08-نوفمبر-2021

الجامعة العامة للتعليم الثانوي دعت إلى إضراب حضوري كامل يوم الثلاثاء 9 نوفمبر الجاري (فيسبوك)

الترا تونس - فريق التحرير

 

تعرّض أستاذ التاريخ والجغرافيا الصحبي بن سلامة، بمعهد ابن رشيق بالزهراء/ مندوبية بن عروس إلى "اعتداء وحشي غير مسبوق بواسطة ساطور وسكين داخل الحرم المدرسي حوّله إلى غرفة الإنعاش في حالة صحيّة حرجة" وفق بيان الجامعة العامة للتعليم الثانوي، التي دعت إلى الدّخول في إضراب احتجاجي حضوري بكافّة المؤسسات التربوية كامل يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

هذا الاعتداء خلق استياءً واسعًا وتنديدًا كبيرًا من طرف روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فأجمعت كلّ الآراء تقريبًا على استنكار هذا الفعل الذي وصفوه بالشنيع.

الجامعة العامة للتعليم الثانوي تنشر تراتيب الإضراب الاحتجاجي المزمع تنفيذه كامل يوم الثلاثاء 9 نوفمبر 2021 بكافة المؤسسات التربوية العمومية

وتنفيذًا للقرار الذي اتخذته الجامعة العامة للتعليم الثانوي والقاضي بتنفيذ إضراب احتجاجي حضوري بكافة المؤسسات التربوية العمومية طيلة يوم الثلاثاء 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، دعت الجامعة إلى التقيّد بالتراتيب التالية:

1. التحاق كافة المدرسات والمدرسين بمؤسساتهم التربوية بما في ذلك الذين يدرسون أثناء الحصة المسائية أو الذين لا يدرسون يومها.

2. الالتحاق بقاعات الأساتذة مباشرة إثر الانتهاء من موكب تحية العمل وتأثيث الاجتماع العام داخلها بنقاشات حول واقع المؤسسة التربوية وظروف العمل بها وتقديم مقترحات وتصورات حول طرق التصدي إلى العنف المسلط على الأسرة التربوية والخطط النضالية المستوجبة.

3. تضمين كافة المقترحات والتصورات والحلول والبدائل صلب لوائح تحيلها النقابات الأساسية إلى فروعها الجهوية التي تحيلها بدورها بعد تجميعها إلى الجامعة العامة للتعليم الثانوي لضبط التصورات المستقبلية والخطط النضالية المناسبة.

4. التحول انطلاقًا من الساعة العاشرة صباحًا إلى المندوبيات الجهويّة للتربية وتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقرّاتها تتواصل على امتداد ساعتين على أقل تقدير.

5. بالنسبة إلى مديرات المؤسسات التربوية ومديريها فإنهم مدعوون إلى الالتحاق بقاعات الأساتذة مباشرة بعد موكب تحية العلم وتنظيم سير العمل بالمعهد وامتناعهم عن مباشرة أي مهمة من مهامهم اليومية عدا التدخل عند حدوث ما يستوجب ذلك من طارئ.

وندّدت وزارة التربية "بهذه الحادثة الخطيرة، وعبّرت عن مطلق تضامنها مع المربّي ضحيّة الاعتداء وكلّ منتسبي الأسرة التربوية، وهي تعمل بكلّ الوسائل القانونية لضمان حقوقه المعنويّة والمادّية، علمًا وأنّ وزير التربية يتابع عن كثب الحالة الصحّية للمربّي الذي تمّ إيواؤه بإحدى المصحات بولاية بن عروس، حيث تحوّل وفدٌ عن الوزارة يرأسه الكاتب العامّ ويضمّ عددًا من المسؤولين المركزيّين والجهويّين قصد متابعة وضعيّته الصحّية والإحاطة بعائلته واتّخاذ كافّة الإجراءات القانونيّة اللاّزمة بالتنسيق مع السّلط والهياكل المعنيّة" حسب نص البيان.

