصبي وخاصة منها عائلة الأوميغا 3 المتواجدة في السمك الدهني مثل السردينة والتن وفي بذور الكتان ولكن لكي يكون الأوميغا 3 فعّالاً يجب استهلاك كمّيات قليلة من الأوميغا 6 التي نجدها في معظم الدهون النباتية مثل زيت عباد الشمس.
- يحتوي الجوز على الأوميجا 3 و6 بكميات مناسبة مما يجعله مغذّيًا للخلايا العصبية ومساعدًا على التركيز.
- يحتوي البيض على مادة الكولين وهي ضرورية لصناعة بعض النواقل العصبية التي لها دور هام في نقل الرسالة العصبية.
- أثبتت الدراسات العلمية مدى فاعلية مادة الكركم في تحفيز مراكز الذاكرة في الدماغ وحتى في حمايته من أمراض الشيخوخة مثل مرض الزهايمر والباركنسون نظرًا لخاصّياته الفيزيولوجية المتنوعة.
- يستهلك الدماغ حوالي 20 % من الطاقة وهذا ما يفسّر وجود كميات هامّة من الأوعية الدموية فهي المسؤولة على إيصال المغذّيات للخلايا الدماغية ومن بين الأغذية الموسعة للأوعية الدّموية نجد الشمندر أو "البيتراف" الذي يحتوي على مادّة أوكسيد النيتريك التي تجعل تدفّق الدم، بما فيه المغذّيات، أسرع فتصل إلى جميع الأعضاء بما فيها الدماغ
- الاعتماد على السكريات السريعة كمصدر للطاقة خاصّة إذا كان الامتحان في الصباح من أكثر الأخطاء الغذائية الشائعة لأنّ هذه الأغذية هي عبارة على طاقة سريعة الهضم والامتصاص وهذا ما يجعل معدّل السكر ينخفض بسرعة ويؤثّر سلبيًا على التركيز والذاكرة عند الامتحان.
- الإكثار من المنبهات مثل القهوة والسجائر ومشروبات الطاقة من شأنها أن تقلّل من ساعات النوم وأن تقلّل من الرغبة في الأكل وهذا ما يساهم في تقويض الذاكرة والتركيز.
- عندما تكون وجبة الإفطار دسمة أو غنية بالسكريات المركّبة مثل الخبز أو الكسكسي ترتفع نسبة السكر في الدم وبالتالي ترتفع نسبة الأنسولين التي يكمن دورها في تعديل كميات السكر في الدم فقط وفي إفراز مادة السيروتونين المسؤولة عن النعاس بعد الأكل، لذلك يجب أن تكون وجبة الغذاء متوازنة غير دسمة غنية بالخضر وتحتوي على كميات محدودة من السكريات المركّبة تفاديًا لحالة النعاس والإرهاق بعد الأكل، خاصة إذا كان الامتحان بعد الزّوال.
الإكثار من المنبهات مثل القهوة والسجائر ومشروبات الطاقة من شأنها أن تقلّل من ساعات النوم وهذا ما يساهم في تقويض الذاكرة والتركيز (Getty)
