21-فبراير-2022

وقعت الحادثة بإعدادية حليمة الشعبوني بعقارب من ولاية صفاقس

الترا تونس - فريق التحرير



أثارت صورة تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل، بعد أن نشرت وليّة صورة للباس ابنتها على فيسبوك، وقالت إنّه وقع طردها من إعداديتها حليمة الشعبوني بعقارب من ولاية صفاقس باعتبار أنّ لباسها "غير لائق".

والدة التلميذة التي طُردت من معهدها بسبب لباسها: في تونس الطاهر الحداد وفي سنة 2022، يقع طرد ابنتي من إعداديتها وهي الأولى على قسمها بسبب لباسها المغري والمثير وغير اللائق

وكتبت الوليّة على حسابها: "في تونس الطاهر الحداد وفي سنة 2022، يقع طرد ابنتي من إعداديتها وهي الأولى على قسمها بسبب لباسها المغري والمثير وغير اللائق.. بل ويرسلونها لارتداء ملابس وكأني أرسلتها عارية"، وفقها.

وجاء في نص التدوينة: "ليس المهم أن تكون التلميذة مؤدبة وممتازة ومحبوبة من أساتذتها، الأهم أنها يجب أن تكبر وهي مقتنعة بأنها عورة.. تسبّب قيٌم وقيٌمة في إضاعة ساعات دراسة لبنت الـ13 سنة، فضلًا عن فرض علوم.. المدير كان متفهمًا لكن وللأسف قال القيّمون إنّ المظهر من مسؤولياتهم وليس من مسؤوليات المدير" وفق التدوينة.

وقد تفاعلت الكاتبة والأستاذة نهلة عنان مع الأمر فدوّنت بقولها: "أفلسوا من التبشير بما ينفع الناس بعد أن صار كذبهم جهارًا نهارًا.. ولم يبق لهم إلّا الفتنة بمواضيع الغريزة عند من لا عقل له.. هل هذا الذي يحدث سعيًا لطاعة الله ونيل رضاه؟؟؟ أقسم بالله العظيم أنّهم كاذبون. ونحاججهم بكلام الله الذي لا يقرؤونه وإنّما يرددون كالببغاوات ما قيل لهم إنّه من عند الله ما بين كذب على القرآن وتلفيق على رسوله.. ربّنا نشتكي إليك إفساد هؤلاء بدعوى الإصلاح.. فافضح نفاقهم"، وفقها.

ونشر الناشط خليل قنطارة أنه لا يهتم بكون التلميذة "الأولى في الدراسة أو الأخيرة، لأن هذا لا يغير شيء في حقها الكلي أنها قادرة على الدخول بهذا الهندام للقسم لأنه لا شيء يمنع ذلك خصوصًا مع ما ترتديه".

وتابع بقوله: "الطفلة تعيش سنّها كما يجب، وحتى من منطلق الستر فهي أكثر من مستورة.." مستنكرًا أن يقع منعها من إجراء الامتحان، وأن "تُطرد من المدرسة بأبشع الطرق" وفق وصفه.

 

وتباينت ردود فعل المعلّقين والمشاركين لهذا المنشور، إذ عدّت فئة لباس الفتاة "عاديًا، ولا يحتوي على أي شيء يمكن له أن يثير الغرائز" وفق تعليقاتهم، واعتبروا بعض العقليات "متكلسة وصدئة".

وقد اعتبرت فئة أخرى أنّ الوليّ مخطئ لأنه لم يحترم قرار المؤسسة التربوية، وأشاروا إلى ضرورة احترام طبيعة اللباس الخاص بكل مؤسسة، وضربوا في ذلك مثال الوزارات والأسلاك الأمنية، بينما ذهب آخرون إلى اقتراح الحلول، من بينها تخصيص لباس موحّد يُفرض على الجميع، مطالبين بإصلاح المنظومة التربوية عوض الحديث عن أمور تتعلق بالهندام وفق تعليقاتهم.

 

وتعيش المؤسسات التربوية على وقع حوادث توتّر كبر مؤخرًا، بدأ يتّسع صداها لتتحوّل بعض الحوادث إلى قضايا رأي عام، على غرار حادثة طعن تلميذ أستاذه بسكين وساطور، وحادثة رمي تلميذ أستاذه بملابس داخلية نسائية، فضلًا عن حوادث أخرى مازالت غامضة إلى حد اليوم، كحقن تلاميذ بمادة غير معلومة أمام المدارس، في وقت تتصاعد فيه مطالب بضرورة وضع خطة للإصلاح التربوي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السكين والساطور يعوّضان السبّورة والطبشور.. هل مازال للمدرسة حرمة في تونس؟

"مؤسسة المدرسة" في تونس.. من ينقذها؟

التعليم في تونس: منارة يتلاشى نُورها..