وتساءل المدرّس طارق القلعي من جانبه: "ألن تستقيلوا؟ وهذا ذبيح في حرم قاعة الدرس ألم تفهم النخبة المسؤولة أنهم أضاعوا المقود؟ ألم يفهم خبراء التربية أن ملتقياتهم في النزل تعنيهم هم وحدهم وهذه هي مخرجاتها؟ ألم يفهم القابعون في مكاتب وزارة التربية من منظرين وقانونيين وأخصائيين نفسيين وبيداغوجيين أن عليهم إطلاق صرخة فزع ووضع استقالتهم الجماعية؟ هل ننتظر انفجارًا بركانيًا يجرفنا جميعا؟ أو ستنتهي الحكاية بزيارة وزير التربية للأستاذ الذبيح؟" وفقه.

ونشر المربّي إلياس بوسالمي بدوره تدوينة قال فيه إنّ "حادثة مثل هذه وراءها سببان: الأول هو تربية العائلة والثاني هو تربية المربي.. بالنسبة للعائلة التي لا تربّي أطفالها أصلًا، أو يعتنون بهم أكثر من اللازم، وهنا السؤال للأولياء إذا كانت كلمة very bad يمكن أن تسبّب شللًا لتلميذ فماذا عن أستاذ يُضرَب بساطور؟ وبخصوص الأساتذة والمعلمين الذين يبيّضون العنف بدعوى أنهم ضربوا عندما كانوا صغارًا، فهؤلاء كبروا ليصبحوا قنابل موقوتة يمكن لها أن تنفجر في أي لحظة.. العنف الذي يتربى عليه الصغير ويتشرّبه، سيأتي يوم ويفرغه في مدرسته أو في عائلته أو في المجتمع" وفقه.

ودوّنت الأستاذة عواطف بن محجوب بقولها إنّ المربّي أصبح اليوم إما في المحكمة أو في الإنعاش.. لقد انهارت القيم وانهار المجتمع" وفقها.

ودوّن الناشط ماهر البجاوي، أنه "حين تستباح دماء المربين التي تبنى الدول والحضارات على أكتافهم وبتعبهم، ومن وجع أرجلهم ساقيهم من الوقوف وأعينهم في الأوراق، فأعلنوا الحداد على الوطن وعلى الإنسانية جمعاء.. صور مثل هذه مفزعة في العادة لا أريد مشاركتها، لكن فلتستفق الناس وتصدم بهذه الصور.." وفق وصفه.

وتفاعلت الأستاذة نهلة بن أحمد مع الحادثة فكتبت على حسابها بفيسبوك: "قم للمعلّم ووفّه التّنكيلا.. كاد المعلّم أن يكون قتيلا.. تعجز الكلمات وتبلغ القلوب الحناجر أمام بشاعة وفظاعة هذه الصورة.. حين تهون دماء المعلم الذي قيل فيه (كاد المعلم أن يكون رسولا) فسلام على الدنيا وما فيها.. يسهر المعلم منا في منزله مهملًا شؤون بيته وأهله.. مفكرًا في غده ودرسه وتلميذه الكريم، أو دعنا نقول  عزرائيله اللئيم يعد درسًا ويصلح فرضًا.. يخرج من بيته مستبشرًا بيوم جديد.. مقبلًا على الحياة، ولم يعلم أنه ذاهب إلى الموت، ولم يعلم أيضًا أن ذلك الذي سهر من أجله يراجع درسه ويصلح له فرضه.. سيكون عزرائيله.. والمؤذن باقتراب موته.." حسب ما دوّنته.

ودوّن الصحفي نبيل الشاهد أنّ "التطبيع الإعلامي مع العنف اللفظي والمادي في المسلسلات وأغاني الراب التي أصبح مغنوها نجومًا يكتسحون الشاشات والمنابر بسبب هستيريا نسب المشاهدة واستدراج المستشهرين، خلق لنا جيلًا محبطًا بلا سلّم اجتماعي وبلا قيم ولا أفق. المصيبة ليست في مظاهر العنف، وإنما في ثقافة العنف التي استشرت انطلاقًا من التعليقات على فيسبوك وصولًا إلى احترام الصف أمام شباك تذاكر" وفق رأيه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أستاذ يرقد بالإنعاش بعد الاعتداء عليه بساطور.. وجامعة التعليم تعلن إضرابًا